روسيا تقترح وأميركا ترفض تقديم ضمانات أمنية إلى إيران

رفضت الولايات المتحدة أمس اقتراحاً روسياً بتقديم ضمانات أمنية دولية، ضمن حوافز أخرى، إلى إيران لإقناعها بوقف تخصيب اليورانيوم لبرنامجها النووي المثير للجدل، فيما لوحت أستراليا بأنها ستلجأ إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي لمحاكمة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتهمة التهديد بإزالة إسرائيل من الوجود· وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية خلال اجتماعه مع نظيريه الألماني فرانك فالتر شتاينماير والصيني يانج جيتشي في مدينة ييكاتيرينبرج الروسية بجبال الأورال إن الدول الست الكبرى المشاركة في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني ''يمكنها تقديم مقترحات عملية وضمانات أمنية لإيران وضمان وضعها في مكانة لائقة وعلى قدم المساواة في المفاوضات المتعلقة بتسوية كل مشاكل الشرقين الأوسط والأدنى''· وأعرب عن اعتقاده بأن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا روسيا والصين) وألمانيا قد تعرض تلك المقترحات بالفعل· وأضاف ''أنا مقتنع بأنها وسيلة فعالة لتبديد التوتر في المنطقة وتسوية المشكلات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني''· لكن الإدارة الأميركية رفضت الاقتراح فوراً· وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوردون جوندرو ''إن الضمانات الأمنية شيء لا نفكر فيه في الوقت الراهن''· إلى ذلك، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك بأن بلاده تتوقع ''القليل'' من مقترحات لتسوية المشاكل العالمية قدمتها إيران إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن الدولي في نيويورك والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في بروكسل مساء أمس الأول· وقال للصحفيين في واشنطن ''نظرا لتجربتنا الماضية، فلا أعتقد أن أحداً سيفاجأ بمقترحاتهم إذا كانوا سيواصلون الطريق نفسه''· وأضاف ''يمكننا أن نأمل في أن يغير الايرانيون رأيهم نظرا للكلفة المتزايدة التي تتكبدها إيران بسبب سلوكها غير المقبول للأسرة الدولية كما تثبت ثلاثة قرارات اصدرها مجلس الامن الدولي''· وتابع ''إنهم يعرفون ما عليهم القيام به، وهو مفسر في قرارات مجلس الأمن ومجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحتى الآن ما زالوا بعيدين عن تحقيقه''· وفي كانبيرا، قال رئيس الوزراء الأُسترالي كيفن رود خلال مقابلة تلفزيونية ''إن أحمدي نجاد هدد بمحو إسرائيل من الخارطة والحكومة الاسترالية تشاور حقوقيين لدراسة إمكانية رفع دعوى ضده في محكمة العدل الدولية، وهذا ما يفعله وزير العدل حالياً''· وأضاف ''لقد أدلى الرئيس الايراني مرات عدة بتصريحات معادية للسامية وتعبر عن تصميم على محو دولة إسرائيل من الخريطة وتشكل تحريضاً على العنف الدولي''· وقال وزير العدل الأسترالي روبرت ماكليلاند ''إن الحكومة تعتبر تعليقات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الداعية الى تدمير اسرائيل والمشككة في المحرقة، مهينة ومثيرة للاشمئزاز''· لكن نجاد رأى مجدداً، في كلمة تزامنت مع وصول الرئيس الأميركي جورج بوش إلى المنطقة للاحتفال بمرور 60 عاما على انشاء إسرائيل ودعم جهود السلام، أن إسرائيل ''تحتضر'' وأن شعوب الشرق الأوسط ستقضي متى ما سنحت لها الفرصة· وقال خلال مخاطبته حشداً في مدينة جرجان شمالي إيران ''إن النظام الصهيوني يحتضر والمجرمون يتصورون أنهم بإقامة الاحتفالات يمكنهم إنقاذه من الموت· يجب ان يدركوا ان دول المنطقة تكره هذا النظام الزائف المجرم، وإذا اتيحت أقل وأقصر فرصة لشعوب المنطقة، فإنها ستستأصله''· وتابع ''إن هذه الذكرى هي ذكرى ميت وإن احتفال عيد الميلاد لشخص ولد ميتاً لا معنى له ومن شأنه فقط أن يهدر ماء وجه القائمين عليه''·