شركات تسعى إلى تحسين تصفح الإنترنت على الموبايل

ما زالت عملية تصفح الويب على الهواتف المحمولة تشكل صداعاً مزمناً برغم التقدم الكبير الذي تم إحرازه في السنوات القليلة الماضية، فالعديد من مواقع الويب ظلت تعاني من صعوبة تحميلها بالشكل المناسب، كما أن المحتويات الإعلامية لا تعمل في كثير من الأحيان· لذا فقد اتجهت الصناعة اللاسلكية مؤخراً إلى محاولة تحسين وترقية عمليات تصفح الويب بصورة جذرية في هواتف الموبايل وجعلها أكثر شبهاً بتجربة الكمبيوتر الشخصي ما أمكن ذلك· وفي خطوة في هذا الاتجاه ذكرت مجموعة من كبريات الشركات المصنعة لأجهزة الموبايل اليدوية الأسبوع الماضي أنها توصلت إلى اتفاقية مع شركة ''أدوبي'' للأنظمة يتم بموجبها تشغيل نظام فلاش الخاص بالمحتويات الإعلامية والتابع لشركة أدوبي في المزيد من الهواتف الخليوية· علماً بأن نظام فلاش يعمل على تشغيل الفيديو على الانترنت في مواقع عديدة مثل موقع ''يوتيوب''، كما يستخدم أيضاً في تطوير صفحات الويب وتزويدها بالصور الكاريكاتورية المتحركة والمظاهر المتقدمة الأخرى· وذكرت شركة أدوبي أن نظام فلاش متوفر في 98 في المائة من أجهزة كمبيوتر سطح المكتب المزودة بخدمة الانترنت ولكنها لا تتواجد سوى في 30 في المائة من هواتف الموبايل· وكما يقول جاري كوفاكس نائب رئيس ادارة المنتجات والتسويق في وحدة هواتف الموبايل في شركة أدوبي ''لقد أصبح الفيديو من نوع فلاش يحظى بالشعبية الأكبر بين جميع أنواع الفيديو الأخرى في مواقع الانترنت لذا فقد بات من الأهمية بمكان أن نعمل جميعاً على جلبه إلى داخل الهاتف المحمول''· وإلى ذلك فإن الاتفاقية الجديدة التي تضمنت كبار مصنعي الهواتف المحمولة مثل سوني اريكسون وشركة نوكيا وال جي اليكترونيكس ومؤسسة موتورولا أصبحت تعتبر جزءاً من مبادرة متسعة من كبار اللاعبين في الصناعة، بحيث تهدف إلى تحسين وترقية تجربة تصفح الويب على الهواتف المحمولة· علماً بأن سوني اريكسون عبارة عن شركة مشتركة بين مجموعة تيليفون ايه بي اريكسون ومؤسسة سوني· ومن جانب آخر فقد درجت الشركات اللاسلكية الناقلة مثل مؤسسة سبرينت نيكستيل ومؤسسة تي- موبايل الاميركية التابعة لشركة دوتش تيليكوم على تحميل متصفحات الويب الأكثر تقدماً من شركات مثل اوبرا سوفتوير النرويجية وشركة تيليكا ايه بي السويدية بالاضافة إلى مؤسسة جوجل عملاقة البحث على الانترنت في داخل الأجهزة اليدوية الجديدة· وضمن مظاهر أخرى فقد اتسمت هذه المتصفحات بالجودة فيما يختص بإعادة تشكيل صفحات الويب المصممة خصيصاً لأجهزة الكمبيوتر، بحيث تصبح قابلة للمشاهدة الواضحة في الهواتف الخليوية التي لا تزيد حجم شاشاتها على 2,5 بوصة· وكذلك فقد عمدت الشركات الناقلة إلى العمل على تكامل مختلف التكنولوجيات التي توفرها شركات مثل مؤسسة اوبن ويفز للأنظمة التي تشفر المحتويات من صفحات الويب في أجهزة الكمبيوتر لاستخدامها من قبل مختلف أدوات التصفح وهواتف الموبايل· ووفقاً لإحصائيات مؤسسة ام- ميتريكس المتخصصة في متابعة اتجاهات الصناعة اللاسلكية فإن نسبة 13,5 في المائة فقط من مستخدمي الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة يتصفحون مواقع الانترنت في هذه الهواتف أي بزيادة قدرها 0,8 في المائة فقط منذ العام ·2006 ويعتبر التباطؤ الذي يسود الشبكات اللاسلكية علاوة على الإرباك الذي تعاني منه الخطط الخاصة بالتسعير جزءاً رئيسياً من المشكلة· لذا فقد اتجهت الشركات الناقلة لاتخاذ الخطوات اللازمة والهادفة الى زيادة سرعات تحميل مواقع الويب وتنفيذ خطط أكثر بساطة وسهولة في توفير البيانات غير المحدودة· وتبقى أحد أكبر المعوقات تتمثل في عرض محتويات الويب بقدر كبير من الوضوح والجودة الفائقة على شاشات الهاتف المحمول· وهو الأمر الذي سوف يقع على عاتق الشركات اللاسلكية الناقلة فيما يبدو بعد أن أصبحت تشهد انخفاضاً في ايراداتها من الخدمات الأساسية الصوتية وبات يتعين عليها الاعتماد بصورة أكبر على خدمات الويب المتقدمة والخدمات الإعلامية المتعددة من أجل إنعاش النمو·