الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحريري يتعهد بتشكيل حكومة وحدة لبنانية «بعيداً عن العرقلة»

الحريري يتعهد بتشكيل حكومة وحدة لبنانية «بعيداً عن العرقلة»
28 يونيو 2009 02:15
تعهد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إثر تسميته أمس تشكيل حكومة تمثل «الكتل النيابية الرئيسية» وتكون «قادرة على العمل بعيدا عن الشلل والعرقلة». وإذ توقع ألا يكون الطريق إلى ذلك سهلا، اعتبر أن القضية «مصيرية» و«أكبر من توزيع حصص وحقائب». وقال الحريري في بيان تلاه أمام الصحفيين في القصر الجمهوري إثر تكليفه تشكيل الحكومة انه ملتزم «بحكومة وحدة وطنية تتمثل فيها الكتل النيابية الرئيسية، تكون متجانسة وقادرة على العمل والانتاج، تكون حكومة للانجاز بعيدا عن أي عرقلة أو شلل». وأضاف ان «القضية الراهنة أكبر من تشكيل حكومة وتوزيع حصص وحقائب، القضية الراهنة تتعلق بمصير وطن في لحظة إقليمية تكاد تكون الأخطر والأكثر دقة في تاريخ المنطقة». وقال انه يعي ان «الطريق الى هذا الهدف لن يكون سهلا والعراقيل قد تكون أكثر من الظاهر علما أن الظاهر منها كثير». وأعلن انه سيبدأ مشاورات مع الكتل النيابية لتشكيل حكومة، مشيرا إلى «مخاطر حقيقية وخطيرة يواجهها لبنان»، مقابل «فرصة مفتوحة أمامه أكبر»، وداعيا الى اقتناص هذه الفرصة. وقال الحريري انه اعتبر فوز قوى 14 مارس التي يعتبر أبرز أركانها بالغالبية في مجلس النواب في انتخابات السابع من يونيو «تكليفا واضحا بالحفاظ على ثوابت الدستور والمؤسسات والسيادة والاستقلال ومشروع بناء الدولة اللبنانية وتعزيز السلم الأهلي والاستقرار والاهتمام بالاقتصاد والتنمية والشأن المعيشي». وأضاف «من هنا قرارنا مد اليد إلى شركائنا في الوطن وتعهدنا للذين لم يصوتوا لنا أننا سنسمع أصواتهم وسنضع هواجسهم ومصالحهم في مصاف مصالح وهواجس الأكثرية». وأكد أن همه «إبعاد الفتنة وإعادة اللحمة إلى الوطن لمواجهة التحديات الخطيرة التي تتهدده على الصعيدين الخارجي والاقتصادي». وأعلنت رئاسة الجمهورية أمس تكليف سعد الحريري، رئيس أكبر كتلة نيابية في البرلمان، تشكيل أول حكومة بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، وذلك بناء على نتيجة الاستشارات التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع النواب. وأفاد نواب من الاكثرية بأن 86 نائبا من 128 سموا الحريري لتشكيل الحكومة،وهم أعضاء كل الكتل النيابية المنضوية ضمن قوى 14 مارس بالاضافة الى أعضاء كتلة التنمية والتحرير برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري من قوى 8 مارس (13) ونائبين أرمنيين من الاقلية. وامتنعت كتلتان كبيرتان في الاقلية هما كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) وكتلة «الاصلاح والتغيير» برئاسة عون وكتل أخرى (مجموع 42 نائبا)، عن تسمية الحريري أو أي شخصية أخرى. وأعلنت كل الأطراف موافقتها على تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن الاكثرية ترفض تكرار تجربة الحكومة الحالية التي تملك فيها الأقلية ما يسمى بـ»الثلث الضامن» أو «المعطل»، أي ثلث الأعضاء زائدا واحدا، ما يسمح لها