الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حماية الأطفال

10 مارس 2014 23:35
كثر الله من أمثالهم الذين أعتبرهم «صوت الحق» في مجتمعاتنا الغافلة، المتحججة بالقضاء والقدر لتبرير الإهمال وعدم تحمل المسؤولية. أطفالنا أفراد لهم حقوق، يجب أن تحميها الدولة بقوانين رادعة ضد كل من يفرط في هذه الأمانة، فهم ليسوا ملكية خاصة للوالدين يحق لهم التصرف بها كما يشاؤون. إهمال الحيوان في ديننا محرم يعاقب عليه بالنار في أحاديث معروفة، فكيف يترك المشرع الأهل يعبثون بأرواح بشر هم مسؤولون عنها دون عقوبة؟! الأطفال مستقبلنا، من يسيء إليهم بإهمال أو اعتداء يهدم مستقبلنا، وينتج نفوساً مشوهة بسبب عنف أو إهمال أدى إلى تحرش أو إعاقة. أقول ذلك بينما كنت أتابع موضوعا نشر في صحيفة«الاتحاد» حول ما تتطاير إلينا من حين لآخر من أخبار مؤسفة لحوادث دهس الأطفال في الطرق العامة، أو لأي سبب آخر من أسباب الإهمال الأسري الذي يعد سبباً رئيسياً لكثير من المشاكل والكوارث اليومية. ونعلق أسبابها على مشجب«الإهمال»، فالإهمال إذا ما تناولناه من خلال أبعاده السيكولوجية، سنجده يرتبط بنمط الشخصية وثقافة الفرد نفسه، والقوانين الوضعية السائدة في هذا المجتمع أو ذلك، وكيفية تعاطي الفرد وهذه القوانين، بالرغم من أن جميع القوانين في كافة بلدان العالم تتفق على أن الإهمال، سواء كان سلوكاً مقصوداً أو غير مقصود، يسبب نوعاً من الضرر أو الجرم، للفرد نفسه وللآخرين من حوله، يستحق عليه عقوبة جزائية. فالأب الذي يدهس ابنه لحظة رجوعه بسيارته إلى الخلف، بسبب عدم انتباهه، أو لعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، أو ذلك الطفل الذي يخرج مسرعاً فجأة من بين الطرقات أو في عرض الشارع، ويترك أمه أو المربية التي تصطحبه لتصدمه سيارة مسرعة. أو الطفل الذي يضل طريقه بعد أن تنشغل عنه أمه وتصدمه سيارة أو دراجة في الطريق، إنما هي حوادث غير متعمدة، لكن الإهمال في لحظة معينة، يسبب تلك الكوارث.. الأطفال عموماً لا يعيرون بالاً أثناء عبورهم الطريق، أو في رفضهم الرقابة اللصيقة ممن حولهم أثناء وجودهم في مكان عام، وكثيراً ما تفشل الخادمة في السيطرة على الأطفال، وقد لا تستطيع الانتباه لحركة مفاجئة من الطفل وبالتالي تحدث الكوارث. علينا جميعا اليقظة الكاملة عندما نكون مع أطفالنا سواء في المنزل أو خارجه، فهم أمانة غالية للغاية. ولا ينبغي أن نعلق المسؤولية على غيرنا. قارئ - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©