السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران لا تحتمل الاستقطاب السياسي والتسوية وفق مقاسات النظام

30 يونيو 2009 03:09
رأى عدد من الباحثين والمتابعين للشأن الإيراني «أن الأزمة حول الانتخابات الرئاسية أحدثت شرخا كبيرا داخل النخبة القيادية في إيران، وكشفت للعالم حجم الصراع والاختلاف داخل منظومة القيادة». وقال الباحث محمد حسين فردوسي رئيس القسم السياسي في معهد الدراسات الإيرانية الأميركية لـ «الاتحاد» «إن الأزمة ليست وليدة اليوم، بل موجودة منذ زمن طويل، لكن تداعيات الانتخابات وما تلاها من احتجاجات لأنصار المرشح الرئاسي مير حسين موسوي بعد إعلان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية هي التي أزالت الغطاء عنها». وأضاف «في كل يوم نرى هناك اتهامات متبادلة، كما أن منبر الجمعة بات المكان الأساسي لبث الهموم من قبل المتصارعين». وقال فردوسي «إن المشهد السياسي الإيراني تعرض للاهتزاز في أول عاصفة، وإن النخب القيادية لم تتمكن من الاحتفاظ بوضعها الطبيعي، ولذلك كان هناك اصطفافات وراء فريقين، الأول يضم المرشحين الخاسرين موسوي والإصلاحي مهدي كروبي والرئيس السابق محمد خاتمي، ويعتقد أنه مدعوم من جانب رئيس مصلحة تشخيص النظام، الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، والثاني يضم نجاد وجمعا من العلماء والحرس الثوري والباسيج ويحظي بدعم من مرشد الجمهورية علي خامنئي». وقال فردوسي «إن الحياة السياسية في إيران لا تتحمل هذا البون الشاسع بين الاصطفافات السياسية، ولذلك فإنها مقبلة على تغيير حقيقي ربما يطال أعلى الهرم، وأن رفسنجاني قد يمهد لإطلالة التغيير بطرق قانونية حتى لا يحسب التغيير على جماعة بعينها». ورأى الخبير الإيراني ما شاء الله شمس الواعظين من جانبه في تصريحات لـ«الاتحاد» «أن ما قيل عن وجود مخطط لإحداث انقلاب مخملي في إيران لا صحة له، وإن الحكومة هي التي مارست ذلك». وقال «إن الثورات المخملية تحتاج إلى أرضية مناسبة، والأرض الإيرانية ليست مهيأة لذلك، باعتبار أن إيران هي بلد المؤسسات وان أبوابها ليست مشرعة لتلك الثورات». وأضاف «في إيران شعر الجمهور أن ثمة أخطاء وأعمالا تزويرية حدثت في الانتخابات، وأن الناس لم تتحمل ذلك، لهذا انطلقت إلى الشارع لإسماع صوتها للسلطة بأنها لم تنتخب نجاد». وقال «إن العملية السياسية تعرضت لـ»تسونامي» ولم تكن مستعدة لذلك، وربما بسبب ذلك تحرك المشهد السياسي في غير مساره». وأيد شمس الواعظين ما قاله فردوسي عن وجود اصطفافات، وقال «نعم هناك اصطفاف سياسي وهذا الاصطفاف لا يحلق خارج السرب، لكنه يعمل لاستعادة حقوق الناس». وأضاف حول مستقبل العملية السياسية «إن كل شيء سيتم تسويته وفق مقاسات القيادة وليس مقاسات الشارع وإن الإصلاحيين سيكونون خارج السلطة طيلة السنوات الأربع المقبلة». وأعربت الكاتبة الإيرانية فريدة جمشيدي عن اعتقادها «إن ما حدث لإيران يعتبر حراكا طبيعيا للدول التي تمارس الديمقراطية، لكن ما أضيف للمشهد هو الصراع الواضح بين الأقطاب». وقالت «إن الاضطرابات التي حدثت في إيران تعود إلى الإخوة المرشحين لأنه كان يفترض بهم الاحتكام إلى القانون وليس الشارع»، وأضافت «لقد حدثت مثل هذه الأزمة للثورة إبان عهد رئيس الوزراء مير حسين موسوي، وأمر الإمام الراحل الخميني بإعادة فرز الأصوات، لكنه لم يعيد الانتخابات». وقالت «إن الأزمة الحالية أثبتت للإيرانيين أن هناك دولا غربية تتمنى إسقاط النظام بحجة الديمقراطية».
المصدر: طهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©