الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المتنزهات والبحيرات تجتذب المغاربة للاستمتاع باعتدال الطقس

المتنزهات والبحيرات تجتذب المغاربة للاستمتاع باعتدال الطقس
16 ابريل 2010 20:31
تجذب المناطق الزراعية آلاف الزوار يوميا في هذه الفترة من كل سنة حيث يقومون برحلات جماعية للاستمتاع بجنائنها وبساتينها بعيدا عن صخب المدن، وتلبي هذه المناطق رغبة الزوار في التمتع بأجواء الربيع. وتشكل المناطق المحيطة بالبحيرات نقط ارتكاز اقتصادي حيث تتمحور حولها الزراعات ومجموعة من النشاطات، حيث يستغل بعض المستثمرين اللوحات الجميلة للشلالات والبحيرات لإقامة متنزهات تتوافد إليها جموع الزوار والمصطافون في فصلي الربيع والصيف. مع تحسن أحوال الطقس وحلول فصل الربيع بدأ المغاربة في الخروج إلى المتنزهات البرية البعيدة عن المدن للاستمتاع بأجواء الربيع والطبيعة الخلابة الناتجة عن أمطار الخير التي عرفها المغرب خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ولا تقتصر نزهة الربيع على زيارة الجنائن الفسيحة والحقول المزهرة بل أن قضاء بعض الوقت قرب البحيرات أساسي في برنامج نزهة الربيع حيث يحرص المغاربة على إقامة مخيم النزهة قرب البحيرات للاستمتاع بجوها والاستفادة من مياهها وسمكها. بحيرات وشلالات تشهد البحيرات في المغرب إقبالا كبيرا مع ارتفاع درجات الحرارة حيث بدأ المتنزهون يزحفون إليها رغم المخاوف المتزايدة من تأثير ما خلفته الأمطار والتساقطات الغزيرة على مستوى البحيرات والشلالات حيث من المتوقع أن ترفع فيضانات الأنهر وذوبان الثلوج والمياه القادمة من أعلى قمم جبال الأطلس، مستوى الماء في هذه البحيرات ما يجعل الإقامة قربها خطر حقيقي يهدد حياة المتنزهين. ورغم ذلك فلا شيء سيمنع المتنزهون من الإقامة قرب هذه البحيرات خلال أيام العطل الأسبوعية والمدرسية والتمتع بالأجواء العائلية وسط الطبيعة وفي طقس ربيعي خالص، وتختزن مناطق الحوز وتادلة وسايس والشاوية ودكالة موارد مائية كبيرة وتتركز بها شبكة نهرية مهمة تعد الأكبر في العالم العربي، وتتكون هذه الشبكة من الروافد المائية الجبلية التي تنبع من جبال الأطلس وتنحدر جميعا نحو المحيط الأطلسي عدا نهر ملوية الذي يصب في البحر الأبيض المتوسط ونهر درعة الذي يصب في الصحراء وتفيض أنهار “سبو” و”أم الربيع” و”أبورقراق” و”سوس” في فصل الشتاء وفي مطلع الربيع بعد أن تذوب الثلوج في الجبال. ومن بين المتنزهين الذين أقبلوا على بحيرة “ضاية عوا” قرب مدينة افران سعيد المراكشي الذي جاء برفقة عائلته وعائلة صديقه في عطلة نهاية الأسبوع، ويقول المراكشي:”جئنا إلى هذا المتنزه بهدف الاستجمام والاستمتاع بالأجواء الربيعية وسط الطبيعة الساحرة وقرب البحيرة حيث الغابات الكثيفة والمترابطة والأزهار والنباتات الخضراء فهذا أفضل من التجول في متنزهات المدينة المزدحمة أو التجمعات التجارية”. ويشير المراكشي الذي اعتاد الخروج مع العائلة إلى الغابات المجاورة لقضاء يوم كامل في الطبيعة بعيدا عن ضوضاء المدينة، إلى أن السياحة في فصل الربيع تتميز بكثير من المغريات أهمها الاستمتاع بالأجواء الجميلة والخلابة والطبيعة الساحرة لهذا الفصل والطقس المعتدل الذي يشجع المرء على التجول وممارسة الرياضة كما أن أعداد المتنزهين قليلة مقارنة مع فصل الصيف ما يسمح للأسرة بالتجول بأريحية تامة وأمان. استجمام وتواصل يقول أحمد العيادي أحد سكان منطقة بحيرة “ضاية عوا” إن “الأراضي الزراعية الخصبة التي تتم زراعتها بمختلف أنواع الخضار والفواكه أصبحت تشكل منتجعات سياحية تستهوي الزوار والسائحين المحليين خلال فصل الربيع، وعلى هامشها تزدهر الحركة التجارية وتنشط الأسواق المحلية”، مضيفا أن “هذه المتنزهات تتخذ طابعا تقليديا تمتزج فيه العادات والتقاليد بالتواصل العائلي والترفيه عن النفس حيث تخرج العائلات والأصدقاء في مجموعات إلى هذه المناطق قصد الاستجمام والتمتع بأشعة الشمس بين أحضان الطبيعة وممارسة الرياضة وتمضية الوقت بالألعاب التراثية والشعبية والأغاني”. ويؤكد أن هذه المنطقة تزخر بإمكانيات ومؤهلات وخصائص طبيعية وجغرافية متميزة تجعلها قبلة رئيسية للمتنزهين في الربيع. وتقول مريم الهراوي التي جاءت مع أطفالها وجيرانها لقضاء يوم وسط الطبيعة:”ننظم هذه الخرجات برحلات جماعية من ثلاث أو أربع أسر كل يساهم بمبلغ مالي للتنقل وننطلق في الصباح الباكر ونحمل كل ما يقدر عليه من فراش ومأكولات، ونختار موقعا جميلا قرب احدى البحيرات وهناك نتعاون على نصب الخيام وإعداد الطعام وحين ننتهي نقوم نحن النسوة بجولات في البرية ثم نعود للمخيم ونتسلى بالأحاديث وترديد الأغاني والحكايات الشعبية بينما ينخرط الأطفال والرجال منذ استقرارنا في المخيم في ممارسة الرياضة واللعب والصيد”. وتشكل هذه البحيرات قبلة للرواد من كل فج عميق حيث تنتشر المطاعم الشعبية على طول الطريق، ولا يتردد بعض المسافرين في أخذ قسط من الراحلة والنزول ضيوفا عند القرويين الذين يكرمون ضيوفهم. ورغم العناية التي أعطيت لهذه المجالات الخضراء خلال السنوات الأخيرة من طرف السلطات المحلية للمحافظة عليها فإنها لازالت تعاني من التلوث والاستغلال المفرط لمياهها، مما يستوجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات للاهتمام بالواقع البيئي لهذه الفضاءات وبذل المزيد من الجهود بغية المحافظة عليها وخلق مجالات خضراء أخرى قريبة من المدن لتخفيف الضغط عن مناطق البحيرات، وتحسيس المجتمع بالأهمية البيئية التي تمثلها هذه الفضاءات وصيانتها من التوسع العمراني.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©