250 ألف مشرد بإعصار «خرطوم الفيل» في الهند

حاولت السلطات الهندية أمس تنظيم عمليات الإغاثة المتعثرة في الولايات الشرقية التي ضربها إعصار “خرطوم الفيل” الذي قتل 130 شخصاً ودمر نحو 50 الف منزل وشرد 250 الف شخص على الاقل. وكانت رياح الاعصار التي بلغت سرعتها 150 كيلومترا في الساعة اجتاحت ولايات بيهار والبنغال الغربية وآسام، وشمال شمال غرب بنجلادش. ما تسبب في خراب ودمار في أفقر قرى شبه القارة الهندية في وقت متأخر الثلاثاء. ودمر الاعصار 50 ألف منزل، حسب الإحصاءات الرسمية، واقتلع الأشجار وقطعت أسلاك الطاقة والاتصالات. ولقي 128 شخصا على الأقل مصرعهم في الهند بينما قتل شخصان في بنجلادش المجاورة. وانتشرت فرق الإنقاذ والإغاثة في مناطق نائية في ولايات بيهار وغرب البنغال وآسام شرقي الهند أمس، لنجدة آلاف المشردين وقال وزير الدفاع المدني في حكومة البنغال الغربية سريكومار مخرجي “إننا نواجه أزمة في عمليات الإغاثة.. ثمة نقص في اليد العاملة لتوزيع الأرز وتأمين العناية الطبية للمتضررين”. وأضاف “إن فرق الإغاثة تسابق الوقت للوصول إلى المشردين، لكن الطرق التي تسدها الأشجار المقتلعة تؤخر تقدمها”. كذلك أسفرت العاصفة العاتية المصحوبة بأمطار غزيرة عن نفوق آلاف الحيوانات وإتلاف المحاصيل التي تعتبر المصدر الرئيسي لغذاء المتضررين، الذين يشكل الفلاحون القسم الأكبر منهم. وقال سيركومار مخرجي وزير الدفاع المدني والإغاثة في ولاية غرب البنغال، إنه تم إرسال إمدادات طبية وأغذية لمنطقة نورث ديناجبور حيث دمرت العاصفة ما يزيد على 50 ألف منزل. ومن جانبها نشرت صحيفة “تايمز أوف إنديا” إن ما يزيد على 100 ألف منزل، كثير منها مبني بالطين وأعواد البامبو ومسقوف بالقش أو ذات أسقف من الأسبستوس -الحرير الصخري- والصفيح دمرت تماما. وقالت الصحفية الهندية سوما شاكرابورتي أن آلاف القرويين حاصروا المباني الحكومية تعبيرا عن غضبهم لبطء وصول الإغاثة. وأضافت “ثمة نقص في المواد الغذائية والملاجئ والمساعدات الطبية”. وقد غصت المستشفيات بمئات الجرحى الذين نقلوا إليها. وقال ارابيندا تانتريك كبير الاطباء في مستشفى منطقة رايجونج إنه طلب من السلطات مزيدا من الأدوية. وأضاف “سمعنا أن عددا كبيرا من الجرحى لا يمكن نقلهم إلى المستشفى بسبب النقص في وسائل النقل”. وفي ولاية بيهار الأكثر تضررا، لقي 81 شخصا مصرعهم وانهار 40 ألف منزل. وألحقت العاصفة في بنجلادش أضرارا بـ13 ألف منزل. وفوجئت مصلحة الأرصاد الجوية بتشكل هذه العاصفة الاستوائية التي اتضح في الواقع أنها إعصار هائل. وقال مدير مركز الأرصاد الجوية في البنغال الغربية غوكول شاندرا ديبنات إن “التحليل الأولي لطبيعة الدمار وصور الرادار، توحي بأن هذه العاصفة هي إعصار”. ويتيح الرادار قياس كثافة الاضطرابات الجوية وبعدها وسرعتها وتوجه حركتها. ويتميز الإعصار بزوبعة من الرياح العنيفة التي تنشأ من سحابة عاصفة.