القاهرة (الاتحاد)
زكريا الحجاوي رائد الفن الشعبي، ومن أكثر الفنانين اهتماماً بالتراث والفنون الشعبية المصرية، اهتم بكل الإبداع الشعبي، من المديح النبوي إلى المواويل والبكائيات والعمارة وغيرها، وكتب الأدب والمسرح والمسلسلات الإذاعية، وأعد البرامج التلفزيونية عن الفنون الشعبية، ورعى ودعم الموهوبين في الإبداعات النخبوية والشعبية، ولاقت أعماله استحساناً كبيراً، واكتسبت شعبية كبيرة ووجدت صدى هائلاً، وكشف فيها الجوانب العميقة من الهوية المصرية.
ولد في المطرية في محافظة الدقهلية عام 1915، وبعدما أتم دراسته الابتدائية، التحق بمدرسة الفنون والصناعات، وبعد التخرج عمل موظفاً في مستشفى، وكانت في عهدته بطاطين مرت خمس سنوات من دون أن يلتفت إليها أحد، وجاء الشتاء فوزع البطاطين على الفقراء، ومصادفة قاموا بجرد العهدة، وتبين عدم وجودها، ونقلوه، فترك الوظيفة، واتجه إلى العمل صحفياً في جريدة «المصري»، التي ظلت تصدر حتى 1954، ونشر فيها قصصه الأولى، وبعد ثورة 1952 قرر الرئيس جمال عبدالناصر إصدار جريدة للثورة، وكلف محمد أنور السادات بتأسيسها وإصدارها، فاستعان بصديقه الحجاوي ليكوّن فريق التحرير، وبعد الأعداد الأولى تركها، وعاد إلى البحث عن الفنون والموهوبين في أنحاء مصر، واستخرج أروع ما فيها من جواهر، وبعدما تأسست وزارة الثقافة 1957 استعان به الأديب يحيى حقي في جمع الفنون الشعبية، واكتشاف المواهب في مختلف المجالات الشعبية، ورغم أنه كان وراء فكرة إنشاء «مسرح السامر» و«الثقافة الجماهيرية»، وسعى لإنشاء معهد «للفنون الشعبية» و«الفرقة القومية للفنون الشعبية»، إلا أن عطاءه الرئيس كان في جمع التراث الشعبي من مكامنه، واكتشاف المواهب وتقديمها للناس، حيث غاص وتجول بحثاً عن الكنوز المغمورة وإزاحة الركام عنها، وقدم عدداً كبيراً من الفنانين، اكتسب غالبيتهم شهرة واسعة، ومنهم خضرة محمد خضر ومحمد طه وأبو دراع وفاطمة سرحان وشوقي القناوي ومتقال قناوي. وفي الخمسينيات، قدم ملاحم «أيوب المصري» و«كيد النسا» و«ملاعيب شيحة» و«سعد اليتيم» ضمن 60 عملاً إذاعياً، وقدم للسينما أفلام «سيد درويش» و«أدهم الشرقاوي» و«أحبك يا حسن» و«خيال المآتة». وله دراسات علمية نشرت في مجلة «الرسالة الجديدة» عن الفن الشعبي المصري، وتعد من أولى المحاولات العلمية في الثقافة الشعبية، وقدم مسرحية «بيجماليون» في 1946، واستلهمها من التراث اليوناني، وهي أسبق من مسرحية توفيق الحكيم التي تحمل الاسم نفسه، وتوفي يوم 7 ديسمبر 1975.
عدد اليوم
