الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلهم من رَحم إرهابي واحد

2 مارس 2015 22:39
استدعت مذبحة متحف الموصل في العراق التي اقترفتها عناصر «داعش» الإرهابية ضد كنوز الثقافة والتراث وتحطيم تماثيل عمرها من عمر الإنسانية مذبحة مشابهة ارتكبتها حركة طالبان الإرهابية في عام 2001 حين أصدر الملا محمد عمر زعيم الحركة فتوى بهدم كافة التماثيل الأثرية في أفغانستان بدعوى أنها أصنام لتستهدف الحركة المتطرفة تمثالين لبوذا، وضربت طالبان عرض الحائط بالمناشدات العالمية بالتراجع عن هذه الخطوة التي تمحو شاهداً على حضارة عريقة بقنبلة صغيرة، وتثير القصتان المريرتان سؤالا هاماً، هل هي مصادفة أن تتخد الحركتان الإرهابيتان نفس القرار والخطوة؟ بالقطع لا.. وعلينا أن نتذكر حين خرج أحد المتأسلمين في مصر يدعو إلى هدم الأهرامات وأبو الهول لنفس السبب، لأنها أصنام ومقابر يجب أن تساوى بالأرض، رافعين في وجوهنا فتاوى الإنترنت التي تروج لها - للأسف - مواقع شهيرة، لا تعرف الفرق بين هُبل وأبو الهول والآثار والمعابد التي تحكي عبقرية البنائين المصريين القدامي. وكان من آثار هذه الفتاوى الشريرة أن استيقظ أهالي مدينة المنيا المصرية ليفاجأوا في فبراير 2013 بسرقة تمثال عميد الأدب العربي طه حسين من ميدان كورنيش النيل بعد تحطيم القاعدة الهرمية التي تحمل التمثال، وفي نفس الشهر اعتلى أحدهم تمثال أم كلثوم بميدان الثورة بمدينة المنصورة ليضع نقاباً على وجه التمثال، وكلها كانت إشارات شريرة تستهدف الثقافة الفنية والوعي الإنساني. لقد خرجت كل هذه التنظيمات والعصابات المتطرفة من رَحم واحد، وتدين بنفس الفكر الذي يتهافت أمام الفن والثقافة والجمال كلها أسلحة ناعمة لا يقدر الإرهاب على الوقوف في وجهها لأنه لا يمتلك سلاحاً يعادلها قوة، فكل التنظيمات الإرهابية بدءاً من الإخوان إلى طالبان والقاعدة وداعش كلها حركات لم تساهم في الحركة الإنسانية بكتاب واحد، ولم يكتب أحد عناصرهم قصيدة شعر، ولم يخرج منهم عالم، بل أفرزت لنا الحركات المتأسلمة السفاحين والمقامرين بمصير الأوطان، الذين لا يقدرون على مواجهة التراث الإنساني إلا بالقنابل ومعاول الهدم. جنا هشام - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©