شركات الكمبيوتر تخطط لمنافسة «آي باد»

تعكف كبريات شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر على وضع استراتيجيات تطوير أجهزة تنافس بها آي باد الذي أطلقته أبل مؤخراً وأثار انتباه الجميع. بذلك تسعى الشركات إلى الاستفادة من الاهتمام الجديد بفئة من الأجهزة سبق تجاهلها. ففي خلال الأسابيع القليلة المقبلة ينتظر أن يجتمع مسؤولون تنفيذيون من شركة هيوليت - باكارد (اتش-بي) في الولايات المتحدة وتايوان لدراسة خصائص كمبيوتر بدون لوحة مفاتيح اسمه “سليت” Slate، بحسب مصادر عليمة بالموضوع. وقال مسؤولون تنفيذيون من شركات ديل وإيسر وسوني إنهم جميعاً خلال قيامهم بتطوير أجهزتهم يراقبون أبل. ويقول محللون إن لدى مايكروسوفت فريقاً سرياً ينشغل حالياً في تجارب على جهاز لوحي مزود بشاشتين. وقال مايك أباري أحد مديري سوني المسؤول عن قطاع أجهزة الكمبيوتر إن آي باد يعد حالياً مرجعاً قياسياً وإن سوني التي تبيع القارئ الالكتروني إي ريدرز e-readers المفتوح جزئياً على شبكة الانترنت تدرس حالياً تطوير أجهزة جديدة. وكانت كبريات شركات تصنيع الأجهزة والبرامج مثل اتش-بي ومايكروسوفت قد سعت لسنوات ولكن دون جدوى إلى توجيه المستهلكين إلى أجهزة كمبيوتر محمولة تعمل باللمس رغم احتواء بعضها على لوحة مفاتيح وعدم اعتبارها جميعاً تحت مسمى تابليت Tablet (كمبيوتر لوحي). واليوم لا تشكل أجهزة الكمبيوتر العاملة باللمس سواء بلوحة مفاتيح أو بدونها سوى أقل من (1) في المئة من مبيعات أجهزة الكمبيوتر على مستوى العالم، بحسب مؤسسة جارتنر لبحوث السوق. غير أن هذه الأجهزة حظت باهتمام من جديد منذ أعلن مدير تنفيذي سوني ستيف جوبز عن آي باد الشهر الماضي. يذكر أن آي باد طرح منه مؤخراً طرازان تتراوح أسعارهما بين 499 و829 دولاراً. وعلى الرغم من إخفاقات مايكروسوفت السابقة في مجال أجهزة الكمبيوتر اللوحية (تابليت) فإن لديها مجموعة من المصممين يعملون من باطن مختبر تجريبي لشركة مغمورة في سياتل تسمى الكيمي فنتشر، بحسب مصادر عليمة بالموضوع، قالت أيضاً إن هذه المجوعة تعكف على تطوير جهاز اسمه الرمزي كوريير Courier. وعلى الرغم من تسريب بعض التصاميم لهذا الجهاز على مدونات العام الماضي لم يتضح بعد ما إن كانت الشركة تعتزم طرح هذا الجهاز. وما يزال هناك كثير من الشك فيما إن كان لشركات الكمبيوتر المنتجات الجديرة بمنافسة آي باد. ويخشى ألا يكون العديد منها سوى “كمبيوترات خالية من لوحات مفاتيح” وهو ما يعزى إلى أن العديد منها يعمل على نظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز7 الموجه في المقام الأول لوظائف أجهزة الكمبيوتر التقليدية، حسب جيمس ماككيفي المحلل في مؤسسة فوريستر البحثية. ورغم إن إتش بي كانت قد أعلنت عن جهازها اللوحي سليت (الذي يتساوى تقريباً مع آي باد من حيث الحجم والخصائص ولكنه يعمل على نظام ويندوز7) قبل بضعة أسابيع من إطلاق آي باد فأن الشركة قررت انتظار إطلاق آي باد قبل بيع جهازها بحيث تتمكن إتش بي من معاينة جهاز أبل، بحسب مصادر عليمة بهذا الشأن. و أضافت أن إتش بي تدرس بيع جهازها اللوحي بسعر أقل من آي باد، وأن مسؤولين تنفيذيين من اتش بي يعتزمون الاجتماع قريباً لتحديد سعر نهائي للجهاز والنظر فيما إن كان يلزمه تغييرات اللحظات الأخيرة. وقال متحدث رسمي باسم اتش بي إن الشركة تعكف على تطوير تكنولوجيا اللمس منذ عقود وإن ارتفاع الأسعار وتحسين البرامج يجعل السوق مستعدة للجديد من الأجهزة الخالية من لوحة مفاتيح هذا العام. وقبل الكشف عن آي باد بفترة طويلة كانت شركة ديل قد قررت التحرك في اتجاه مختلف. إذ قال جون ثود نائب رئيس ديل لشؤون الأجهزة المحمولة إن الشركة توقعت أن أبل لن تصنع جهازاً لوحياً صغير الشاشة لأنه سبق لها طرح آي باد تاتش Ipad Touch المزود بشاشة مقاس 3.5 بوصة. وقال ثود إنه بعد إجراء بحوث الاستهلاك عام 2008 التي أشارت إلى أن الزبائن سيشترون أجهزة الإبحار في الشبكة المزودة بشاشة مقاس خمس بوصات بدأت ديل تطوير كمبيوتر لوحي يسمى ميني Mini5. ومن المرجح لهذا الجهاز الذي كشفت ديل عنه في شهر يناير أن يطرح في السوق هذا العام باستخدام نظام التشغيل من جوجل المسمى أندرويد. عن “وول ستريت جورنال”