الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«النوروز» في تركيا.. ساحة غضب ضد «معركة عفرين»

«النوروز» في تركيا.. ساحة غضب ضد «معركة عفرين»
22 مارس 2018 21:47
ديار بكر (رويترز) حول عشرات الآلاف من أكراد تركيا احتفالاً ثقافياً سنوياً إلى حشد جماهيري، نادراً ما تشهد منطقتهم مثله، على الحملة العسكرية التي تشنها الحكومة التركية منذ شهرين على جماعة كردية في سوريا. وفي تجمع جماهيري بمناسبة عيد «النوروز»، احتفالاً ببدء فصل الربيع في مدينة ديار بكر بجنوب البلاد، قال المتظاهرون: «إن أنقرة تجازف بإثارة العنف في الداخل إذا ما واصلت هجومها في سوريا». وكان هذا التجمع أول حشد شعبي كبير اعتراضاً على الحملة العسكرية في سوريا، التي يقاتل فيها الجيش التركي وحدات حماية الشعب الكردية. وتعتبر تركيا هذه الوحدات امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور. وجاء الاحتجاج بعد أيام فقط من اجتياح القوات التركية مدينة عفرين السورية. وفي مدينة لا تزال تحمل ندوب اشتباكات بين حزب العمال الكردستاني والقوات التركية، تشابكت أيدي الشابات والشباب ورقصوا معاً على أنغام الموسيقى التقليدية الكردية تحت شمس الربيع الدافئة وهتفوا لعفرين ولزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان. وردد المشاركون في الاحتجاج: «تحيا مقاومة عفرين». وتخضع التجمعات الجماهيرية السياسية لقيود مشددة في ظل حالة الطوارئ السارية في تركيا في أعقاب الانقلاب الفاشل في 2016. وألقت السلطات القبض على المئات في تركيا قبل التجمع الحاشد في ديار بكر بتهمة تنظيم احتجاجات بالمخالفة للقوانين. وفي كثير من الأحيان، كانت التظاهرات المصاحبة لعيد «النوروز» تؤدي إلى أعمال عنف خلال حركة التمرد التي بدأها حزب العمال الكردستاني قبل نحو 40 عاماً. وشهد جنوب شرق تركيا تصعيداً للعنف، بعد انهيار وقف إطلاق النار بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني في عام 2015. ولا يزال جانب كبير من وسط ديار بكر التاريخي في حي «سور» الذي تحيط به أسوار ترجع للعصر الروماني عبارة عن أطلال. وبرغم أن الاشتباكات في تركيا هدأت منذ ذلك الحين، فقد أثارت حملة الجيش ضد وحدات حماية الشعب على الجانب الآخر من الحدود المشاعر بين أكراد تركيا. وقال ضياء بير، عضو البرلمان من حزب الشعوب الديمقراطي المعارض المؤيد للأكراد: «إنه إذا حدث ذلك، فلن تحدث قطيعة عاطفية فقط بين تركيا والأكراد هنا بل سيزداد الأمر سوءاً، ولا يريد أي منا أن يشهد ذلك». ويرتبط كثير من أكراد تركيا بعلاقات مع وحدات حماية الشعب والصراع الدائر على الجانب الآخر من الحدود. وأكدت امرأة مشاركة في الاحتجاج أن ابنتها تركت الجامعة للانضمام إلى وحدات حماية الشعب بعد اعتقالها وتعذيبها في ديار بكر، وإنها حاربت تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، حيث لقيت حتفها. وأوضحت الأم أن إحدى بنات عمها توجهت إلى عفرين أيضاً، ولا يزال مصيرها مجهولاً. وقالت المرأة: «أبنائي الباقون على قيد الحياة، وإننا سنواصل هذا الكفاح، حتى إذا متنا». وتؤكد الحكومة التركية أن هجومها يستهدف مسلحين يمثلون خطراً مباشراً على الأمن التركي. وأفاد «سردار بوداك»، الرئيس المحلي في ديار بكر لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، بأن أعداء تركيا هم وحدات حماية الشعب، لا الأكراد. وذكر «بير» أنه لا يوجد «مبرر ملموس» لكي ترسل تركيا قواتها إلى شمال سوريا. وأضاف «إن نزوح 200 ألف شخص في عفرين يبين أن ما فعلته تركيا خطأ ليس بالمعنى القانوني فحسب، بل بالمعنى الإنساني أيضاً». وانتقد سياسي آخر من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي غياب التدخل الدولي لمنع ما وصفه بالاحتلال التركي لعفرين. وردد كثيرون من المشاركين في الاحتجاج هذا المعنى، ورفعوا أعلام حزب الشعوب الديمقراطي ذات اللونين الأرجواني والأخضر. وقال المزارع طارق دالكيران، البالغ 52 عاماً: «عفرين تخص الأكراد، لكن تركيا احتلتها، وفرّ مئات الآلاف، ولم تفعل بريطانيا وفرنسا وأميركا أو أي أحد شيئاً.. أنا فقدت الثقة بالغرب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©