أشرف جمعة (أبوظبي) - ليست هُناك حياة زوجية خالية من المنغصات والمشكلات بأنواعها كافة، وعلى قدر تفهم طرفي العلاقة الأسرية لطبيعة الحياة تتلاشى الهفوات وتذوب في بحر الألفة والمحبة، لكن في كثير من الأحيان تتوَّلد مشكلات تظل طافية على سطح الحياة يكاد لا يستطيع الإفلات منها الزوج والزوجة، وهو ما يستلزم أن يتوجها معاً إلى أحد مكاتب الاستشارات الأسرية أو العيادات النفسية، التي أصبحت لها وجود في المجتمع، والتي تمتلك العديد من الكفاءات في مجال علم النفس والاجتماع وتقدم خدمات نفسية حول الثقافة التي تعني بصحة الأسرة النفسية والاجتماعية ومدى افتقاد المجتمع لها بصورة ما، يقول استشاري ورئيس قسم الطب النفسي بمستشفى مدينة خليفة الطبية الدكتور أحمد ألمعي: الوعي بأهمية الخدمات النفسية في العالم العربي بوجه عام ضعيف جداً على الرغم من وجود العديد من المتخصصين في مجالات الطب النفسي الأسري، ويرجع السبب في ذلك إلى أنه لم تزل العديد من الأسر تجهل أهمية الطب النفسي الأسري في علاج العديد من المشكلات الحيوية التي تحدث في محيط الأسرة، بالإضافة إلى أن بعض الآباء يخشى من الذهاب إلى الطبيب النفسي ليتعرَّف على الطريقة المثالية في التعامل مع أفراد الأسرة بعيداً عن العنف الأسري وتهميش الأبناء، ومن ثم إضعاف شخصياتهم بدعوى الخوف من الوصمة، وهذا على غرار ما يحدث في العديد من دول العالم التي ترتفع فيها درجات الوعي بدور الاستشارات الأسرية في توازن الأسرة واستقرارها.
ويبين الألمعي أن عدد العيادات المتخصصة في طب الأسرة قليل جداً، وهو ما يقلل من عملية نشر الوعي بأهمية هذه العيادات على الرغم من وجود أعداد كثيرة من المتخصصين الأكفاء ويلفت إلى أن الخدمات الصحية النفسية تسهم بشكل كبير في تحسين الوعي الأسري وتساعد في كثير من الأحيان على علاج مشكلات كبيرة لكون هذه العيادات تمثل دعماً حقيقياً للأسرة في أكثر الأحيان، خاصة أن هناك مشكلات قد تحدث بين حديثي الزواج أو تلك التي تتعلَّق بالممارسات الخاطئة في تربية الأبناء ويرى أن المسؤولية مشتركة في عملية نشر الوعي بالصحة النفسية للأسرة عبر زيادة العيادات في العديد من المستشفيات والمراكز المتخصصة، فضلاً عن أنه لا بد من أن تكون هناك قاعدة توعوية تبدأ من المدرسة إلى المرحلة الجامعية مع وجود دعم إعلامي على المستويات كافة.
ومن بين الذين يرون أن الاستشارات الأسرية شيء جديد على عالمنا العربي عبيد الظاهري، الذي يورد أنه لم يذهب مطلقاً إلى مثل تلك المكاتب أو العيادات من أجل أن يحصل على استشارة له أو لأسرته بوجه عام، ويلفت إلى أنه مؤمن تماماً بالطب النفسي وقدرته على تحليل الظواهر وتقييم بواعث السلوك، ومن ثم وضع أطر لحل المشكلات النفسية والاجتماعية، لكنه لم يجرؤ على أن يجرب الذهاب إلى أي من الاستشاريين، لأنه لم يكن في قاموس والديه الاستعانة بأحد في حل المشكلات ويشير إلى أنه يتمنى أن توضح تلك العيادات سبل العلاج التي تستخدمها حتى تتضح لدى الجمهور بعض المفاهيم.
![]() |
|
![]() |
جلسة ودية
![]() |
|
![]() |
ويقول: على الرغم من أن الأمور تعقدت بينهما، إلا أنه بعد جلسة ودية معها ذابت كل المشكلات فاستؤنفت الحياة بينهما من جديد على وجه أفضل.