منيرة المرزوقي تضع العباءة في إطار عالمي

أحمد السعداوي (أبوظبي) منيرة المرزوقي مصممة أزياء إماراتية، تتمتع بلمسات خاصة في أعمالها المستوحاة من ثقافة الجزيرة العربية عامة والإمارات خاصة، مؤكدة أنها ألهمتها معظم تصميماتها التي منحتها مكانة متميزة في عالم الموضة بالمنطقة. وحرصت المرزوقي على مزج مفاهيم الأزياء المرتبطة بالحضارة الخليجية مع بعض الثقافات الأخرى، بما يتماشى مع عادات المرأة الخليجية وتقاليدها. وعن نوعية الأقمشة التي تستخدمها في تصاميمها، قالت المرزوقي، إنها تهتم بالدرجة الأولى بجودة القماش ونوعيته، التي تختلف من موسم لآخر، بحسب الفكرة والتصميم، مضيفة «إلى جانب نوعية القماش، أعتمد على ثلاثة عوامل في جميع تصاميمي وهي تفرد التصميم، وأناقة الأقمشة وجودتها، والدقّة المثالية في الخياطة». وعن نوعية الإكسسوارات التي تستخدمها في تصميماتها، أوردت أنها تحرص على امتزاج الأقمشة في معظم التصاميم، والذي بدوره يعطي شكلا جذابا ورونقا خاصا كما تختار لكلّ عباية قماشاً خاصّاً بها، حسب فكرة التصميم. حيث تتنوّع الخامات المستخدمة كإكسسوارات في هذه التصميمات، فثمّة الدانتيل والحرير والكشمير، وأيضا الفرو. كما تستعمل قماش القطيفة والكروشيه كذلك التطريز الخفيف منه. ودمج بعض اللمسات من اللؤلؤ في التصميم لأنه يعطي سحراً خاصة للصيحات الجديدة أما بالنسبة إلى الكريستال فغالباً ما تستخدمه لعباءات العرائس. وفيما يتعلق باتباعها خطوط الموضة العالمية، أكدت أنها تستوحي تصاميمها من المرأة الخليجية والثقافة العربية، لافتة إلى أنّ الموضة العالميّة أصبحت تتّبع أسلوب المرأة العربيّة المحتشمة، وبرزت على منصات العروض العالمية، مؤخرا، المعاطف الطويلة والفساتين الفضفاضة الأنيقة. وتهدف المرزوقي إلى تحويل العباية التي تشتهر بها المرأة الخليجية من سوداء إلى عباية أنيقة ومميّزة، تتداخل فيها الألوان والأقمشة المختلفة. وقالت «أنا أعبر عن المرأة الخليجية التي تعيش في مجتمع محافظ وتحرص في الوقت نفسه على أن تبدو بمظهر أنيق، يجعلها متمسكة باحتشامها، الذي يتمثل في حجابها وعباءتها». وذكرت أنها تأثرت بالثقافة والعادات الشرقية المحافظة، وهي تسعى إلى نشر التراث الخليجي ممثلاً في العباءة النسائية، لذا تحرص في تصميماتها على أن تكون عباءة المرأة الإماراتية جذابة، تهواها جميع الفئات فهي لا تصمم لفئةً بعينها ولكنها تصمم لطبقات المجتمع كافة. وعن مدى اقترابها من خطوط الموضة العالمية، قالت «أهدف إلى إيجاد منتج محلي خليجي بمواصفات عالمية، وأتبنى سياسة تسويقية مستدامة في هذا القطاع، إضافة إلى تفاعلي الإيجابي مع مواكبة الموضة العالمية بما يتماشى والثقافة الخليجية الأصيلة، من منطلق الجمع بين الحداثة والتراث. خاصة وأني أستوحي تصاميمي من التراث الإماراتي والخليجي وأجمع بين التقنيات التقليدية والتصاميم المعاصرة»، مشيرة إلى أن تصاميمها تركز على البساطة والأناقة، وتتميز بالتوازن بين اللمسات الإبداعية واحترام التراث. وأشارت المرزوقي إلى أهمية المشاركة في عروض الأزياء المختلفة لما تحققه من انتشار وتفاعل مباشر مع متابعي خطوط الموضة والتعرف إلى ذائقتهم، موضحة أن هذه المشاركات شملت عروض أزياء في أبوظبي والعين ودبي. وحول بداياتها، قالت المرزوقي، صاحبة علامة «الغيد فاشن»: «علاقتي بتصميم الأزياء نشأت بسبب حبي للرسم والتصميم، فكنت في البداية أصمم عباءتي الشخصية وعبايات أخواتي وأنا مازلت بالجامعة عام 2007 عن طريق أخد الأفكار الدارجة في الموضة وتحويلها إلى فكرة جديدة. ومنها بدأت تصاميمي تلاقي إعجاب عائلتي ما دفعني إلى الاستمرار، ومن ثم دخولي عالم التصميم»، مشيرة إلى أن من أهم أسباب نمو موهبتها الالتحاق بدورات تدريبية في الرسم والتصميم ما ساعدها في توسيع مخيلتها، وجعلها تصمم كمحترفة، فضلاً عن متابعتها لتطورات عالم تصاميم الأزياء.