انتعاش صناعة «فيديو الإنترنت» على وقع التفاعلات السياسية

فيديو الإنترنت يشهد قفزة لافتة في العالم سواء من قبل الشركات الكبرى المتخصصة به أو من قبل المؤسسات الإخبارية العامة ومواقع التواصل الاجتماعي في وقت يسعى فيه اللاعبون الكبار إلى مزيد من المكتسبات التجارية عبر البحث عن تراكم تجارب وآفاق وأسواق جديدة. في سعي للاستفادة أكثر مما بات يسمى «تعدد المصادر» الذي أثبت جدواه في التحولات الأخيرة في مصر وتونس، بدأ بعض صانعي الأفلام باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لإعداد أفلام وثائقية كاملة عن الاحتجاجات الشعبية في مصر بتوظيف التسجيلات التي وضعها أصحابها على المواقع الاجتماعية. مشروع تجميعي وفق ما ذكرته شبكة «انترناشيونال جورناليست» فإن مشروع «18 يوما في مصر»، سيعتمد على تجميع التغريدات وتسجيلات الفيديو والصور والرسائل الإلكترونية والرسائل الهاتفية النصية من أجل صنع أفلام وثائقية عن الانتفاضة المصرية، والتي تغطي الفترة من 25 يناير الماضي وحتى 11 فبراير تاريخ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم. ويهدف هذا المشروع «التجميعي» لكل المساهمات ذات العلاقة إلى عمل متكامل يحكي قصة الثورة المصرية باستخدام مختلف أدوات الإعلام التي وثقت الأحداث «في الوقت الفعلي» من خلال الناس. وسيعمل المشروع على قاعدة إتاحة المشاركة أمام أصحاب تلك التسجيلات على أنواعها حيث سيكون بوسعهم إعطاء إشارة موافقة على إدخال مساهماتهم في هذا العمل من خلال إعطاء علامة موافقة في تويتر حيث يوجد عنوان المشروع (DaysinEgypt)، على أن يضيفوا معلومات عن ساعة وتاريخ التسجيل ومكانه مع وصف للتسجيل. وسيكون بالإمكان إيجاد لائحة كاملة بالمساهمات على الموقع. ويقوم على المشروع اثنان من صانعي الأفلام، هما جيجار ميتا وعالية الدجاني، مع مطورة البرامج ياسمين عليات. عالم مفتوح في شأن مشابه ويندرج أيضا في اتجاه تشجيع «تعدد المصادر»، أطلقت شبكة «بي بي سي» موقعا مختصا بمساعدة الناس على إنتاج «برامج» تلفزيون عن طريق تقديم إرشادات ونصائح عملية حول مختلف جوانب الإنتاج التلفزيوني والإذاعي وإنتاج الإنترنت الحي، وتمثل الخطوة جزء من مشروع «أكاديمية بي بي سي» التي تأمل أن يصبح الموقع ليس فقط مصدر مساعدة وتدريب لفريق الشبكة، وإنما أيضا «ينبوع لكل صناعة البث على نطاق أوسع من الناس الذين يريدون الدخول في هذا المجال»، بحسب ما جاء في صحيفة «الجارديان» البريطانية. وبدأ الموقع العمل مثل موقع كلية بي بي سي للصحافة. وأوضحت آماندا ليون، المسؤولة عن إطلاق المشروع أن الموقع الجديد سيتضمن «مفاجآت حول صناعة الأفلام، وبرامح إذاعية قصيرة وفيديو ومقابلات مع رواد في عالم البث ومع خبراء ومبتكري فيديو ممن سيشاركون خبراتهم مع المهتمين بالإنتاج في هذا المجال، على أن تكون كل هذه المحتويات مركزة بحيث يتناول كل منها الإجابة على سؤال واحد