مؤشر الفاو لأسعار الغذاء ينبئ بقرب نهاية الأزمة

قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أمس الأول إن مؤشرها لأسعار الغذاء استقر في ابريل،ـ مما قد يشير إلى قرب نهاية تضخم أسعار المواد الغذائية· ولكن تجار للسلع الغذائية قالوا إن الأنباء بشأن مزيد من الأضرار لمحصول الأرز في ميانمار التي ضربها إعصار ''نرجس'' القوي مؤخراً قد تدعم ارتفاع الأسعار في الأسواق· وبحسب أرقام متاحة على الموقع الالكتروني للمنظمة تراجع مؤشر أسعار الغذاء الشهري للمرة الأولى منذ يناير 2007 ليصل إلى 216,7 في إبريل من 217 في مارس· وقال الخبير الاقتصادي في مجال الحبوب لدى المنظمة عبدالرضا عباسيان: ''إنه يشير على ما يبدو إلى تجاوز المرحلة الأسوأ''، وتقول ''الفاو'' إن أعمال الشغب المرتبطة بأسعار الغذاء التي شهدتها عدة بلدان نامية قد تتفاقم إذا واصلت الأسعار صعودها· وتستضيف المنظمة قمة للغذاء في روما من الثالث إلى الخامس من يونيو للنظر في استجابة عالمية لأزمة الأمن الغذائي، وكان الأرز هو المكون الوحيد الذي سجل ارتفاعا في مؤشر أسعار الغذاء لشهر ابريل· وقال عباسيان إن سعر الأرز قد يتوقف عن الارتفاع إذا سحبت الدول المنتجة قرارات حظر التصدير التي فرضتها لحماية الامدادات المحلية في وجه الطلب العالمي· وحذر من أن البيانات ليست دليلا دامغا على نهاية ارتفاع الأسعار، وهي لا تشير بالتأكيد إلى تراجعها، وقال: ''ينبغي أن نتوخى الحذر الشديد في هذا الصدد·· يتوقف الكثير على محاصيل هذا العام؛ مع كل هذه الكوارث الطبيعية من جميع الجهات لا يريد المرء أن يكون واثقا أكثر من اللازم بشأن التوقعات في هذا التوقيت··إنها ليست فقاعة بصدد الانفجار، بل تراجع متواضع (في الأشهر القادمة) مع طفرات من حين لآخر بسبب التقلبات في مختلف الأسواق''· وأضاف أن تراجعا كبيرا في اسعار القمح على مدى الأسابيع الأخيرة مع زيادة إنتاج المزارعين كان أحد العوامل الأساسية وراء مستوى المؤشر في ابريل· وفي سياق متصل، توقع مراقبون أن تدعم الأضرار التي ألحقها الاعصار بمحصول الأرز في ميانمار صعود الأسعار التي بدأت تظهر علامات على تراجعها بعدما بددت توقعات جني محصول قياسي مخاوف الأسواق· وقالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إن الإعصار نرجس أضر بعشرين في المئة من حقول الأرز في مناطق الكوارث الخمسة بميانمار، وذلك مقارنة مع خسائر بنسبة سبعة في المئة بحسب تقديرات لوزارة الزراعة الأميركية· وقال الرئيس الإقليمي للمنظمة هي تشانتشوي لرويترز ''تضرر نحو 20% من حقول الأرز''· واضاف أن أمام المزارعين حوالي 50 يوما لزراعة محصول الأرز التالي، وتابع: ''لا يوجد وقت كاف؛ لقد بدأ موسم الزراعة بالفعل·· نحن بحاجة للأموال والموارد لإعادة المزارعين إلى العمل''· وصرح تجار بأن الأنباء بشأن مزيد من الأضرار لمحصول الأرز في ميانمار قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق، وقال اتول تشاتورفيدي الرئيس التنفيذي لشركة التجارة الهندية اداني اكسبورتس: ''هذا يعني أن الأوضاع ستكون صعبة؛ كانت ميانمار تصدر الأرز قبل الإعصار وهذا يعني أنهم سيكونون خارج السوق''· وارتفعت الأسعار إلى ثلاثة أمثالها هذا العام مع انخفاض المخزونات العالمية إلى أدنى مستوياتها منذ الثمانينات ونمو الطلب· وتراجع سعر الأرز الأميركي تسليم يوليو أكثر من ثلاثة بالمئة في المعاملات الآسيوية أمس الأول بعدما تراجع بالنسبة ذاتها في الليلة الماضية مع انحسار المخاوف بشأن الإمدادات العالمية· وفي الهند أكبر بلد مصدر للأرز في العالم بعد تايلاند، قال تجار إن الأمطار الموسمية المبكرة قد تعزز انتاجها من الأرز، مما بدد المخاوف التي دفعت البلاد إلى حظر تصديره· ويعتمد المزارعون في الهند بكثافة على الأمطار الموسمية نظرا لأن 40% فقط من الأراضي الزراعية متصلة بشبكة الري، غير أن دولا آسيوية مثل فيتنام وتايلاند وماليزيا لا تزال قلقة بخصوص الإمدادات المحلية· وأعلن وزير الزراعة الماليزي أن واردات بلاده من الأرز سترتفع هذا العام الى 900 ألف طن في وقت تكثف الحكومة جهودها لتعزيز الاحتياطيات وكبح التضخم لمنع حدوث توترات اجتماعية، وقالت تايلاند إنها ستشتري الأرز غير المقشور مباشرة من المزارعين بسعر 432دولارا للطن من أجل تنشيط الأسعار المحلية بعد احتجاجات للمزارعين الأسبوع الماضي حملوا خلالها الحكومة مسؤولية تراجع الأسعار المحلية قبيل طرح معروض جديد في السوق بحلول يونيو·