«الشراع الرملي» رياضة شابة تتهيأ للحضور بقوة

يحتاج الزائر لحلبة السباق أن يمعن النظر في الأرض التي يطأ عليها ليتأكد أنه في البر لا البحر، وأن الذهب الذي يلمع تحت قدميه ما هو إلا رمال الجزيرة وليس ماءها.. يمكنه بعد التمعن والتأمل أن يتساءل ما شاء كيف يمكن للقوارب عبور الرمال والسير فوقها؟ أو بإمكانه الإقرار أنها ليست أحجية! بل حقيقة، ورياضة فعلية يمارسها الطلبة من أبناء الدولة خلال فعاليات قوارب الشراع الرملي، في «ملتقى السمالية الصيفي 2009» الذي يقيمه لهم «نادي تراث الإمارات». وسيرى الكبار يسابقون الصغار لركوبها وقيادتها، فبعض أولياء أمور الطلبة وكذلك الإعلاميين يصطفون إلى طابور ليحصلوا على «قارب» في غير الأوقات المخصصة للطلبة. يعرّفنا برياضة الشراع الرملي؛ الأستاذ عبدالله العبيدلي- مدير «مدرسة الإمارات للشراع» إحدى مرافق «نادي تراث الإمارات»، ويقول: «تعتبر رياضة الشراع الرملي من الرياضات الترفيهية، وتنضوي تحت لواء اتحاد دولي، ولها مقر رسمي في فرنسا، وتمارس في عدة دول أوروبية.. لكنها، وعلى الرغم من كونها رياضة دولية وتقام لها سباقات وبطولات، ليست رياضة أولمبية بعد. إنما تفيد ممارسها في أن يصبح مستقبلا -إذا تابع تدريباته- نجم رياضة سباقات الشراع «الرملي» أو القوارب الشراعية البحرية». السهلة الصعبة عن ماهية هذه الرياضة وتاريخها في الدولة، يقول العبيدلي: «إنها لعبة سهلة تتسم بالمرح والقوة في آن معا، يمكن تعلمـــــها بسرعة وتجاوز صعوباتها إن وجِدت لدى المبتدئين، فضلا عن إجادة ممارســـتها مع مزيد من التدريب على ركوبها وقيادتها، ولها قوانين تخضع لها ومحكمين ينظرون في مجرياتها. وقد دخلت هذه الرياضة الدولة منذ 6 سنوات، من خلال «نادي تراث الإمارات» ويقتصر وجودها على النادي». وتخضع الشراع الرملي لآلية لعب، يوضحها العبيدلي، ويقول: «يعتمد مسير القارب على الهواء، بحيث تكون الزاوية 90 درجة على الشراع (قائم). فالشراع هو من يدفع القارب ويجعله يتحرك، بينما المقود مثل دفة القارب يساعد في الاتجاه وتحديد السرعة، ويمكن بالتدريب والتركيز التخلص من صعوبتها». ويضيف موضحا كيفية قيادة القارب: «تنسدل من الشراع أحبال ثخينة بعض الشيء لها بكرة تمر من خلالها، ويتحكم السائق من خلال شدّ الأحبال بإحدى يديه كي يستقيم الشراع ولا يميل ويتسبب بانحراف القارب عن مساره.. وكذلك هناك مقود يمسكه السائق بيده الأخرى ليتجه به إلى اليمين أو اليسار أو الدوران أو التحكم بالسرعة». الحرص والوقاية على الرغم من توفر مستلزمات السلامة لكل لاعب من خوذة الرأس وواقي الركبتين والساعدين، تشدد إدارة النادي على أن يتابع الحلبة الرملية فريق من المساعدين الرياضيين وبعض المسعفين الصحيين حرصا على سلامة اللاعبين أو الذين يجربون ركوب الشراع الرملي للمرة الأولى. ويلفت العبيدلي إلى أنه «تمّ التوجيه من الإدارة العليا لـ»نادي تراث الإمارات» بتشكيل فريق للشراع الرملي، لتكون له مشاركات فاعلة وأكثر اتساعا.. خاصة بعد النتائج المشجعة للسباق بين مراكز النادي وفروعه الذي أقيم مؤخرا خلال فعاليات ملتقى السمالية».