الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تأمين المدن العراقية... خطة ما بعد «الانسحاب»

تأمين المدن العراقية... خطة ما بعد «الانسحاب»
30 يونيو 2009 00:14
قال قائد القوات الأميركية في شمال العراق إن قواته المقاتلة التي سيتم سحبها من أكثر المدن اضطراباً هناك، وسيعاد نشرها في مناطق أخرى محيطة بذات المدن. وقال الميجور جنرال «روبرت كاسلين» قائد فرقة المشاة رقم 25 خلال لقاء صحفي أجري معه إنه يراقب عن كثب، ليرى ما إذا كان التنامي الأخير لهجمات التمرد سيستمر عقب حلول الموعد المحدد اليوم 30 يونيو لانسحاب القوات الأميركية المقاتلة من المدن العراقية. يذكر أن أشد الهجمات دموية خلال ما يزيد عن العام، وهو الهجوم الذي وقع يوم السبت الماضي، قد أسفر عن نسف مسجد شيعي وإزالة مجمع كامل من البيوت السكنية قرب مدينة كركوك، إضافة إلى مقتل ما يزيد على 80 شخصاً وإصابة ما يربو على 250 آخرين. ولم تعلن أي جهة في العراق مسؤوليتها عن تدبير هذا الهجوم، إلا أن الجنرال «كاسلين» يعتقد أن الشاحنة المفخخة التي كانت تحمل شحنة قدرها 15 ألفاً من المتفجرات الناسفة، تعود لـ «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين». كما أسفر هجوم آخر وقع في مدينة الصدر الشيعية القريبة من العاصمة بغداد يوم الأربعاء الماضي، عن مصرع 75 شخصاً على الأقل، مع إصابة ما يزيد على 200. وقد حذر مسؤولون أمنيون من أن تكون هذه الهجمات جزءاً من تصعيد عملياتي إرهابي متوقع له أن يستمر عقب انسحاب القوات الأميركية المقاتلة من مدن الشمال اليوم. وقال الجنرال «كاسلين»: أرى تصعيداً واضحاً لعمليات التمرد الآن، وسأراقب عن كثب ما إذا كان هذا التصعيد سيستمر أم يتراجع حسب قدرة التمرد وإمكاناته. على أن هناك من المؤشرات ما يدل على إصرار التمرد وعناده وقدرته على الاستمرار، طالما أن عناصره تُستهدَف في كل مرة تقع فيها هجمات جديدة في أي مدينة أو منطقة من المناطق العراقية. وبينما يسود الاعتقاد في أوساط المسؤولين العسكريين الأميركيين والعراقيين على حد سواء، بأن حملات مكافحة التمرد المشتركة قد حققت نجاحاً كبيراً في تدمير شبكات «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين»، إلا أن الحقيقة هي أن استراتيجية زيادة عدد القوات التي تم تطبيقها خلال العامين 2007-2008 أفلحت في طرد عناصر التنظيم ومقاتليه من بغداد، لتدفع بهم شمالا إلى محافظتي ديالى ونينوى. وفي حين تتمتع أجزاء واسعة من العراق بقدر معقول من الاستقرار الأمني الآن، إلا أن مدينتي الموصل وبعقوبة على وجه التحديد، تبديان قلقاً على تنفيذ خطة انسحاب القوات الأميركية بموجب نصوص اتفاق الترتيبات الأمنية، اعتقاداً بأن هذا الانسحاب قد يؤدي إلى خسارة مكاسب أمنية تم تحقيقها خلال العامين الماضيين بتضحيات كبيرة وجهود جبارة. والسؤال الاستراتيجي الذي يؤرق الجنرال «كاسلين» هو مدى قدرة قوات الأمن العراقية على مواصلة ضغطها ومقاومتها للتمرد؟ ويعتقد الجنرال أنه ومع استمرار الدعم الأميركي على مستوى القيادة والتحكم، فإن من الواجب أن تكون قوات الأمن العراقية قادرة على فرض سيطرتها على المناطق التي سبق للقوات الأميركية أن «نظفتها» من عناصر التمرد. وفي معرض حديثه عن هذا الأمر يقول: «ستكون هناك فترة اختبار عملي لقوات الأمن العراقية، على طريقة خطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الوراء. وسأكون أكثر قلقاً فيما لو كان هناك أي جزء من قرية أو ضاحية أو مدينة عراقية، تعجز قوات الأمن الوطني عن دخوله أو التصدي لعناصر التمرد فيه، ما يعني وقوعه في قبضة تلك العناصر وتحوله إلى ملاذ آمن لمقاتلي تنظيم «القاعدة». يذكر أن استراتيجية مكافحة التمرد التي يعود إليها خفض معدلات العنف بدرجة كبيرة في أنحاء واسعة من العراق خلال العام الماضي، كانت قد شملت زيادة عدد القوات المرابطة حول العاصمة بغداد. وهذا ما ساعد على تفكيك شبكة مقاتلي «تنظيم القاعدة» وغيره من عناصر التمرد، إلى جانب قطع الأسلحة والإمدادات العسكرية الأخرى عنهم. ومع انسحاب القوات الأميركية المقاتلة المتوقع من مدينتي الموصل وبعقوبة، فإن من الضرورة أن تطبق استراتيجية مماثلة بنشر حزام أمني من القوات المنسحبة نفسها حول المدينتين المذكورتين وغيرهما من المناطق التي يتوقع فيها نشوب نزاع ومواجهات مسلحة بين الأكراد والعرب في شمالي العراق. «وفيما لو تمكنت قوات الأمن العراقية من الحفاظ على مستوى الأمن السائد الآن في مدينة الموصل، فإن على قوات التحالف الدولي أن تكثف عملياتها ووجودها العسكري في الحزام المحيط بالمدينة. وبذلك تتوفر فرصة لرفع مستوى الاستقرار الأمني في المحافظة كلها»، ذلك هو ما يراه الجنرال «كاسلين». وبموجب هذه الاستراتيجية الجديدة، سيواصل المستشارون العسكريون الأميركيون وجودهم داخل المدن نفسها التي تقرر سحب القوات المقاتلة منها، مع نشر كتائب من هذه القوات في شكل حزام أمني يطوق المدينة من خارجها. وهنا يوضح «كاسلين»: إن خططاً شبيهة بدأ تطبيقها عملياً في جنوبي العراق. وليس المعني بهذه الخطط أن تنحصر على نطاق الأحزمة الأمنية وحدها، بل إن عليها التصدي كذلك للاحتقانات العربية- الكردية. ويعتقد الجنرال أن في وسع الجيش الأميركي حفز الحوار الثنائي، بما يساعد على إخماد نيران النزاع العربي- الكردي قبل اشتعالها. جين عراف - الموصل ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©