السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جودت سعيد: من يخشَ الأفكار لا يعرف الإنسان

جودت سعيد: من يخشَ الأفكار لا يعرف الإنسان
16 مايو 2008 01:06
استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث امس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي المفكر العربي جودت سعيد في محاضرة بعنوان ''الفكر الإنساني من التحولات الفلكية الى التحولات الاجتماعية'' بحضور عدد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية وصحفيين وجمهور مهتم بالشأن الفكري· قدم للأمسية الدكتور أحمد الموسى، حيث تحدث حول مفاهيم جودت سعيد التي ترتكز على مجموعة من الاسس أهمها الدعوة الى اللاعنف والاهتمام بالايقاعات الفكرية المتعددة واهمية التوصل الى فهم آخر وجديد للكون ولغته وأثر القرآن الكريم في إلغاء عهود الخوارق مع الاهتمام بالأفكار ونبذ الاكراه· المفكر جودت سعيد ولد في 1931 وتخرج في الأزهر من كلية اللغة العربية وقد تميز منهجه الفكري في الجدل والوضوح، ويعد في مجمله تطورا لمناهج المفكرين الاسلاميين محمد اقبال ومالك بن نبي· أما أهم مؤلفاته فهي رياح التغيير 1995 و فقدان التوازن الاجتماعي 1978 و مفهوم التغيير 1994 والعبودية المختارة، وكتب أهم المقالات الفكرية ومنها: النص والواقع والمثقف المختبئ والمنسحب ولماذا اللاعنف؟ والعقل هو التاريخ وطبيعة الأفكار والبنى التحتية المتحكمة· وفي محاضرته ''عن الفكر الإنساني'' يرى جودت سعيد أن الإنسان في وجوده على الأرض عرف أشياء عجيبة وتوصل الى كيفية بدء خلق الكون وان هذا الخلق قد بدأ مرة واحدة قبل نحو 40 مليار سنة، وان مجموعتنا الشمسية خلقت منذ 4 مليارات من السنين، وان حركة الخلق هي ذاتها ما نشاهده في ظواهر تحولات الذات الإنسانية، حيث تقدر اعمار الناس عبر الهيكل الجسدي الذي ينطق بملامحه وتحولاته بين الطفولة والشباب والشيخوخة، ومادام الانسان ناطقا علينا ان نقر بحقيقة ان الكون ينطق ايضا، فالأرض تنطق والجبال تتكلم وتحدث باخبارها وان الله قد اوحى لها بذلك، فهي لغة الله الحقيقية· وبالحجة والمنطق الفكري تحدث جودت سعيد عن مفاهيم الكون وتطوره في استشهادات نصية بالقرآن الكريم وتفسيرها وتحليلها بالتساؤلات التي يفترضها منطق تأويل المعاني التي حفلت بها الآيات القرآنية· يقول جودت سعيد: ''ان قدرة الانسان على الفهم والتعقل ورؤية الاسباب والنتائج قد اوصلته الى حقيقة الكون والخالق، وان القرآن الكريم قد ألغى عهد الخوارق· وتطرق سعيد الى اهمية العقل الذي يستدل على السنن الالهية في الكون وفي النظم المجتمعية وقد استشهد في معرض حديثه بمفاهيم جمال الدين الأفغاني، واستدل على مفاهيم اخرى أهمها ان الخلق الأول للإنسان كان في افريقيا لا في آسيا أو أوروبا، واننا في تعاملنا مع هذا العالم لم نفهم منه شيئا مادمنا نأخذ بالظواهر ولا نبصر الأحداث كي نؤولها· كما تحدث عن أهم مبادئه وهو ''الاكراه'' محللا اياه ومتوصلا الى ان الاكراه لا يغير فكرا ولا يصنع ايمانا ولا كفرا، وان الاكراه هو الغي واللاإكراه هو الرشد· تحدث كذلك في موضوعة العقل وتوصلاته الفكرية، حيث اكد على ان الانسان هو العقل وهو لا يخاف مما يصنعه اذ يشعر انه مسيطر عليه كونه خالقه وعليه يصبح الخوف من الافكار شيئا من الخرافة ومن يخف من الافكار لا يعرف الانسان ولا الله· كما تطرق الى مفهوم الديمقراطية وفلسفتها وفي هذا الاطار استشهد بفلسفة وبمفاهيم المفكر التركي جلال نوري حول الفكر وبمفاهيم توينبي وقراءته للتاريخ· وفي المحاضرة تحدث جودت سعيد عن اللغة، خاصة العربية وعلاقتها بالمستعمر ابتداء من العهد التركي وبافكار مالك بن نبي حول الاستعمار الذي افترض ان الاستعمار قد اصاب بنية الفكر العربي وان امراضنا جميعها مردها الى القابلية للاستعمار اي القابلية للاخضاع وان القابلية للاستعمار ولدت في بالنا قبل ان يستعمرنا الآخر·· ثم ختم محاضرته حول علاقة التغير الفلكي بالتغير الاجتماعي أي بالنظرة الفكرية لهذا التغير من خلال استشهادات تاريخية وشعرية للشاعر أحمد شوقي الذي خاطب الملك بقوله ''زمان الفرد يا فرعون ولّى/ ووالت دولة المتجبرينا''·· ثم تداول المفكر جودت سعيد الحوار مع الحضور في الأمسية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©