لماذا اعتبر السينمائيون الخليجيون، والمعنيون بالحركة السينمائية في منطقة الخليج، أن التوقف (المؤقت) أو التأجيل حتى إشعار آخر لانطلاق الدورة السابعة لمهرجان الخليج السينمائي (كارثة) ثقافية وإبداعية وفنية، تحل على ما أسموه بـ «بيت السينما الخليجية»؟ ولماذا هذا الإصرار النوعي على الحفاظ عليه كمكتسب حضاري، واستراتيجية معرفية في مجال صناعة الأفلام، تميزت بها دولة الإمارات كأهم حاضنة للبيئة الإبداعية في المنطقة؟ هل لأن المهرجان استطاع تأسيس أول وأهم (منصة) خليجية، شهدت عرضاً رسمياً دولياً وعالمياً لقرابة 986 فيلم مشارك خلال 6 دورات ماضية، بمعدل يتجاوز الـ 100 فيلم سنوياً، يتصدرها الإنتاج الخليجي، مشكلاً مرجعية وراصداً عالمياً مهماً، لملامح صناعة الصورة في المنطقة، أم في ما أنجزه القائمون على المهرجان من تنظيم يعتمد روح اللغة المشتركة وعناصر التفاعل بين صُناع الأفلام في الخليج، من خلال تبني منهجية تدرس واقع القدرات بين كل دولة خليجية وأخرى، وطبيعة بيئتها الاستثمارية، وتوفر التسهيلات المقدمة، وصعوبة الإنتاج فيها. إلى جانب إتاحة فرص التمويل والتسويق والتوزيع، من خلال منظومة سوق دبي السينمائي، الذي اهتم بدرجة أساسية في تعزيز مقومات آليات (الصنعة) السينمائية في الخليج، المتباين في مكوناته عن البيئة الإنتاجية العالمية.
السؤال الأهم في المرحلة المقبلة من عمر إنجاز (الخليج السينمائي): هو مدى التأثير غير الإيجابي لتوقف المهرجان، على الحركة السينمائية الخليجية، بمستويات تقيس الحالة الفنية والإنتاجية والمعرفية لجيل من الشباب السينمائيين في ظل غياب الرافد التعليمي الذي تميز به الحدث السنوي، واهتمامه بتطوير أدوات صُناع الأفلام، وما هي المبادرات المبتكرة سواء التمويلية منها أو ما يصب في إعداد خطة دعم استثمارية لإعادة انطلاقه مجدداً وضمان استمراره؟ وجاءت محاولات السينمائيين الخليجيين أخيراً، عبر إطلاق حملة إعلامية تستثمر مواقع التواصل الاجتماعي، لإيصال وبيان أهمية المهرجان وضرورة عودته، كإحدى الخطوات الجادة في إعادة فتح ملف مهرجان الخليج السينمائي، وإلقاء الضوء عليه، مما حتم على «الاتحاد الثقافي» السير نحو المشاركة التوثيقية والبحثية والإعلامية والثقافية والاجتماعية للحراك الفني، باعتبار الأخير يمثل نقطة محورية في الرؤية التنموية لدولة الإمارات، خاصةً أن المهرجان استطاع وفي وقت قياسي إيصال مفهوم الثقافة الخليجية والتقاليد والعلاقات الإنسانية في مجتماعاتها، ممثلاً ذلك جزءاً من مساعي دول الخليج وأهل المنطقة في تعزيز أواصر التواصل والفهم والانفتاح، القائم على المعرفة والعلوم والفنون، وسيلةً للتعبير والتخاطب.
أهميته في رؤيته
![]() |
|
![]() |
ولفت السينمائيون أن «الخليج السينمائي» ساهم في إبراز الحركة السينمائية في السعودية واليمن والعراق بشكل لافت، ولولا الحدث لتأخر فعل التأثير السينمائي لتلك الإنتاجات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، مؤكدين أن (الحميمية) التي صنعها (الخليج السينمائي) بين صُناع الأفلام، على صعيد الإنتاج المشترك بين أبناء المنطقة، والعلاقات الإنسانية، لا تُعوض، ويصعب إيجاد بديل لها في المرحلة الحالية، مرجحين مفهوم (الوجودية) والفضاء لفعل المهرجان ودوره بالنسبة لهم كفنانين وصُناع للمنتج الفني والمعرفي، وأن حضوره يُعد حقاً مطلقاً لممارسة إبداعهم، مقدمين شكرهم وامتنانهم لإدارة المهرجان على ما اجتهدت لتحقيقه منذ انطلاق الحدث السنوي في عام 2008. وفي هذا الصدد، أوضحت هيئة دبي للثقافة والفنون – الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث في إمارة دبي- استمرار دعمها كشريك استراتيجي لمهرجان الخليج السينمائي إذا ما قرر القائمون عليه إقامته ضمن المرحلة القادمة.
![]() |
|
![]() |