الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تفادياً للحواجز اللغوية.. أطباء سوريون يعالجون اللاجئين بأنقرة

تفادياً للحواجز اللغوية.. أطباء سوريون يعالجون اللاجئين بأنقرة
22 مارس 2018 21:46
أنقرة (أ ف ب) يشرف على الاعتناء بصفا الحسين وابنتها عهد التي تبلغ الرابعة من عمرها وأصيبت في ساقها في قصف على الرقة طبيب وممرضة سوريان مثلهما، ولكن ذلك يجري في مركز طبي بأنقرة، على بعد مئات الكيلومترات من بلدهما. وفي هذا المركز، يضم الطاقم الطبي لاجئين سوريين حصلوا على تدريب مهني نظمته منظمة الصحة العالمية، وتم تأهيلهم على مدى أسابيع لممارسة مهنتهم الأصلية والاهتمام باللاجئين الذين يتحدثون العربية ومعظمهم سوريون. ويقول «فيليكس ليجيه» المكلف ملف الصحة لدى منظمة العمليات الأوروبية للإغاثة وحماية المدنيين، التي تمول جزءاً من دورات التدريب، «إن الحواجز اللغوية والثقافية كانت تعيق حصول اللاجئين على الرعاية في تركيا، ومن هنا جاءت فكرة الاستفادة من الممرضين والأطباء من بين اللاجئين الذين يمكنهم أداء دور مهم هنا». وبدأ التدريب مطلع 2017 في سبعة مراكز، وهو يجري بسرعة ويتضمن أسبوعاً من المحاضرات النظرية وستة أسابيع من التدريب العملي مع أطباء أتراك. والهدف منه هو التأكد من مؤهلات هؤلاء وإصدار شهادات لهم، نظراً لأن كثيرين منهم لجأوا دون شهاداتهم. وبعدها يمكنهم ممارسة مهنتهم فقط في واحد من 99 مركزاً للرعاية الصحية للاجئين في مختلف أنحاء تركيا. وانضم حتى الآن أكثر من 800 طبيب إلى البرنامج، من بينهم نضال عرب الذي جاء من حلب في 2012، وهو يمارس مهنته منذ يونيو في مركز أنقرة للاجئين الذي يزوره كل يوم نحو 600 مريض. ويقول الطبيب نضال: «بما أن المرضى لا يتحدثون التركية، لا يمكنهم أن يشرحوا للطبيب حالتهم، والآن بات الأمر أسهل». ومن أصل أطباء المركز العشرة وممرضيه الثلاثة عشر، ثمانية أطباء وعشرة ممرضين سوريون. ويضيف الطبيب الذي يعاين عهد مبتسماً: «إن والدها كان اسمه نضال، والمرة الأولى التي جاءت فيها، تعلقت بي ولم تشأ أن تتركني». وتقول أمها في حين تلهو عهد ببالونات وزعها المركز: «كنا في البيت عندما ضربت طائرة المنزل، ومات زوجي وابنتي، وأصيبت عهد بجروح». وبعد العملية الجراحية الأولى، أوصى الأطباء في سوريا بنقل الطفلة إلى الخارج، فجاءت بها أمها إلى تركيا قبل ستة أشهر، حيث سمعت من يقول «إن هذا المركز به أطباء سوريون يعتنون بالمرضى». وتنظر الأم إلى ابنتها وتبتسم: «إنها تمشي الآن». ويساعد الأطباء السوريون كذلك خلال حملات التطعيم، التي تنظمها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، و«كانت تقابل في الماضي بموقف متشكك بين الطواقم الطبية والناس البسطاء القادمين من مناطق النزاع ويملؤهم الخوف»، حسبما أفاد الطبيب محمد خطاب الذي وصل إلى تركيا من حلب كذلك في 2015. ويضيف: «إن وجود أطباء وممرضين سوريين إلى جانب الأتراك ساهم إلى حد كبير في إنجاح هذه الحملات»، التي تجري من باب إلى باب. وفي طابق في المبنى نفسه، تحصل لاجئات على الدعم النفسي والاجتماعي. وتقول «ديغو أريغ» المديرة الإقليمية للبرامج الإنسانية في صندوق الأمم المتحدة للسكان، «نظراً لصعوبة بناء الثقة معهن، استعنا بميسرات صحيات على نحو يُشكل جسراً بين المركز واللاجئات». وتتلقى الميسرات الصحيات تدريباً مكثفاً لخمسة أيام، وتعمل خمس منهن في مركز أنقرة الصحي. وتروي إحداهن وهي أم لأربعة أطفال من حلب انضمت إلى المركز في الصيف الماضي، وطلبت عدم كشف اسمها، أن النساء يبدأن أحياناً بالبكاء ما أن تبدأ الحديث معهن. وتضيف «إنهن يثقن بنا ويتعاون معنا لأننا مررنا بظروف مماثلة، وعشنا المأساة نفسها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©