الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطفولة المسروقة

2 مارس 2015 22:40
أطرح هذا الموضوع، بعد أن أصبحت التكنولوجيا وجبتنا الأساسية اليومية..لا ننكر محاسن التكنولوجيا، وكيف كان للإعلام الآلي، والمطالعة الفضل الكبير في المعرفة والانفتاح على المجتمعات، فهي بحر من المعلومات لا ينضب، وبها سهلت ويسرت لنا الأعمال الاقتصادية والتجارية، ورفعت مستوى المعيشة ،وأصبح الاتصال سلساً بين شعوب العالم صوتاً وصورة، وأيضاً نشير بأصابع اللوم إلى التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، طرأ تغير وخلل في العائلة والبيوت والمدارس، واستعمال أطفالنا الأبرياء لبرامج التكنولوجيا المختلفة أدى إلى تفكيك الروابط الأسرية، وأصبحوا طعماً لهذه البرامج، فعاشوا محدقين لساعات طوال إلى تلك الشاشات المظلمة، مما أدى إلى زيادة عصبيتهم وعنادهم، وبالتالي أصبحوا عدوانيين وبشكل ملحوظ، وأدى إفراطهم في استخدام ألعاب الحروب والدمار الشامل والقتل، فهذه الجرعات القوية من العنف اليومي من خلال الآيباد، والتابلت، والبلاي استيشن. ألعاب الكمبيوتر كانت السبب الرئيس المؤدي إلى النسيان، وعدم التركيز في استرجاع المعلومات المدرسية، فالكم الهائل من المعلومات سرعان ما يتبخر ولا يبقى في أذهانهم، وهي أيضاً المسبب لأمراض البدانة وضعف النظر، والانطواء سبب لهم إجهاداً نفسياً وبدنياً، ترى والديه ينادونه للمشاركة في طعام الغداء أو العشاء، فلا من مجيب لا يريد أن يترك ولو دقيقة واحدة لعبته لأنه غارق في المغامرات ودوامة الألعاب، فيفتقد هذا الطفل التجمعات الأسرية، فتفتقد الجدران دفء الضحكات الماضية عندما كان الأطفال يلعبون بالدمى، وهم بأكمل صحة وعافية، وتجمعهم تلك الحكايات والمغامرات الطفولية، اليوم هؤلاء الأبرياء لم تعد لهم أي خصوصية، فانتشرت يومياتهم وصورهم عبر تطبيق سناب شات، وتويتر وانستجرام، ففي المدرسة تكون هذه الصور سبباً في انتشار أساليب الاستهزاء والسخرية، مما يؤثر سلباً علي هؤلاء الأبرياء، وتنتهي ثقتهم بأنفسهم وتتزعزع صداقاتهم، وبات هذا الشيطان ذا مخالب فولاذية يسرق طفولة أبنائنا وبناتنا، تجد الوالدين تعبا كل هذه السنين في تربيتهم، ويأتي هذا الوحش بحلة الألعاب والألوان يدمر تربية السنين هذه في ساعات، ويعيش أبناؤنا في غربة وانطواء. لابد من الاحتياط ومعرفة الأمور الأمنية التي تحجب عن أطفالنا، وتمنعهم من اختراق مواضيع لا تناسب عمر الزهور، وإذا غرق الكثير من الأطفال في هذا البحر إلى الآن، فهناك من الوقت للإنقاذ فبعضهم لم يغرق...! لطيفة القصاب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©