الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الاتحاد النسائي العام.. التراث على طبق الذهب

الاتحاد النسائي العام.. التراث على طبق الذهب
12 ابريل 2017 21:32
عبدالله القواسمة (أبوظبي) تواصل خيمة الفعاليات والرعاة المواكبة لفعاليات بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو، الكشف عن العديد من الأنشطة النوعية اليومية، والتي تضفي على البطولة أجواء مرحة وممتعة، تسهم بالدرجة الأولى في الترويح عن الجماهير التي تحرص على حضور هذا الحدث المهم. ومع انتهاء اليوم الثالث من البطولة كان لـ «الاتحاد» وقفة مطولة في جناح الاتحاد النسائي العام «المؤسسة الوطنية الرائدة التي ترأسها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك»، والتي تأسست عام 1975، وهي بمثابة الآلية الوطنية المعنية بالنهوض وتمكين وريادة المرأة في الدولة، كما أنها المظلة التي تدعم جهود الحركات النسائية وتوجهها، بما يكفل خدمة المرأة في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية، حيث يضم الاتحاد النسائي العام في عضويته العديد من الجمعيات النسائية. وتقضي رؤية الاتحاد النسائي في الريادة والتميز في المشاركة، والتمكين للمرأة في مسيرة التنمية المستدامة بالإمارات، وبما يحقق جودة الحياة، كما يسعى إلى تبني السياسات ووضع الخطط والبرامج وإطلاق المبادرات، التي تسهم في تعزيز وضع ومكانة المرأة، وبناء قدراتها وتذليل الصعوبات أمام مشاركتها في مختلف مناحي الحياة، لتتبوأ المكانة اللائقة ولتكون نموذجاً مشرفاً لريادة المرأة في كل المحافل الوطنية والإقليمية والدولية، وتحقيق مقاييس التميز العالمية، وذلك من خلال شراكات متميزة وكفاءات عالية وخدمات مبينة على أفضل الممارسات وبالعمل مع كل فئات المجتمع أفراداً ومؤسسات وبناء قدراتهم لزيادة مشاركتهم في دعم وتمكين النساء. جناح الاتحاد النسائي في خيمة الفعاليات والرعاة، يزخر كعادته بالتنوع ويتفرد بتقديمه التراث الإماراتي على طبق من ذهب، فهو يتيح للجماهير الجلوس وعيش أجواء تراثية إماراتية واستحضار إرث حضاري ومعرفي، كان وما يزال يستقي منه أبناء الإمارات قوتهم وعزيمتهم التي لا تلين، ففي الجناح نرى أمهات يرتدين الزي التراثي الإماراتي، يقمن بدعوة الرواد ومن يرغب في الجلوس والرد على كل الإجابات المتعلقة بالمعروضات، التي يقدمها الجناح على صعيد الأطعمة والحلويات الشعبية أو المنتوجات التراثية الأخرى، المتعلقة بالألبسة التراثية، وغيرها من التفاصيل، وقبل كل ذلك فإن الزائر إلى الجناح لن يخرج دون شرب القهوة العربية الأصيلة. مريم الكعبي المسؤولة عن الجناح، كشفت عما يقدمه الجناح للزوار، بدءاً من جناح الضيافة، الذي يقدم التمر والفقاع واللقيمات، مروراً بالأقسام الخاصة التي تقوم فيها النساء بعمل الخوص والغزل والسدو والتلي، مشيرة إلى أن الاتحاد النسائي يحرص دائماً على الوجود في كل المناسبات التي تشهدها الدولة، وذلك بهدف تعريف الزوار بالتراث الإماراتي من جهة إلى جانب الحفاظ على هذا الإرث الحضاري. وعن حجم الإقبال على الجناح، أكدت الكعبي، أنه كبير كعادته، ففي جميع المناسبات تكون أجنحة الاتحاد النسائي هي الرائدة في استقطاب الزوار ومن شتى