ومحدد، يتعلق بكل جوانب العملية الإنتاجية بدء من سلامة العمل في هذا المجال ووصولاً إلى كيفية قيام الشخص نفسه بالتصوير. هيمنة أكبر من جانبها كشفت صحيفة «وول سترتيت جورنال» أن شركة جوجل، قطعت مرحلة متقدمة من المفاوضات الهادفة إلى استحواذها على شركة وموقع الفيديو «نيكست نيو نيتوورك» ومقرها نيويورك، ونقلت عن مصادر على صلة بالموضوع أنهم يتوقعون الكشف عن اتفاق بهذا الشأن خلال أيام، وأن جوجل ستدفع عشرات ملايين الدولارات لشراء الشركة في عملية تتطلع من ورائها إلى الحصول على خبرات إضافية لمحتوى اكثر احترافا في ميدان الفيديو وهي خبرات ستضاف إلى موقع جوجل الخاص «يوتيوب». وتهيمن جوجل حاليا في مجال فيديو الإنترنت من خلال يوتيوب، إلا أن الاستحواذ يأتي ضمن خطوات اتخذت مؤخراً للحفاظ على تدفق مستمر من أشرطة الفيديو وعلى المشاهدين على الموقع لفترة أطول، وللتنافس بشكل أفضل مع شركة «هولو إل. إل. سي» وشركة «نيتفليكس» اللتان تقدمان لزوار مواقعهما محتوى أكثر من شركات الإنتاج الكبرى للإنتاج المرئي. وأفادت الصحيفة أن من شأن الصفقة أيضا منح يوتيوب موقعاً تجارياً للإشراف على مبدعين المحتوى الرقمي، بالإضافة إلى تجميع شرائط الفيديو التي يصنعها الآخرون من غير الهواة. وإذا كان من غير المتوقع أن يستثمر يوتيوب في مجال استديوهات الإنتاج، وفقا للمصدر نفسه إلا أن شركة «نيكست نيو نيتوورك انك» التي تأسست في عام 2006، سبق أن أنتجت أعمالها المرئية الخاصة قبل أن يصبح منشأ معظم محتوياتها التي تعرضها اليوم عبر موقعها التعاون مع مبتكري فيديو آخرين ممن يوزعون شرائطهم عبر يوتيوب وشركاء مختلفين. توسعا في الهند يسعى يوتيوب إلى تعزيز سوقه في الهند عبر علاقات مع استودياهات الإنتاج الكبرى في مركز صناعة الأفلام الهندية «بوليوود»، بعد أن كان دشن حضوره في الهند في العام 2008 وهو يتطلع الآن إلى سوق ضخم من محتويات بوليوود وتسجيلات رياضة الكريكيت ليس فقط في الهند بل في أسواق قريبة لم يتم اكتشافها بعد علما أن الموقع يقول إن لديه نحو 17 مليون زائر خاص في الهند وفق ما نقلته «رويترز» عن مسؤول في الشركة مؤخراً. تحالفات وارتباطات أعلنت شركة «ديلي مويشن» للفيديو أنها ارتبطت مع بوابة «لايفستيشن»، ومقرها لندن، من أجل تقديم الأحداث المصورة المتواصلة من شبكات تلفزيونية إخبارية عديدة بينها الجزيرة و»بي بي سي» وقناة «فرنسا 24 « إضافة إلى عدد من المصادر الأخرى. وقال «بيت.تي في» (Beet.TV) إن لوك دومونت، نائب رئيس القسم الدولي في ديلي موشن، التي تتخذ من باريس مقراً لها، أكد هذا الاندماج عبر تويتر. وأوضح موقع «ميديابيسترو» المتخصص بأن التعاون في نقل الأخبار سوف يشمل أيضا محتويات منشأها منظمات مثل منظمة الأمم المتحدة ووكالة ناسا الفضائية الأميركية. ويذكر أن شركة الاتصالات الفرنسية «فرنس تليكوم» أعلنت مؤخرا بأنها ستستحوذ على 49 بالمائة من «ديلي مويشن».