الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المبعوث الأممي: السلام قريب «لمن يريده»

المبعوث الأممي: السلام قريب «لمن يريده»
23 مايو 2016 09:24
الكويت، الدوحة (الاتحاد، وكالات) جدد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس إصرار المنظمة الدولية على إحلال الأمن والسلام في اليمن، داعياً الفرقاء اليمنيين إلى تغليب المصلحة العامة، وتقديم تنازلات تضمن حلاً متيناً وشاملاً. وقال في كلمة أمام منتدى الدوحة في دورته الـ16 تحت شعار «الاستقرار والازدهار للجميع»، «إننا اليوم أقرب إلى السلام من أي وقت مضى وهو قريب لمن يريده». وأضاف «أن المشهد اليمني مفعم بالتعقيدات الداخلية والخارجية، وتتداخل معها العديد من الأبعاد الاقتصادية والأمنية والسياسية»، محذراً من التداعيات السلبية للأمن في اليمن على أمن واستقرار المنطقة. وتابع قائلا «أدرك أن الجميع بانتظار حل سريع، ولكن ما نسعى للتوصل إليه هو حل متين وشامل يعيد السلام لليمن والأمن لليمنيين»، مؤكداً استعداد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي لدعم اليمن سياسياً ولوجستياً. ومشدداً على أن القرار يبقى بيد اليمنيين أنفسهم، داعياً إياهم إلى تغليب المصلحة العامة وتقديم التنازلات التي تخدم الوطن والمواطن والتي تضمن مستقبلا مشرقاً يستحقه اليمن. وأعرب المبعوث الأممي عن أسفه لأخبار الموت والحوادث التي يعد المدنيون المتضرر الأكبر منها، مطالباً الأطراف اليمنية بالتحلي بحسن النية من أجل معالجة الحروب والنزاعات السياسية. وقال «نحن أمام مرحلة دقيقة نعمل فيها على تدوير الزوايا وتطبيق إجراءات الثقة فيما تبقى الضمانات المطلوبة من الطرفين سيدة الموقف». وأضاف «أتيت إلى منتدى الدوحة قادماً من الكويت التي تشهد مفاوضات يمنية حاسمة، تهدف إلى وضع حد للصراع الدامي الذي حصد أرواح المئات من الأبرياء». وأشار إلى أن مفاوضات الكويت تعقدت وتشعبت وتعرقلت عدة مرات، لكنها مستمرة بعزم حتى التوصل لحلول مستدامة. وقال «لا شك أن التحديات كثيرة، لكنها ليست مستعصية، ونحن واثقون من إمكانية البناء على الأرضية المشتركة الصلبة في حال قررت الأطراف تقديم الضمانات والتنازلات، فمشاورات السلام فرصة تاريخية قد لا تتكرر». وذكر المبعوث الأممي أن النزاع في اليمن والوضع الإنساني الناجم عنه طال ولا يحتمل الانتظار، مشيراً إلى أن الأرقام تؤكد أنه خلال عام واحد سقط نحو سبعة آلاف قتيل و35 ألف جريح، فيما اضطر ثلاثة ملايين شخص لمغادرة منازلهم بحثاً عن ملجأ آمن. وأضاف «اليمن يخوض حروباً على جبهات مختلفة يدفع ثمنها باهظاً من أمنه واستقراره»، مشيراً إلى أن العمليات الإرهابية التي تستغل غياب الدولة طبعت يوميات اليمنيين في معظم أنحاء البلاد. ومشيداً بالنجاحات التي بدأت تحققها السلطات الأمنية في مكافحة الإرهاب. وقال «إن العمل بوقف الأعمال القتالية بدأ منتصف ليل 10 أبريل الماضي، وبالرغم من الخروقات المقلقة في بعض المناطق، فإن التقارير تفيد بأن ثمة تحسناً ملحوظاً على الصعيد الأمني، مما فسح المجال للمنظمات الإنسانية بتوسيع مجالات عملها لمساعدة ما يزيد على 13 مليون شخص». وبين أنه بعد بدء وقف الأعمال القتالية بأيام انطلقت مشاورات السلام اليمنية في الكويت برعاية الأمم المتحدة، واجتمع الوفدان في جلسات عامة وثنائية لمناقشة المبادئ والمرجعيات التي تنطلق منها المفاوضات قبل أن ينقسما إلى ثلاث مجموعات عمل رئيسية. وأكد المبعوث الأممي أهمية البيان الأخير لرئيس مجلس الأمن الذي دعا فيه الأطراف اليمنية إلى وضع خريطة طريق لاستعادة مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي، وتنفيذ عمليات الانسحاب وتسليم الأسلحة وإطلاق الأسرى والمعتقلين. وأوضح أنه عرض على الفريقين إطاراً استراتيجياً عاماً يشمل مقترحاتهما ويجمع محاور عدة تشمل الأبعاد الأمنية والاقتصادية والسياسية للمرحلة المقبلة تماشياًَ مع قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني. وأكد أن هذا الإطار الذي لقي دعماً كبيراً من المجتمع الدولي، يشكل أرضية صلبة لحل تفاهمي سياسي شامل في اليمن. كما وضعت الأمم المتحدة خطة عمل لتحسين الوضع الاقتصادي الناتج عن النزاع السياسي. وكان هادي أعلن موافقته على استئناف وفد الحكومة مشاركته في مشاورات السلام بعد أن قدمت الأمم المتحدة ضماناً بالالتزام بقرار مجلس الأمن 2216. فيما توقعت مصادر أن تستأنف المشاورات اليوم الاثنين، وقالت إن الوفد الحكومي تلقى رسالة من المبعوث الأممي أكد فيها أن أي حل للنزاع في اليمن سيكون على أساس الشرعية ومرجعيات المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2216 ومخرجات الحوار الوطني والنقاط