الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مصدر» أبرز مشاريع برنامج «الحياة على كوكب واحد»

«مصدر» أبرز مشاريع برنامج «الحياة على كوكب واحد»
30 يونيو 2009 02:44
تعد «مدينة مصدر» التي سوف تحتضن مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا»، إحدى أبرز مشاريع برنامج «الحياة على كوكب واحد» (One Planet Living™)، المبادرة العالمية التي أطلقها «الصندوق العالمي لصون البيئة». وقام الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال شهر فبراير من العام الماضي بوضع حجر أساس «مدينة مصدر»، إيذانا ببدء الأعمال الإنشائية والتنفيذية لتشييد أول مدينة على مستوى العالم خالية من الانبعاثات الكربونية والسيارات والنفايات وذلك خلال حفل خاص أقامته شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) في موقع المشروع. وفي يناير 2008، أعلنت حكومة أبوظبي عن استثمار 15 مليار دولار في «مصدر»، وهو ما يعد أكبر استثمار حكومي من نوعه،و«مصدر» هي مبادرة أبوظبي متعدد الأوجه لتطوير وتسويق حلول وتقنيات الطاقة المتجددة والبديلة، إضافة إلى التصاميم المستدامة، و«مصدر» مملوكة بالكامل لـ «شركة مبادلة للتنمية»، الذراع الاستثمارية لحكومة أبوظبي. وستكون «مدينة مصدر» مقراً لمبادرة «مصدر» التي أطلقتها أبوظبي باستثمارات قيمتها عدة مليارات من الدولارات من أجل تطوير تقنيات مبتكرة في مجالات الطاقة المتجددة والبديلة والمستدامة، إضافة إلى التصميم المستدام، وتسويقها تجارياً. ويهدف برنامج «الحياة على كوكب واحد» إلى إثبات أنه بالإمكان الارتقاء بجودة حياة البشر والحفاظ على سلامة الطبيعة في آن معاً، ويسعى شركاء البرنامج، مثل «مدينة مصدر»، إلى وضع 10 مبادئ للتنمية المستدامة قيد التطبيق، وقد استطاعت «مدينة مصدر» أن تتفوق على تلك المبادئ. وسيتم تطوير «مدينة مصدر» على سبع مراحل، تتمثل الخطوة الأولى في بناء «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا»، أول مؤسسة أكاديمية متخصصة في دراسات الطاقة المتجددة والمستدامة على مستوى العالم. ويجري تطوير «معهد مصدر» المزمع افتتاحه العام الجاري، بالتعاون مع «معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا»، وسيركز «معهد مصدر»، أساتذةً وطلاباً، على تطوير الجيل التالي من الحلول التقنية في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية لتمويل وتطوير «مدينة مصدر» في «تمويل الكربون»، وذلك عبر منح الانخفاض المحقق في الانبعاثات الكربونية داخل المدينة قيمةً ماليةً بموجب آلية التنمية النظيفة المنبثقة لبروتوكول كيوتو. وإضافة إلى قاطنيها، سوف تسعى «مدينة مصدر» إلى استقطاب الكفاءات وتشجيع التعاون بين الخبراء في قطاعات عديدة تشمل الطاقة المتجددة، والمواصلات المستدامة، وإدارة النفايات، والمحافظة على المياه ومعالجة المياه العادمة، والإنشاءات والمباني الخضراء، والمواد الصناعية الصديقة للبيئة، والتدوير، والتنوع الأحيائي، والتغير المناخي، وتمويل المشاريع الخضراء. وستحرص المدينة على استثمار مزايا التقنيات المستدامة، مثل الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، إلى أقصى حد ممكن من خلال أسلوب متكامل للتخطيط والتصميم. ومن خلال تطبيق هذه التقنيات، ستحقق «مدينة مصدر» وفراً تتجاوز قيمته ملياري دولار من النفط على مدى 25 عاماً، كما ستوفر ما يزيد على 70 ألف فرصة عمل وتسهم بأكثر من 2 بالمئة سنوياً من إجمالي الناتج المحلي السنوي لإمارة أبوظبي. وبالإضافة إلى ذلك، ستشهد المدينة مستويات غير مسبوقة في انخفاض الطلب على العديد من الاحتياجات، بما في ذلك الطاقة والمياه ومكبات النفايات: وقد تم تصميم المدينة التي تبلغ مساحتها 56 كيلومترا مربعا والواقعة بالقرب من مطار ابوظبي الدولي، من قبل نخبة من أبرز المهندسين المعماريين شركة «فوستر وشركاه»، ومن المتوقع أن يتم إنجازها في عام 2016 وذلك في إطار «خطة أبوظبي 2030». وقد حرصت كافة أجهزة حكومة أبوظبي على دعم مدينة مصدر، فخلال الشهر الماضي، وتحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دشن سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة هيئة مياه وكهرباء أبوظبي الشهر الماضي محطة «مصدر» لتوليد الطاقة الكهروضوئية والمربوطة بشبكة كهرباء أبوظبي. وتعد هذه المحطة المبتكرة التي تبلغ قدرتها 10 ميجاواط، أول وأكبر منشأة لإنتاج الطاقة الكهروضوئية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وستوّلد المحطة الكهروضوئية المتطورة 10 ميجاواط من الكهرباء النظيفة يقابلها انخفاض في انبعاثات الكربون بمقدار 15 ألف طن سنوياً، أي ما يعادل إخلاء 3600 سيارة تقريباً من شوارع أبوظبي كل سنة. وستوفر المحطة الشمسية الطاقة النظيفة للمرافق الإدارية المؤقتة