الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«المانجا» اليابانية تتحول إلى ظاهرة على مستوى العالم

«المانجا» اليابانية تتحول إلى ظاهرة على مستوى العالم
16 ابريل 2010 20:25
لا يثير أي نوع من أنواع التعبير الفني مثل هذا القدر من الحماس سواء داخل اليابان أو خارجها مثل المانجا، وهو فن التعبير بالرسوم المتحركة في اليابان. وتدور قصصه حول الأبطال الخارقين والكائنات فائقة القوة. وأصبح المانجا حالياً أهم منتج ثقافي في اليابان يتم تصديره. وعلى الرغم من أنه يمكن اقتفاء آثار أصول فن المانجا إلى أوائل القرن الـ17. إلا أن أقرب رسوم المانجا بشكلها الحديث ترجع إلى أعمال الفنان كاتسوشيكا هوكوساي في مطلع القرن الـ19، والذي كان يسخر بواسطتها من المسائل السياسية والأحداث اليومية في المجتمع الياباني. وهذا الفنان هو أول من صك اصطلاح مانجا (مانجاكا باللغة اليابانية). ويتكون الاصطلاح من ضم كلمة "مان" باليابانيـة وتعني الشخـص العنيد المتقلب، وكلمة "كانيس" وتعني الشخصيات، وكلمة "جا" وتعني رسم. ويتم كتابة هذه القصص المصورة لشريحة واسعة من القراء. وكانت في المقام الأول وسيلة رخيصة للترفيه بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية. ولذلك فغالبا ما تدور قصص المانجا حاليا حول الأبطال الخارقين الذين ينشرون العدالة. والسحرة، ومتدربي النينجا، قراصنة اليابان الإقطاعية، والأشباح والشخصيـات التاريخية. وتتميز كثير من هذه القصص ذات الرسوم التفصيلية بنواحي جمالية تجعلها فريدة من نوعها، فترسم فيها الشخصيات بعيون واسعة مستديرة تحدق بشدة. وكانت سلسلة "أسترو بوي"، من القصص المصورة بأسلوب فن المانجا وإن لم يكن قد أطلق عليها هذا الاسم بعد، قد ظهرت إلى الوجود باعتبارها مجلة فكاهية مصورة للأطفال في أربعينيات من القرن الماضي. ورسم القصة الفنان أوسامو تيزوكا، الذي ينظر إليه بكل تقدير على أنه أحد أساتذة أسلوب الرسم بفن المانجا. وتعد سلسلة "أسترو بوي" أيضا إحدى أولى قصص المانجا المصورة التي تعرض على شاشات التلفاز بالدول الغربية. ويعد فن المانجا حالياً جزء لا يتجزأ من الحياة اليابانية مثله في ذلك مثل الشاي الأخضر. وتمتلئ منصات بيع الصحف في كل مكان بأكوام من مجلات المانجا. ومن الشائع مشاهدة الركاب الذين يستخدمون قطارات مترو الأنفاق وهم يقرؤون مجلات المانجا. وهؤلاء الهواة المغرمين بقراءة القصص المصورة يشكلون "قبيلة حضرية" يطلق عليها باليابانية "أوتاكو" أي الأشخاص الذين يقرءون المانجا ويشاهدون رسومها المتحركة. والغريب أن كثيرين منهم يرتدون ملابس على غرار الشخصيات المحببة لهم في هذه القصص، ويشتركون سويا في المناسبات الاجتماعية مثل الغناء في الحانات التي تعزف فيها الموسيقى على آلة الكاروكي، وذلك دون أن يحفلوا كثيرا بالآخرين الذين يحدقون في ملبسهم العجيب ومكياجهم الغريب. وكان رئيس الوزراء الياباني الأسبق تاروآسو معروف بولعه بالمانجا، ولأنه كان مدركا بالاهتمام المتزايد بهذا الضرب من الفن في الخارج، فقد خصص عام 2006 جائزة لأفضل مؤلف أجنبي للمانجا. وخلال الأعوام الأخيرة انتشر فن المانجا على الصعيد الدولي بفضل تحويل بعض قصص المانجا إلى رسوم متحركة مثل "البوكيمون" و"دراجون بول"، إلى جانب ألعاب الفيديو. كما أسهمت شبكة الإنترنت إلى حد كبير في انتشار جاذبية المانجا. وطبعت في بريطانيا نسخ من روايات شكسبير، بل من الإنجيل، على هيئة فن المانجا. ويتجمع محبو المانجا بانتظام في أسبانيا حيث ظهرت مجموعة أيبيرية من المولعين بالمانجا.بل وامتد تأثير اليابان على القصص المصورة المحلية في إسبانيا. وظهر في فرنسا ما يعرف باسم "نوفيل مانجا" وهي مجلة للرسوم القصصية تجمع بين التراث الفرنسي والياباني. ولم تتخلف أميركا اللاتينية عن هذا الاتجاه حيث أصبحت تتمتع بقطاع واسع من قراء المانجا، وفي المكسيك حيث يوجه تراث قديم من فنون الرسم والكارتون لقيت ظاهرة المانجا دفعة قوية. وينظم المتحمسون للمانجا في مكسيكو سيتي معارض بشكل منتظم مرتين في الشهر، حيث يمكن لهواة هذا الفن شراء منتجات تتعلق بالمانجا وغيرها من السلع اليابانية وليس فقط القصص المصورة. ويمكن دخول هذه المعارض مجانا إذا ارتدى المشاركون أزياء المانجا. وفي الداخل يقدم الفنانون الخبراء في المانجا دروسا في هذا الفن أو يرسمون الزوار ويبيعون لهم هذه الرسومات التي تحمل ملامح شخصيات المانجا. وراجت أعمال الناشر المحلي موندو فيد الذي يبيع مجلات المانجا في سلسلة متاجر بكل محطات المترو في المدينة. ولا يقتصر الشغف بالمانجا على الكبار، لأن بيرثا دي أفيلا وهي طبيبة لأمراض النساء تصطحب وهي تشعر بالسعادة ابنتها بيرثا جوميز (12 عاما) وصديقتها صوفيا تيلور (13 عاما) إلى معارض فن المانجا. وتحتفظ بمكتبة تضم مجموعة كبيرة من هذه القصص المصورة. وقالت دي أفيلا إنها كانت دائما ما تحب هذه القصص المصورة منذ نعومة أظفارها. وأضافت أنها قارئة شرهة لعدة إصدارات من المانجا. وأعربت عن مشاعرها تجاه هذا الفن بقولها "أشعر بالمرح البالغ عند ذهابي إلى معارض المانجا، فهي عالم حافل بالخيال، كما أنني استمتع بمشاهدة هذا العرض الرائع". وأكدت أن الجميع يشعرون بذلك مهما كانت أوضاعهم سواء كان المرء غنيا أو فقيرا بدينا أم نحيفا أسمر البشرة أم أبيض. وتقول إنه "يمكنك أن تضع ملبسا بسرعة ثم تصبح جزءا من هذا العالم". ويضع فن المانجا الرائع بصماته على القصص المصورة في جميع أنحاء العالم، وأصبح رسم المانجا في مدارس الفن في مختلف الدول جزءا من المناهج الدراسية، وصار هذا الفن أكبر مصطلح ياباني معترف به على مستوى العالم بعد السوشي.
المصدر: طوكيو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©