الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المرونة والتفاعل ضروريان للتكيف مع بيئات الثقافات المتعددة

المرونة والتفاعل ضروريان للتكيف مع بيئات الثقافات المتعددة
13 ابريل 2017 03:23
علي العمودي (أبوظبي) استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعد ظهر أمس، وبحضور سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، محاضرة للبروفيسورة إيرين مايرز (استاذة جامعية أولى بقسم السلوك التنظيمي بجامعة إنسياد)، بعنوان «الخريطة الثقافية: تحليل أساليب التفكير والقيادة والإنجاز حول العالم». وأكدت المحاضرة ضرورة تبني المرونة للتكيف مع بيئات العمل ذات الثقافات المتعددة في ظل العولمة التي يشهدها عالم اليوم، مشيدة ببيئات العمل المتوافرة في الإمارات وثرائها باعتبارها تضم فرق عمل من بيئات وخلفيات ثقافية مختلفة. وفي مستهل محاضرتها قدمت البروفيسورة إيرين مايرز مثالين حول التقييم لشخص من كوريا شارك في اجتماع بالإمارات مع فريق من ثقافات متعددة اعتقد زملاؤه أنه لم يستفد من الاجتماع لأنه لم يتحدث فيه أو يقدم رأيا محددا. أما المثال الثاني فقد كان لفتاة روسية مكثت بعض الوقت في الولايات المتحدة، وتقييم مديرها لأدائها خلال تلك الفترة، والذي لم ير أي تقدم في ذلك الأداء مشيرة للطريقة التي يحرص فيها الأميركيون على إبداء ملاحظاتهم في تقارير العمل. وقضية تأثير تباين الخلفيات الثقافية في إنجاز الأعمال في مناطق أخرى حول العالم تعتبر من أكثر القضايا المطروحة بقوة والتي تتطلب مقاربة جديدة ومبتكرة للعمل معا وتحسين كفاءة الأداء والإنتاج. وقالت المحاضرة إنها شخصيا تواجه هذا التباين في طريقة التعامل بحكم نشأتها كأميركية من ولاية مينسوتا، وتعيش في فرنسا مع ابنيها من زوجها الفرنسي. وأضافت أنها ولوضع خريطة ثقافية قسمت العالم إلى مجموعتين إحداها ذات مستوى الاتصال الأعلى والأخرى ذات المستوى المنخفض لتخلص لوضع 8 سلوكيات والاختلاف في صنع القرارات وبناء الثقة. وقالت إن الخروج بهذا التقييم استغرق من فرق العمل إجراء أكثر من 180 ألف مقابلة شملت مختلف القطاعات. واستعرضت في المحاضرة التباينات الثقافية بين شعوب العالم، حيث ينظر البعض في منطقة من المناطق بسلبية لأمر ما بينما ينظر إليه في منطقة أخرى بشيء من الإيجابية أو يجري تغليفها بطريقة إيجابية، مشيرة إلى موقع الولايات المتحدة ضمن مستوى الاتصال الأدنى، بينما بريطانيا في المستوى الأعلى وتأثير ذلك في طريقة الأداء والنتائج المتوقعة من العمل. وأكدت المحاضرة ضرورة اتخاذ القرارات التفاعلية بعد إدراك التباينات الثقافية بين العاملين والخلفيات التي يتحدرون منها، واعتبرت أن ذلك يعد مدخلاً مهما لفهم زملاء العمل المشاركين ضمن مجموعات العمل. وشددت البروفيسورة إيرين مايرز على فهم الحقائق الثقافية الخاصة بطريقة تفكير الناس وإنجاز أعمالهم، وقالت: ما لم ندرك ذلك فإننا سنعاني من انعدام الكفاءة وعجز فرق العمل عن التنسيق فيما بينها وفشل المشاريع الخاصة بها. وضربت مثالا لدرس تعلمته من اليابان في ختام إحدى محاضرتها عندما سألت الحضور عما إذا كان لأي منهم سؤالا، فسكت الجميع. بينما استطاع مساعدها الياباني دفعهم للسؤال بعد أن قرأ في عيونهم تساؤلات عدة، وهو الأمر الذي لم تدركه هي. وقالت: إن هذا الأمر دفعها لمراجعة ما جاء في كتابها الأول، إلا أن الوقت كان متأخرا على إعادته لتمضي في تضمين الحقائق الجديدة التي توصلت لها حول الاختلافات الثقافية في كتابها التالي. وقالت: إن ما جرى دفعها كذلك لقراءة معنى الصمت في ثقافات جنوب شرق آسيا وما تحمله من معان مغايرة في بيئات ومجتمعات، كما قدمت مثالا آخر عن هولندي وبريطاني تبادلا وضع تقييم لعمل اسند إليهما، حيث اعتبر الأخير طريقة إبداء الأول لملاحظاته سلبية ومسيئة له. وتناولت مايرز في محاضرتها ضرورة عمل قادة فرق العمل بانسجام مع نظرائهم ممن ينتمون لثقافات وخلفيات مختلفة، لمنع حدوث أي لبس أو سوء تفاهم ولتحقيق الإنتاجية والأهداف المنشودة، مشددة على أهمية هذا الأمر مع العولمة التي يشهدها عالم اليوم، والذي يجمع فرق عمل من مختلف البيئات والمجتمعات والثقافات في عالم افتراضي من دون أن يسافر أي من أفراد تلك الفرق أو يغادر مكتبه. وفي ختام المحاضرة التي قدم لها عدنان العوضي من شركة «أدنوك» أجابت البروفيسورة إيرين مايرز عن أسئلة الحضور التي تركزت حول تدابير التقريب بين ثقافات فرق العمل والتي أكدت مايرز على ضرورة توظيفها بصورة إيجابية. شهد المحاضرة عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي. إيرين مايرز ـ أستاذة جامعية أولى بقسم السلوك التنظيمي بجامعة إنسياد، متخصصة في مجال الإدارة والتفاوض والقيادة بين الثقافات المختلفة. - مديرة برنامجين للتعليم الإداري بجامعة إنسياد، وهما إدارة فرق العمل الافتراضية العالمية، والمهارات الإدارية للشركات العالمية. - مؤلفة كتاب «الخريطة الثقافية: اختراق الحدود اللامرئية في عالم الأعمال الدولية». -قامت بنشر العديد من المقالات في صحف ومجلات ووسائل إعلام عالمية. - نالت جائزة «رادار» للمفكرين الخمسين الأوائل في نوفمبر2015، وهي جائزة تمنح للمفكرين الصاعدين في مجال الإدارة ممن يتوقع أن يحدثوا تأثيرا كبيرا في مستقبل التفكير بالنسبة لشركات الأعمال. -أدرجتها مجلة «الموارد البشرية» عام 2016 ضمن الشخصيات الثلاثين المؤثرة في مجال الموارد البشرية على مستوى العالم. - تشمل خبرتها العملية قيادة فرق عمل متعددة الثقافات بصفتها مديرة التدريب والتطوير بشركة«هبوك» ومديرة العمليات التجارية بشركة مكيسون. - ألقت العديد من المحاضرات إضافة إلى إدارة ندوات بحثية في كبرى المؤسسات مثل البنك الدولي والأمم المتحدة وشركة غوغل ونتفليكس و«دويتشه بنك». - ينصب تركيزها على كيفية تغلب القادة العالميين الناجحين على التعقيدات الناجمة عن الفوارق الثقافية في بيئات العمل المتعددة الثقافات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©