الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المساعدات الإنسانية.. الحل الأفضل لسوريا

11 مارس 2014 00:31
قبل ثلاث سنوات، وفي شهر مارس، جاء «الربيع العربي» إلى سوريا. وعلى عكس الثورات في الدول المجاورة، مصر وتونس وليبيا، فإن أمد الثورة السورية امتد لفترة طويلة بصورة مرعبة، ما أسفر عن 100 ألف قتيل و2.5 مليون لاجئ و 6.5 مليون نازح بداخل سوريا. واليوم، لا يوجد سوى القليل من الغذاء، والأمل، وكذلك الخيارات أمام المجتمع الدولي للمساعدة على وقف نزيف الدم. وتظل المساعدات الإنسانية المنسقة هي أفضل فرصة لتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب السوري، وكذلك لحل الصراع. فالمساعدات لديها القدرة على الجمع بين الفصائل المتناحرة بداخل وخارج سوريا، ويمكنها كذلك تمهيد الطريق للتعاون الدبلوماسي في المستقبل. ومن المرجح أيضاً أن تؤثر زيادة المساعدات الإنسانية على استقرار الأوضاع في سوريا على المديين القصير والبعيد على حد سواء. هذا إلى جانب جلب الشهود على وقوع فظائع يجب أن يكون العالم على دراية بها. ولم يعد أمام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أي خيارات أخرى لمعالجة الحرب الأهلية الدموية في سوريا. فالخيارات العسكرية ليست مجدية، على الأقل فيما يتعلق بالتدخل العسكري الأميركي. كما أن إبرام صفقة سياسية كبرى ليس من بين الخيارات المتاحة. فقد أغلقت آخر نافذة لإجراء مباحثات دبلوماسية على مستوى رفيع في جنيف بفضل التعنت الروسي، والسلبية الصينية ومعارضة سورية في سويسرا عجزت عن التحدث بالنيابة عن المعارضة السورية في سوريا. وهناك إمكانية لحدوث انفراجات دبلوماسية صغيرة مع وقف محدود لإطلاق النار، ولكن من غير المرجح في هذه المرحلة التوصل لاتفاق دولي كبير لإنهاء الصراع السوري. ويشكل تسليح المعارضة في سوريا الكثير من الصعوبات. قد تحمل الفكرة بعض المميزات، لكن هناك الكثير من العقبات في هذه المرحلة، مثل معرفة من تكون وأين هي المعارضة، وضمان أن تحصل القوات المعنية على الأسلحة، وليست العناصر الإسلامية المتطرفة، حيث يمتزج الطرفان في ضباب الحرب. وكالات الإغاثة هي أفضل الممثلين الدبلوماسيين. لذلك، فالمساعدات الإنسانية هي أفضل «حل»، فهذا الحل يوزع المسؤولية بين الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، ووكالات الإغاثة والمانحين الأفراد. كما يخلق إحساساً نادراً من وحدة الهدف، ويرجع ذلك في جزء منه إلى استفادة جميع الأطراف. وفي حالة سوريا، قد تكون منظمات الإغاثة هي أفضل الدبلوماسيين القادرين على التفاوض لفتح الحدود لدخول قوافل الإغاثة المنقذة للحياة. وهناك العديد من الأساليب لضمان نجاح المساعدات الإنسانية، أهمها: أن تواصل الولايات المتحدة التفاوض مع إيران وروسيا لفتح ممرات إنسانية في سوريا، وأن تقدم الدول المساعدات الإنسانية التي تعهدت بتقديمها. فقد تقدمت الأمم المتحدة بالتماس لجمع 6.5 مليار دولار، لم يتم في الواقع سوى تقديم شريحة صغيرة منها، وفقاً لما ذكرته منظمة العفو الدولية. وهناك حاجة إلى القيام بحملة لزيادة التبرعات الأميركية لسوريا. وتشير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إلى أن الحكومة الأميركية قد أنفقت 1.7 مليار دولار فقط على المساعدات منذ بداية الصراع. فبإمكان العامة فتح قلوبهم ومحافظهم، أيضاً، أكثر من ذلك. إن التبرعات المخصصة لسوريا تتضاءل مقارنة بتلك المقدمة إلى ضحايا تسونامي المحيط الهندي، على الرغم من تضرر الملايين. وسيكون الكونجرس في حاجة إلى النظر في وسيلة للسماح لعدد أكبر قليلاً من اللاجئين السوريين الذين يطلبون اللجوء في الولايات المتحدة. دائماً ما تواجه المساعدات الإنسانية، التي تأتي استجابة لأزمة، خطر حدوث رد فعل عنيف من أولئك الذين يشيرون إلى أن هذه المساعدات تطيل الصراع لصالح الأنظمة الاستبدادية، أو أن المتطرفين سيسيئون استخدام هذه المساعدات. ولكن في الحروب الأهلية التي تمتد لفترات طويلة، يمكن للمساعدات أن يكون لها تأثير في تحقيق الاستقرار. وعلى العكس من ذلك، فمن دون هذه المساعدات، لن يتم إصلاح المجتمعات المنكوبة. إن وجود سوريا تشبه الصومال، بلا بنية تحتية وبلا سيادة القانون وبلا خبرة ليس بنتيجة جيدة. إن الملايين من الأطفال السوريين لا يذهبون إلى المدرسة - وهناك جيل ضائع من الشباب السوري، والنتيجة أن عدداً كبيراً منهم لا يجد سبيلا سوى التحول إلى التطرف. كما تخسر سوريا كذلك الأعمال الفنية واللوحات والمنحوتات وغيرها من الأعمال الثقافية والتاريخية. وأخيراً، عندما يتم إنشاء ممرات إنسانية، فإن ذلك سيتيح مخارج مهمة إلى العالم الخارجي- لتشهد عيون وآذان العالم على ما يحدث على أرض الواقع. فإذا كان الهدف هو الوصول إلى سوريا سلمية ومستقرة وآمنة، فإنه يتعين على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي معالجة جراح اليوم، حتى لايستغرق بناء هذا المستقبل وقتاً أطول ويكون أكثر صعوبة وأكثر تكلفة. ‎تارا سونينشاين زميلة بجامعة جورج واشنطن ومستشارة معهد الدبلوماسية الثقافية ببرلين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©