الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المؤامرة «الانفلونزية»!

المؤامرة «الانفلونزية»!
30 يونيو 2009 21:26
منذ أن كنا صغاراً ونحن نقرأ عن «نظرية المؤامرة»، دون أن نعرف من يتآمر على من! فكل صباح تصدر المئات من الصحف العربية حاملاً أغلبها الملايين من المقالات التي تحذر علناً من مؤامرة، والتي تلمح لها ، الى أن امتلأت خلايا المخ العربية بكلمة مؤامرة، لدرجة أنَّ الزوج لو وجد زوجته وضعت له على الغداء غير الأكل الذي طلبه يشك بأنَّها متآمرة! ضاع عمر الأغلبية من الشباب العربي بين حقبتين من الزمن، الحقبة الأولى من عمره ضاعت بالإيمان التام بنظرية المؤامرة والتسويق لها، ونصف ما تبقى ضاع بعد ذلك في الخجل من التطرق إلى نظرية المؤامرة، حتى أنَّك إذا أردت أن تحرق أوراق أي مثقف عربي هذه الأيام قل عنه إنَّه يصدق بنظرية المؤامرة ليزبد ويرعد كأنَّه يدافع عن تهمة تمس شرفه ناصع البياض «حشى.. هذا مسحوق غسيل مو شرف»، يعود اتباع نظرية المؤامرة الى الظهور بعد كل حدث عالمي، وخصوصاً عندما يكون قادماً من الغرب، ومع الانفتاح المعلوماتي الجديد أصبح خوفنا أن تتفتق أذهانهم عن فكرة مؤامرية جديدة ليعلنوا أنَّهم اكتشفوا عدواً جديداً لدية مؤامرات تقصد إلحاق الضرر بنا دون غيرنا«بسم الله علينا». أتت انفلونزا الخنازير لتمنحهم فرصة ذهبية جديدة خصوصاً أنَّها تحمل معها معلومات لم يتعودها تفكيرنا، ومن الصعب علينا تمريرها قبل فاصل من الردح والصراخ والتأكيد بأنَّها مؤامرة، إذ كيف تعلن منظمة الصحة العالمية بأنَّ الوباء أصبح جائحة، «أنا أشجب كلمة جائحة رغم إني لا أعلم معناها»، كيف تعلن ذلك وبعد أيام نكتشف بأنَّ مريض انفلونزا الخنازير من الممكن أن يشفى دون علاج، وقبلها «طنشت»المنظمة انفلونزا الطيور مع أنَّها أشد فتكاً، بل الأدهى أنَّ هناك من يقول أن انفلونزا الخنازير تبدو كأي انفلونزا من تلك التي دائماً «تحوسنا كم يوم وتروح»، لا يا جماعة، انتبهوا، «ماتكونوش «ضحية مؤامرة، وأي مؤامرة، مؤامرة انفلونزا خنازير، بعد الشر ! هاني الشحيتان hanialshohitan@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©