الأعمار، وقالت، «سعادتي تكون غامرة عندما أرى حرص أبناء الوطن ومن كل الفئات العمرية على زيارة الجناح، والتواصل مع السيدات القائمات عليه والاستفسار عن بعض التفاصيل، والحال ينطبق على الزوار الأجانب والمقيمين في الدولة، الذين يقبلون دائماً على تناول الأطعمة الشعبية التي يقدمها الجناح، والجلوس داخل الجناح والاطلاع على كيفية عمل المشغولات اليدوية التراثية». وأضافت «المرأة الإماراتية وعلى مر التاريخ ضربت أروع الأمثلة في المساهمة حالها كحال الرجل في بناء الدولة، فهي الأم التي تربي أجيال المستقبل وهي القيادية في المجال العملي، والرائدة في التحصيل العلمي وفي كل شيء، حتى باتت تتبوأ مكانة كبيرة على الصعيد العالمي»، مضيفة: «لي ثلاثة أبناء خريجين من جامعات إماراتية وأميركية جميعهم متخصصون في مجال الهندسة، أنا فخورة بأبنائي الذين يخوضون مع إخوانهم الإماراتيين في دفع عجلة التطور والتنمية في الدولة». وقالت «يكفينا فخراً أن أبناءنا ما زالوا متشبثين بلباسهم العربي الأصيل، وبلهجتهم وتراث أجدادهم. لا أستطيع أن أصف مشاعر الفخر والاعتزاز عندما أرى أبناء الوطن يتصدون للعمل والبناء والتنمية والسعي الدائم لرفعة الدولة، وهذا الأمر عائد إلى الدعم الكبير الذي نحظى به من قبل القيادة الرشيدة». التلي.. نسيج المرأة الإماراتية الأصيل أبوظبي (الاتحاد) تعتبر صناعة التلي إحدى المهن التي تضطلع المرأة الإماراتية بها، وهي عبارة عن نسيج يتم شغله بهدف تزيين أطراف الثياب، حيث يضفي عليها ألواناً زاهية براقة. ورغم أن طبيعة الحياة اليومية للمرأة الإماراتية فيما مضى كانت تحفل بالمسؤوليات الكبيرة، وذلك عائد إلى تصديها لقيادة المنزل وتربية الأبناء والعناية بهم، في ظل انشغال الرجل برحلات الصيد الطويلة، إلا أن هذا الأمر لم يكن يمنعها من العمل في صناعة التلي، التي عادة ما تأخذ وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً، لكن الجهد الذي يبذل سرعان ما يتبدد أمام جمال المنتج، الذي يظهر في النهاية كتحفة فنية جميلة، حيث كانت الكثير من النسوة يمتهن صناعة التلي، بهدف زيادة الدخل الشهري، علماً أن صناعة التلي ليس من السهولة تعلمها، فعادة ما يأخذ التدرب عليها وقتاً طويلاً من المرأة لإتقانه على الشكل الأمثل. تفاصيل صناعة التلي تقوم على نسج 6 بكرات من الخيوط «الهدوب» الملونة، والتي يتم جمعها أطرافها كافة في عقدة مشتركة يتم تثبيتها بإبرة على مخدة قطنية دائرية أو بيضاوية الشكل تسمى ««الكاجوكة»، حيث تساعد هذه المخدة على نسج خيط التلي، الذي قد يصل في بعض الأحيان إلى 10 أمتار، لتتم بعد ذلك عملية التطريز التي يتم فيها زخارف متنوعة تحمل العديد من الأسماء. ورغم التطور الكبير الذي طرأ على شتى مناحي الحياة، إلا أن الإقبال على الملابس المزينة بالتلي، ما زال كبيراً وهذا عائد إلى تشبث المرأة الإماراتية بالأزياء التقليدية، التي تعتبر بمثابة هوية وطنية تراثية، فضلاً عن تصدي الاتحاد النسائي العام على الدوام للحفاظ على هذه الحرفة، من خلال عرضها في المهرجانات المختلفة، وهو ما حافظ عليها، بل وزاد من حجم الإقبال على هذه المشغولات الوطنية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©