في موقع «مصدر»، والكهرباء اللازمة لأعمال الإنشاء المتواصلة في «مدينة مصدر»، على أن تغذي لاحقاً حرم ومنشآت «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا» الذي سيفتح أبوابه في نهاية العام الجاري، ليكون أول مؤسسة أكاديمية متخصصة على مستوى العالم تهتم وتركز بالأبحاث والدراسات العليا في مجال الطاقة المتجددة، بحسب بيان صحفي. وكان «مكتب التنظيم والرقابة» الذي ينظم ويمنح الرخص الخاصة بموارد توليد الطاقة في أبوظبي، قد منح «مصدر» أول رخصة لإنتاج الطاقة المتجددة، وقال نيك كارتر، مدير عام «مكتب التنظيم والرقابة» في أبوظبي «يعكس هذا المشروع مستوى التعاون الكبير بين المؤسسات في أبوظبي من أجل إيجاد الحلول التي تساهم في تحقيق هدف الإمارة الرامي إلى توفير الطاقة النظيفة على نطاق واسع». التزامات غير مسبوقة في عرض الدولة لاستضافة «الوكالة» أبوظبي (الاتحاد) - حسمت الدول الـ129 الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، «إيرينا»، نتيجة المنافسة المحتدمة على استضافة مقر الوكالة المؤقت، من خلال تصويت جرى في منتجع شرم الشيخ المصري. ومن 74 دولة موقعة على اتفاقية تأسيس الوكالة في يناير الماضي في بون، ارتفع عدد الموقعين على وثيقة تأسيس «إيرينا» إلى 114 دولة قبل 3 أيام من الاجتماعات التحضيرية أمس، وفق الموقع الإلكتروني الرسمي للوكالة الدولية. وكانت دولة الإمارات قد وقعت في السادس والعشرين من يناير 2009، مع 73 دولةٍ أخرى، النظام الأساسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا»، وهي الوكالة الدولية المعنية بدفع مسيرة التحول السريع نحو انتشار الطاقة المتجددة واستخدامها بصورة مستدامة على مستوى العالم. وستقوم الوكالة بتوفير الاستشارات العملية والدعم الفعلي للدول الصناعية والنامية، مساعدةً بذلك تلك الدول على تطوير أطر العمل الخاص بالطاقة المتجددة، وبناء قدراتها في هذا المجال. وكان الموعد النهائي لتقديم ملفات عروض الدول المتنافسة على استضافة مقر الوكالة يوم 30 أبريل 2009، حيث طلب من تلك الدول تقديم عروضهم المفصلة التي تبرز المقومات الموجودة لدى كل مرشح لاستضافة المقر الرئيسي للوكالة. عرض الإمارات اقترحت دولة الإمارات مجموعة من الالتزامات غير المسبوقة لمساعدة «إيرينا» على تحقيق رسالتها، وذلك عن طريق استضافة مقر الوكالة في مدينة مصدر بأبوظبي، وهي مشروع طموح ومفعم بالحيوية ويعتبر المدينة الأولى في العالم الخالية من النفايات وحيادية الكربون. وبحسب العرض الذي قدمته الدولة لاستضافة الوكالة، كما ستوجد الأمانة العامة في مساكن مجانية في مركز المدينة، في مبنى للمكاتب متعدد الاستعمال هو المبنى الأول في العالم الذي يعمل على «الطاقة الإيجابية» على نطاق واسع، حيث ينتج من الطاقة أكثر مما يستهلك. كما تقدم دولة الإمارات تسهيلات عديدة لـ«إيرينا» مجاناً، ويشمل ذلك تزويد مقر الوكالة بمرافق المؤتمرات، وأحدث المعلومات والتكنولوجيا المتوافرة والخدمات والصيانة. وإضافة إلى ذلك، ستحصل «إيرينا» على حق استخدام أحدث المختبرات ومرافق البحوث المتوافرة في المعهد. وقال الدكتور سلطان الجابر الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» لـ«الاتحاد» إن مقومات استضافة دولة الإمارات للمقر الرئيسي لـ»إيرينا» تشمل الموقع الجغرافي المتميز الذي يعتبر مفترق طرق ورابطاً مهماً بين دول العالم. وأوضح أن أبوظبي ذات موقع استراتيجي، حيث تفصلها مسافة ست ساعات فقط أو أقل عن أكثر من 100 عاصمة حول العالم، كما تبرز العاصمة أبوظبي على جميع المستويات وأهمها القطاع التجاري، واستضافتها لأكثر من 75 بعثة دبلوماسية رسمية، ومرافقها وخدماتها المتميزة الخاصة بانعقاد المؤتمرات ومختلف الفعاليات. كما يتوافر في الإمارات مطاران دوليان وخطوط طيران عالمية، وخدمات فندقية رفيعة المستوى، ومرافق صحية متميزة، وتعليم عام شامل، وحركة غنية وواسعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية. وقد أكدت الإمارات خلال الأعوام القليلة الماضية التزامها الصريح بالطاقات المتجددة، تجسد ذلك من خلال عدة أمور أهمها «مبادرة مصدر»، و«القمة العالمية لطاقة المستقبل»، و«جائزة زايد لطاقة المستقبل»، والالتزام الفعلي بتحقيق هدف الوصول إلى 7 بالمئة من إجمالي الطاقة عن طريق مصادر الطاقة المتجددة بحلول العام 2020، بحسب الجابر. وقال «إننا كدولة منتجة للنفط، أظهرنا التزامنا الكبير تجاه قطاع الطاقة المتجددة، والأهم من ذلك هو أن التزام قيادتنا الرشيدة جسد بشكل واضح الإرادة السياسية للدولة»، مشيراً إلى أن التضافر القائم بين القطاعين العام والخاص بالإمارات يشكل بحد ذاته دليلاً قوياً على الإنجازات التي يمكن تحقيقها عبر الحوار المتبادل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©