طائرة الإغاثة الثالثة لـ«الهلال الأحمر» تصل جوبا

وصلت أمس إلى مطار جوبا في جنوب السودان طائرة الإغاثة الثالثة ضمن الجسر الجوي الذي تسيره هيئة الهلال الأحمر تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر لمساندة الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان. وتحمل الطائرة 30 طنا من المواد الغذائية التي تضمنت الطحين والسكر والزيت والمعلبات وحليب الأطفال، إضافة إلى الملابس والبطانيات والفرش ومواد الإيواء الأخرى حيث كان في استقبالها بمطار جوبا وفد الهيئة الموجود حاليا في جنوب السودان لتنفيذ عدد من المهام الإنسانية إلى جانب عدد من المسؤولين في حكومة جنوب السودان. إلى ذلك واصل وفد الهلال الأحمر برئاسة صالح الجابري رئيس قسم الإغاثة زياراته التفقدية للمرافق الحيوية في مدينة جوبا للاطلاع على خدماتها والتعرف على احتياجاتها لتلبيتها وتوفيرها سواء من المواد الإغاثية التي وصلت عبر الجسر الجوي أو عن طريق الشراء من السوق المحلية. وأولى الوفد القطاع الصحي أهمية كبيرة بسبب حجم التحديات التي يواجهها لتوفير الرعاية الصحية والخدمات العلاجية للمرضى المعوزين في ظل تفشي أمراض الملاريا والتايفويد والحميات والاسهال بدرجة كبيرة بين السكان. وقام الوفد بتفقد مستشفى جوبا التعليمي الذي يعاني من نقص شديد في الأدوية والمواد الطبية والأجهزة والمعدات والتقى الإدارة والكادر الطبي وتعرف على احتياجات المستشفى ومتطلبات المرضى خاصة في مجال التغذية بالنسبة للأطفال ووعد بتلبيتها على وجه السرعة. وفي محور آخر عززت الهيئة شراكتها وكثفت اتصالاتها مع الجهات المختصة بالشأن الإنساني في جنوب السودان لتوسيع مظلة المستفيدين من البرامج الإغاثية الجاري تنفيذها الآن على نطاق واسع من الولايات الجنوبية وتقديم خدمات إنسانية تفي بمتطلبات الساحة الجنوبية من الدعم والمساندة وتعزيز قدرة النازحين والمتأثرين على مواجهة ظروفهم الصعبة حيث عمدت الهيئة للوصول إلى المناطق المتأثرة قبل ذروة فصل الخريف بعد ان تلقت العديد من النداءات الإنسانية من داخل الساحة السودانية لمساندة جهود توطين النازحين وتهيئة الظروف الملائمة لهم ودعم أوضاعهم الإنسانية. وعلى الفور تحركت الهيئة بتوجيهات كريمة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان الذي يولي الأوضاع الإنسانية السائدة على الساحة السودانية اهتماما كبيرا حرصا من سموه على الحد من وطأة المعاناة الإنسانية التي يواجهها النازحون والمتأثرون في عدد من ولايات السودان الشمالية والجنوبية. وتجلى حرص سموه بوضوح في هذا الصدد من خلال العديد من المبادرات التي تقوم بها لتعزيز جهود التنمية والإعمار في دارفور وجنوب السودان ودعم برامج توطين النازحين وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم إلى جانب توجيه سموه الدائم لهيئة الهلال الأحمر لتكثيف جهودها وتطوير برامجها لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة لسكان الجنوب. وتبذل هيئة الهلال الأحمر جهودا كبيرة بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة بالشأن الإنساني في السودان للوصول إلى كافة المستهدفين من خدمات الهيئة في الولايات الجنوبية دون استثناء وتقديم الدعم والمساندة لهم عبر مساعداتها التي شملت مختلف المجالات الحيوية خاصة توفير الغذاء والدواء ووسائل الإيواء وغيرها من الخدمات التي تساهم في تعزيز قدرة المتأثرين على مواجهة ظروفهم الصعبة. ويعمل وفد الهيئة الموجود حاليا في جنوب السودان على تحقيق تطلعات الهيئة وقيادتها العليا بتوسيع مظلة المستفيدين من العمليات الإغاثية التي انطلقت بقوة للمساهمة في درء المخاطر المحدقة بالنازحين والمتأثرين في ظل أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة فاقمت من معاناتهم. وفي هذا الإطار،وفد الهلال الأحمر بشراء بعض المواد من السوق المحلية في جوبا حرصاً من الهيئة على أن تتضمن مساعداتها الاحتياجات الغذائية الفعلية لسكان الجنوب وتوفير المواد التي تتكون منها وجباتهم الشعبية وتقوم عليها عاداتهم الغذائية من المحاصيل والمواد المحلية. ويضطلع وفد الهلال الأحمر خلال وجوده في جنوب السودان بالعديد من المهام الإنسانية الأخرى المتمثلة في تفقد تجمعات النازحين والاطلاع على أحوالهم وتلمس احتياجاتهم الفعلية توطئة لتوفيرها عبر مساعدات الهيئة المستمرة لدعم الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان.