الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العباءة النجفية في طريقها إلى الزوال

4 مارس 2011 23:52
تواجه الخياطة اليدوية للعباءة النجفية المستمرة منذ 150 عاماً خطر الزوال بسبب صعوبات يعانيها صناعها، بعد أن كانت رمزاً للأناقة والأبهة يرتديها الأمراء وزعماء العشائر ورجال الأعمال. ويقع «سوق العباءات» قُرب مرقد الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام وسط مدينة النجف، لكن التجار هناك لا يبيعون سوى الحلي والألعاب والملابس لآلاف الزوار القادمين من إيران. ويقول كاظم (41 عاماً) بينما كان يطرز عباءة بخيوط ذهبية «بصراحة، العمل شاق ولا يحقق الكثير من المال، ولو كان بإمكاني الحصول على وظيفة حكومية لتركته فوراً». ويتابع كاظم «ما أبيعه من العباءات حالياً يمثل عشرين في المائة مما كنت أبيعه قبل عشر سنوات، كانت الأعداد بالمئات لكن اليوم أبيع عشرات فقط». وذكر أن كثيراً من اصحاب الحرفة تحولوا إى الوظائف الحكومية بعد اختفاء الزبائن جراء أ عمال العنف بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وتوارثت عائلة كاظم حرفة حياكة العباءة عبر الاجيال حتى بات جميع أفرادها يلقبون بلقب «أبو جنكال»، وتعني كلمة «جنكال» باللغة المحلية سنارة الحياكة التي اصبحت في طريقها الى الانقراض. أما سيد حسين (63 عاماً) الذي تخلى عن مهنة حياكة العباءة قبل سنوات قليلة، فيقول «التنافس مستحيل في هذا المجال». ويضيف «العباءة النجفية تحتضر لأن حياكتها تحتاج بين ثلاثة إلى عشرة ايام ما عدا اعمال التطريز، لكن اربعة من العاملين في هذا الفن تركوه وأصبحوا سائقي سيارة أجرة اليوم». وذكـر رزاق محمـد (58 عاما) الـذي أمضى حياته في حرفة حياكة العباءة قبل ان يفتح محل بقالة عام 2006، ان ثلاثة من ابنائه كانوا من المهرة في تصنيع العباءة لكنهم تركوا هذه المهنة نظراً لغياب الزبائن. وقال، مشيراً الى ثلاثة حرفيين في جواره «إن العمل لم يعد مجدياً فليس هناك من يفضل ارتداء العباءة اليدوية سوى زعماء العشائر والشخصيات، أما الطبقة المتوسطة فهي لا تقتني سوى العباءة المصنعة ميكانيكياً». وذكر ابنه احمد (31 عاما) الذي يتقن فرز الصوف وإزالة الشوائب منه انه لا يجني من تعبه ما يسد رمقه. وأوضح «لذا، ساترك العمل اذا وجدت عملاً اخر يكفي ما تحتاجه عائلتي». من جهة اخرى، يقول استاذ التاريخ الاسلامي في جامعة الكوفة حسن عيسى الحكيم «إن العباءة تمثل هوية المدينة للنجف مركز الاسلام الشيعي في العالم». ويضيف «كانت العباءة أفضل هدية يتم تقديمها للزعماء السياسيين والدينيين الذين يقومون بزيارة النجف». أما التجار وصناع العباءة النجفية، فيرون أنها «ضحية» التبادل التجاري وتغيير قيمة الدينار العراقي وأعمال العنف» في العراق خلال الاعوام الماضية. ويتراوح ثمن العباءة المحاكة يدوياً ما بين 500 و800 ألف دينار (425 إلى 675 دولار أميركي) فيما لا يتجاوز سعر تلك المصنعة آليا نحو 75 ألف دينار (60 دولارا). وتستقبل النجف يوميا نحو خمسة آلاف زائر يشترون الالعاب والحلي والملابس في حين ترك نحو نصف تجار العباءات مهنتهم.
المصدر: النجف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©