القاهرة (الاتحاد)
«جه حبيبي وخد بإيدي، قلت له: أمرك يا سيدي، جه وعرفني طريقي وسكّتي، وف هداه وف نوره مشيت خطوتي، وفي حماه هلّت بشاير فرحتي، والأمان فرد الجناح على دنيتي» مقدمة واحدة من الأغنيات الدينية الشهيرة التي تعانقت الكلمات والألحان فيها مع صوت شادية في مناجاة حقيقية للتوبة والتماس الغفران، وسالت دموع شادية أكثر من مرة، على وقع التصفيق الحار مع كل مرة يستقبل فيه الجمهور كوبليه جديد من الأغنية، حتى وصلت مدتها إلى 39 دقيقة، وهي أطول من أي مدة قضتها من قبل في أغانيها العاطفية أو الوطنية، وكانت آخر أغنية تشدو بها، حيث اعتزلت الفن بعدها مباشرة، وكانت شادية اتفقت مع الشاعرة علية الجعار على أن تكتب لها أغنيتين من الأغاني الدينية، لأنها قررت أن يقتصر غناؤها على هذا اللون وحده، وقدمت بالفعل أغنية «خد بإيدي» في احتفال الإذاعة بالمولد النبوي الشريف «الليلة المحمدية» عام 1406 من الهجرة، والذي وافق الثالث عشر من نوفمبر عام 1986.
وقال الكاتب أحمد عادل إن شادية رأت في لون الغناء الديني باباً لم يفتح لها من قبل، وبدأت بعرض الفكرة على الشعراء والملحنين، ولكنها لم تكن تريد دخول هذا الباب بشكل تقليدي، من خلال صورة ثابتة وضعها الملحنون سلفا للأغنية الدينية تنحصر في صورة «الابتهالات» و»الناي الحزين» بحسب وصفها في أحد لقاءاتها الإذاعية، وأنها ذهبت لأداء مناسك الحج 1985، وفي المدينة المنورة كان لقاؤها بالشاعرة الدينية علية الجعار، وحينها تحدثت معها عن هذا المشروع الغنائي، وضرورة إنجازه، وبعد العودة كانت علية التي تعمل في الإذاعة تجلس مع رئيسها فهمي عمر، والإذاعي علي عيسى مدير إذاعة البرنامج العام، الذي كان يفكر بشكل مختلف لإنجاز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليُضاف إلى الروائع التي أخرجها، وكانت فكرة إطلاق «الليلة المحمدية»، وكانت علية انتهت من كلمات «خد بإيدي»، وأرسلتها لشادية التي عرضت كلماتها على عدد من الملحنين، فوقعوا في أكلشيه «الناي الحزين» الذي ترفضه شادية، إلى أن عرض عيسى عليها اللحن الذي وضعه الملحن الشاب عبدالمنعم البارودي، وحقق بلحنه الرائع ما كانت تصبو إليه، حيث انتقل عبر ألحانه وصوتها لآفاق رحبة من النورانية والروحانية، وأجاد في استخدام الكورال والآلات الموسيقية المتعددة، مثل آلات النقر، ومنها الطبل والرق والدف، ووظف الناي بشكل جديد.
عدد اليوم