بالتحكم بالقرارات الرئيسية. ويدخل سعد الحريري بتكليفه «نادي رؤساء الحكومات» للمرة الأولى. ولم يعمل سعد الحريري في السياسة بتاتا خلال حياة والده. وظل بعيدا عن الأضواء حتى مقتل رفيق الحريري، المحطة التي ساهمت في دفعه الى الواجهة السياسية. ويأخذ عليه بعض خصومه انه يفتقر إلى الخبرة، إلا انه صرح مؤخرا بأنه بات جاهزا بعد أربع سنوات على دخوله البرلمان لتولي مسؤولية رئاسة مجلس الوزراء. وبعد وقت قصير من تكليف الحريري سمع دوي الألعاب النارية احتفالا بالمناسبة في مختلف أنحاء العاصمة بيروت. وتوجه الحريري من القصر الجمهوري مباشرة الى ضريح والده رفيق الحريري في وسط بيروت، حيث قرأ الفاتحة على روحه، وشرع بعد ذلك بترتيب الاولويات مع مساعديه، بشأن خطة تحرك تمهد لاستشارات نيابية بعد جولة يقوم بها على رؤساء الحكومات السابقين، وسط توقعات بأن تستغرق عملية تشكيل الحكومة حوالي شهر واحد، وان تكون وزارة توافقية لكل لبنان، ليس فيها غالب ومغلوب.وقال قطب بارز في فريق المعارضة رداً على سؤال لـ»الاتحاد» حول تقويمه لحصيلة الاستشارات النيابية: ان على الرئيس المكلف الحريري ان يدرك ان زمن المقايضات انتهى، وان مشاركة المعارضة في الحكم ليست بأي ثمن، فأما ان تكون فاعلة أولاً تكون. وحول ما إذا كان للمعارضة شروطها للمشاركة في الحكومة الجديدة قال : نحن كفريق معارضة نخشى من دخول البلاد في أزمة حكومية جديدة بسبب وقوع الحريري تحت وهم إمكانية مقايضة شروط 8 مارس للمشاركة الكاملة والندية بضمانات سياسية يتضمنها البيان الوزاري للحكومة العتيدة حول المقاومة ودورها وسلاحها. ولفت الى ان المعارضة ردت على ما وصفها بـ»الصفعة» لفريق الاكثرية على «خداعة» في انتخابات رئاسة البرلمان، وتعمدنا (اي 8 مارس) حصول الحريري على نسبة مؤيدين أقل من مؤيدي بري، وقال: نتمنى ان يقرأ رئيس الحكومة المكلف جيداً معنى التصويت الناقص الذي حصل في انتخابات رئاسة البرلمان والنتائج التي نالها وسمته لهذا الموقع الرسمي الثالث في ترتيب السلطات. وقال النائب نهاد المشنوق (كتلة المستقبل) من جانبه ان لا ثلث معطلاً في الحكومة المقبلة ولا أكثرية لاغية والضمان والتوازن سيكون بيد رئيس الجمهورية.ونفى المشنوق ان يكون الحريري في وارد الاعتذار عن تأليف الحكومة، وقال: ان هناك ضمانات لتوليه رئاسة الحكومة، متوقعاً ان تستغرق مدة تأليف الحكومة حوالي الشهر أو أكثر بقليل، ولفت الى ان دمشق رحبت بتكليف الحريري برئاسة الحكومة، وأشار الى ان هذا الترحيب يسهل مهمته ويترك مجالاً للحوار الداخلي الهادئ. ووفقا لمصادر قريبة من الحريري اقترح رئيس الوزراء اللبناني الجديد أفكاره للحكومة الجديدة خلال اجتماعه مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في وقت سابق هذا الأسبوع. وأوضحت المصادر أن الحريري اقترح حكومة من 30 وزيرا يكون للأغلبية البرلمانية فيها 16 وزيرا فيما يمثل المعارضة 10 وزراء ويقوم الرئيس بترشيح أربعة وزراء. لكن مصادر في المعارضة بزعامة «حزب الله» قالت إن المعارضة لاتزال تصر على الحصول على حق النقض «الفيتو» في الحكومة الجديدة.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©