الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا ضمانةَ لفوز أوباما

3 مارس 2012
لو أجريت الانتخابات الأميركية اليوم، لحقق أوباما الفوز بنفس الهامش الذي ضمن له الفوز في الانتخابات السابقة التي جاءت به للبيت الأبيض. لكن ما مدى صلابة المزايا التي يتمتع أوباما بها والتي ضمنت له هذا الهامش؟ الهم الأكبر للديمقراطيين هو أن يكون التقدم الذي يحرزه الرئيس بعيداً عن النسبة التي تمكنه من تحقيق الفوز بأغلبية ساحقة، وذلك رغم أن المرشحين الجمهوريين قد أُضعفوا لحد كبير بفعل الانتقادات التي وجهوها لبعضهم بعضاً، أثناء حملاتهم الانتخابية، وأن وضع أوباما ظل سليماً في مواجهة المرشحين الجمهوريين المدعومين بـ"لجنة العمل السياسي" التي تسمح بتلقي المرشحين للتبرعات المالية من دون قيود. ولا شك أن الديمقراطيين يشعرون بخيبة أمل بسبب الأداء الضعيف غير المتوقع لسانتوريم الذي يشعرون أنه يمثل منافساً يمكن لأوباما التغلب عليه، والذي كان قد حقق الفوز في ثلاث ولايات مرة واحدة منذ فترة قريبة، وهو ما كان يؤشر في حينه إلى أن الصراع سيحتدم بينه وبين "رومني"، مما كان سيطيل أمد التنافس بينهما وينال من قوتهما معاً مما يصب في صالح أوباما في نهاية المطاف. لكن الأداء غير المتوقع لسانتوريم خلال الأسبوع الذي سبق الانتخابات التمهيدية في "ميتشجان"، وكذلك أداءه الباهت في مناظرة الأسبوع الماضي أمام رومني، قد أضعف هذا الأمل وعزز بالتالي من حظوظ رومني الذي يرى الديمقراطيون أنه سيشكل منافساً أكثر خطورة على أوباما. وحتى الآن يمكن القول إن معركة الجمهوريين الانتخابية لعبت في صالح الديمقراطيين تماماً، وإن ما يحتاجه هؤلاء حالياً، هو أن يعطي الناخبون من الشرائح الراقية أصواتهم على أساس الموضوعات الاجتماعية، واعتماداً على النفور العام من انجراف الجمهوريين نحو اليمين. ويشار إلى أن الديمقراطيين خسـروا في انتخابـات التجديد النصفي عام 2010 لأنهم فقدوا تأييد تلك الشريحة الانتخابية بمقدار 30 نقطة مقارنة بعدد النقاط التي كان أوباما قد حصل عليها منهم في انتخابات 2008.لكن أوباما تمكن من استعادة النسبة التي كان يحظى بها لدى أصحاب الياقات الزرقاء، ومن تقوية مركزه في ولايات الغرب الأوسط عبر التركيز على موضوع العدالة الاقتصادية وجعله المحور الرئيسي لحملة إعادة انتخابه. وفي نفس الوقت ساور الكثير من شرائح المجتمع الأميركي القلقُ من الاتجاه المتزايد لدى الجمهورين يميناً والتشدد في المحافظة في موضوعات اجتماعية عديدة، منها موضوع موانع الحمل. والجمهوريون الذين بدأ بعض مفكريهم يدركون أنهم يسيرون على الطريق الخطأ، قد يلجأون إلى إدخال العديد من التغييرات على مسارهم الحالـي. ورغم تقدم أوباما في استطلاعات الرأي، ومنها استطلاع "ريل كلير بوليتيكس"، على رومني بخمس نقاط وسانتوريم بست، فإن نسبة تأييده تقع في مجملها في الخانة المتوسطة، وهي نسبة وإن كانت أفضل من 37 في المئة التي حصل عليها الشهر الماضي، فإنها لا تزال بعيدة عن الأغلبية الساحقة، علاوة على أن أي انتكاسة في التعافي الاقتصادي قد تعرض نسبة تأييده الحالية للخطر. وهذا يفسر السبب الذي كان يحتم على رومني أن يفوز بأي ثمن في الانتخابات التمهيدية في ميتشجان يوم الثلاثاء، لأن هذا الفوز يعني غلق صراع الترشيح بنهاية تمهيدية الثلاثاء الكبير في السادس من مارس الحالي لمصلحته. فرومني الذي لن يكون محتاجاً للتودد لليمين المتطرف بعد ذلك، سيكون أكثر قدرة على إعادة تنظيم حملته، وموضعة نفسه في موضع أفضل، كما يمكنه بعد ذلك أن يمضي مزيداً من الوقت مع مستشاريه ليعلموه كيف يخاطب الأميركي العادي. إن أوباما اليوم أفضل كثيراً مما كان عليه قبل ستة أشهر، لكن ليس في مقدوره أن يمضي في مسيرته متبختراً أو يدع الأنباء السارة التي يسمعها تؤثر على أدائه. إي. جيه ديون محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©