الخمس المحددة من الأمم المتحدة ونتائج محادثات بيل السويسرية. وأوضحت أن الرسالة تضمنت تأكيد التزام الأمم المتحدة بإدارة المحادثات وفقاً لهذه المرجعيات. وقال رئيس الوفد الحكومي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي «إن تثبيت الحكومة اليمنية للمرجعيات خطوة أولى في طريق سلام حقيقي يؤدي إلى تنفيذ القرار 2216، بدءاً من الانسحابات وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة». وأكد أن الحكومة حريصة على تحقيق السلام، مطالباً الطرف الآخر (متمردي الحوثي وصالح) بعدم تضييع فرصة السلام الأخيرة، كما أضاع سابقاتها. وقال الناطق باسم الحكومة اليمنية راجح بادي إن وفد الحكومة سيعود إلى المشاورات خلال الساعات القادمة. وتمنى أن تُحكِّم المليشيات العقل لإنقاذ اليمن، معتبراً مشاورات الكويت فرصة أخيرة لإنقاذ البلاد. فيما أشار مسؤول التنسيق والتواصل الإعلامي في وفد الحكومة محمد العمراني إلى أن الوفد الحكومي ذهب إلى الكويت لهدفين أولهما تحقيق سلام ثابت و فضح الانقلابيين أمام العالم. في المقابل، اتهم وفد المتمردين لدى لقائه أمس نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، الوفد الحكومي بتعطيل المحادثات. وجدد رفضه الانسحاب من المدن وتسليم السلاح قبل تشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها. وقال رئيس وفد الحوثيين في المشاورات محمد عبدالسلام «يجب أن تكون هناك حكومة توافق وطني يشارك فيها الجميع وبشخصيات توافقية خاصة في شخصية رئيس الوزراء، لكن أن يأتي طرف ليطلب منك مطالب عجز عن تحقيقها بالحرب ويريد أن ننفذها له عن طريق التنازل فهذا غير وارد». وأضاف «أن جماعته لا يمكن أن تقبل بعودة حكومة هادي، لأنها أصبحت طرفاً في الصراع، لكن مستعدة لتقديم التنازلات في سبيل الوصول إلى حل شامل منها تحديد فترة انتقالية جديدة». بان كي مون يناشد الأطراف اليمنية التحلي بالمرونة الدوحة (وكالات) حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأطراف اليمنية على إبراز المرونة والحكمة المطلوبتين في مشاورات السلام للوصول إلى اتفاق من أجل التعافي من هذه الحرب والتطلع إلى مستقبل أفضل. وأعرب في كلمته أمام منتدى الدوحة في دورته الـ16 مساء أمس الأول عن الشكر والتقدير للكويت وقطر على دعمهما المستمر للأمم المتحدة في جهودها الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية واستضافتهما للاجتماعات والمحادثات والمناقشات القائمة التي تعد أساسية لتحقيق السلام في هذا البلد. وأضاف: «إن العالم اليوم يواجه الكثير من الضعف والهشاشة بسبب النزاعات المسلحة والتطرف والتغير المناخي»، لافتاً إلى وجود أكثر من 130 مليون إنسان حول العالم بحاجة إلى المساعدات، وأوضح أن الاضطهاد دفع الكثيرين إلى مغادرة بيوتهم وخاصة بالشرق الأوسط حيث يواجه ملايين الأشخاص تبعات النزاع وعدم المساواة والنقص في الحريات. وأكد ضرورة الاستجابة من الأطراف المختلفة والحاجة إلى تطبيق الاتفاقيات ومنها (اتفاقية باريس) بشأن التغير المناخي التي تساهم في تجنب الكوارث وخفض الكربون، مبيناً أن نطاق هذه التحديات يتضمن الأجندة المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة، وذكر أن العالم حالياً بحاجة إلى العيش في رفاه وأن تكون الأرض بحالة جيدة وإدارة الموارد بشكل جيد ما يحتاج إلى وجود مؤسسات تتمتع بالعدالة وتوفير الخدمات بالإضافة إلى ضمان حقوق الإنسان، وأكد أهمية وجود مجتمعات جامعة لتحقيق التنمية والسلام، داعياً المجتمع الدولي إلى بذل المجتمع جهوداً أكبر لإيجاد ثقافة الوقاية والتركيز على حقوق الإنسان. وأوضح أن التطرف العنيف الذي نعيشه يجب مواجهته بسياسات مستنيرة تتعامل مع الأسباب الجذرية وتعزز المصالحة وتمضي بقوة نحو التنمية والمعافاة وإعادة البناء، وشدد على ضرورة تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم باعتبارهم الأساس لتحقيق السلام، داعياً إلى بذل المزيد من الجهد لإنهاء النزاع العنيف الذي أشعل المنطقة خاصة في سوريا واليمن والعراق وفلسطين. وقال بان كي مون: «إن الحكومة السورية تواصل استخدام البراميل المتفجرة على المدنيين وتضع العوائق أمام وصول المساعدات الإنسانية»، مشيراً إلى سعي مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا للوصول إلى نتائج بناءة في المحادثات الجارية، وطالب بضرورة وقف الأعمال العدائية بشكل فوري وبدء المحادثات حول المرحلة الانتقالية، داعياً كل الفاعلين الإقليميين والدوليين إلى استخدام نفوذهم للتأثير على الأطراف المعنية وإقناعها بالتفاوض بنوايا سليمة بالنسبة للتدابير الانتقالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©