الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غذاء الروح وحديث الورد

غذاء الروح وحديث الورد
29 يونيو 2009 23:58
يقال إنَّ «الموسيقى غذاء الروح»، فهي غذاؤها اللذيذ وحديثها الجميل الذي ينساب عفوياً بكل اللغات واللهجات ليتقنه الصغير والكبير على حد سواء.. ويقال أيضاً إنَّ «الشعر جسم الوردة، والموسيقى رائحتها» تلك الرائحة الزكية التي نتنشقها من أعماقنا لتتفتق عنها أجمل المشاعر والأحاسيس وأكثرها رقياً. من هذه المعتقدات تنبع رغبة الكثيرين بتعلم العزف على آلات موسيقية تختلف باختلاف أذواقهم وميولهم وتوجهاتهم الموسيقية، فها هو محمد وجدي، 27 عاماً، ينهي دوامه اليومي كموظف مشتريات في إحدى الشركات العقارية، ليلتحق في صف الموسيقى إذ يتعلم العزف على آلة الجيتار، وهي الآلة الموسيقية الأقرب إلى قلبه لاسيما وأنه شغوف ومستمع جيد للموسيقى الكلاسيكية الغربية. يقول محمد إنه بدأ التعلم على «الجيتار» منذ ثمانية شهور، لكنه ما زال يستمتع بالدرس كثيرا، خاصة أن مستواه يتحسن باستمرار، مشيرا إلى أنه سوف يواصل تعلم الموسيقى على آلات أخرى مثل «الكمان». في حين يلجأ الكبار إلى تعلم الموسيقى وعزفها ترويحا عن النفس وتهذيبا لها، فإن الأطفال يروحون إليها بدافع وتشجيع من الأهل الذين يرغبون في تنمية مهارات وهوايات مفيدة لدى أطفالهم بدلا من تركهم أمام شاشات التلفاز لمدة طويلة يشاهدون برامج تضر أكثر مما تنفع. تقول الدكتورة وداد عبدالرحمن، أخصائية علاج طبيعي، إنها شجعت ابنها أنس على تنمية هوايته في العزف على آلة «البيانو»، ذلك أن الموسيقى هي «لغة الشعوب» وهي هواية راقية تهذب النفس وتسمو بها وبصاحبها. فيما يقول ابنها أنس، 10 أعوام، إن شغفه بالموسيقى وتحديدا آلة «البيانو» بدأ من المدرسة لكنه أحب أن يعمقه من خلال الانتساب إلى معهد موسيقي تحت إشراف أساتذة متخصصين. أكثر سهولة وتتحدث رنيم جمال، 15 عاما، والتي تحمل اسما موسيقيا يتناسب مع هوايتها وميولها الموسيقية عن حبها للموسيقى والذي بدأ منذ الصغر لكنه لم يتفجر إلا حديثا، حيث دعمتها والدتها وشجعتها على ارتياد معهد للموسيقى يصقل موهبتها وينمي مهارتها. وإذا كانت آلة «البيانو» هي الآلة الأكثر سهولة ورواجا للتعلم بين الأطفال، فإن هذا الكلام لم يقنع ربى فراس، 11 عاما، والتي اختارت التعلم على آلة «الكمان» مدفوعة برغبة منها لاسيما أنها تعزف على «البيانو» أصلا، ومدعومة بتشجيع والدها الذي أهداها آلة «كمان» ثمينة ليشجع موهبتها. وتحرص ربى، التي أبدت سعادتها بالعزف على هذه الآلة الجميلة، على ارتياد المعهد يوميا حاملة على ظهرها آلة «الكمان» مصطحبة شقيقها الأصغر سند، 5 سنوات، الذي تعلق بآلة العود ما دفع عائلته لشراء عود صغير يناسب حجمه يقوم بالعزف عليه كيفما يحلو له. أما بالنسبة لسارة شباط فقد دفعها تشجيع الأهل بالإضافة إلى حبها للموسيقى لزيارة معهد الموسيقى، فحرصت فيه على تجريب معظم الآلات لتختار أيهما الأقرب إلى قلبها قبل أن تقرر الآلة التي ستتعلم العزف عليها. تخصص وليس هواية حول هواية تعلم الموسيقى واحترافها تحدث عمار الحمود، مدير عام معهد دار التراث لفن الموسيقى والأعمال اليدوية، مشيرا إلى أن فصل الصيف يشهد إقبالا متزايدا على التسجيل في الدورات الموسيقية سواء من قبل الكبار أو الأطفال، حيث تنشغل غرف المعهد بالمنتسبين الذين يرغب كل منهم في التعلم على آلة معينة، فيما يتناوب على تعليمهم مجموعة من الأساتذة المتخصصين هم: أيمن هلال، أحمد سليمان، سوريال مكرم حيث يتخصص كل منهم في آلة معينة. ويمتاز المعهد بكونه يقدم مستويات عالية من التعليم المتخصص في الموسيقى، ولذلك فإن من يرتادونه هم من المهتمين بالمواصلة وليسوا مجرد هواة عابرين، لكن ما يميز طالبا عن آخر هو الموهبة والتذوق الموسيقي، وهي مواهب فطرية من عند الله عز وجلّ. يضيف الحمود: «ويبدأ تعليم الموسيقى للمبتدئين بالمرحلة التأسيسية حيث يتعرف فيها الطالب على الآلة التي سيعزف عليها، ثم يدخل في تعلم المقامات أي الموسيقى الشرقية والسلالم أي الموسيقى الغربية، ويعطى أغان ومعزوفات من كل مقام يتدرب على عزفها حتى يجيدها».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©