الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شجون السجون في الرواية العالمية

شجون السجون في الرواية العالمية
15 مايو 2008 02:26
بعدما أصبح التعذيب فنا يتقنه السجان، وفضلا عن الضرب كان هناك السجن الانفرادي والتعليق في السقف والمياه الباردة في الشتاء والمنع القسري عن النوم، عدا الشتائم بلغة مُهينة مصحوبة بالأخبار التي ترد من خارج السجن وتزيد الألم وتميت الأمل! تعب الانتظار الأم ماتت كمداً، والحبيبة التي علق حبها بدمه فتر حبها له، أتعبها الانتظار وما عادت تكتب له، بعدما كانت تتحايل مع شقيقته نفيسة على إيصال الرسائل له مهرّبة وباتت تبحث عن مستقبلها بعيداً عنه بمجرد أن أيقنت ألاّ فائدة تُرجى من الانتظار· وها هم السجانون يدركون بخبرتهم الطويلة في التعذيب الجسدي والنفسي أن الضحية باتت قريبة من الاستسلام، فراحوا يستثمرون نقاط الضعف وهم يساومونه بين التعذيب والترغيب، وحتى عندما قال لهم: ''أموت ولا أوقـّع'' كانوا يدركون حقيقة أنه أوقع نفسه في المحظور· وأي محظور! ولذلك أيضا، يزيدون له جرعات التعذيب حتى يصلوا إلى آخرنقطة في المقاومة عنده، وتارة يغروه بما ينتظره في الخارج فيتلطفون معه، وأحياناً يعطوه سيجارة· في النهاية وقـّع رجب على أن لا يعمل في السياسة، قال له الأغا: ''كان يجب أن تفعل هذا قبل أربع سنين أو حتى خمس سنين، تأخرت كثيراً، دفعت ذلك من صحتك، نحن آسفون، عنادك هو السبب·'' حياة للذكرى قبل أن يسافر رجب إلى فرنسا زار قبر أمه، كان يسأل عن أيامها الأخيرة وكيف قضتها، وعندما رجع من زيارتها كان منهاراً، وهناك في فرنسا كان يحمل معه الذكريات، ذكريات حبه الذي ضاع بسبب سجنه، ويحمل معه أمراض العالم التي سكنت جسده، مكث أشهراً كان فيها يستكثر تلك الرفاهية على نفسه، ما كان بحاجة إلى مقارنة حياة الناس هناك بحياة الناس في سراديب شرق المتوسط! هنا يتوحش المكان والزمان والإنسان، وفي رسائله القليلة إلى شقيقته نفيسة كان يعّبر عن أفكاره التائهة، كحياته التي يجتر فيها الذكريات، وأي ذكريات! ها هو رجب هناك وحيداً يحاصره المرض ونصائح الأطباء، ينذروه بالخطر إن هو أهمل الدواء والغذاء، الدكتور فالي الذي كان يُشرف على علاجه أدرك كم عانى رجب قبل أن ينفجر باكياً أمامه، قال الدكتور فالي بعد مشاهدته لآثار التعذيب: ''هذا واحدٌ من شعب سجين!'' وعندما اختبر رجب جسده في أن يقيم علاقة حب، لم يفاجئه الفشل، وتمنى رجب أن يكتب رواية، يعينه على كتابتها أولئك الذين يدورون في دائرته الصغيرة، يقول فيها كل شيء·· كل شي·· موت في اليوم الرابع عندما طالت غيبته باتوا يسألون عنه، يستدعون حامد زوج نفيسة، يتركوه من الصباح وحتى المساء ينتظر، يُسمعونه كلاماً قاسياً، يعتبرونه المسؤول عن غياب رجب الطويل، ألم يتعهد بعودته؟! كانوا يزرعون بذور الثورة بقسوتهم، وبعدما عاد رجب لم يبقَ طويلا حتى أتوا، كان على يقين أنهم آتون، لذلك لم يستغرب مجيئهم، واجههم وابتسامة شجاعة على وجهه قال لهم بتحدٍ : لقد تأخرتم، تأخرتم كثيرا! أخذوه بفظاظة إلى السجن مرة ثانية ثم أعادوه إلى بيته، وبعد أربعة أيام مات رجب، في ريعان الشباب مات رجب إسماعيل! في الأسبوع الثاني على موته أخذوا حامد لأن صحيفة أجنبية كتبت عن موت رجب، إعتبروه مسؤولا عن ذلك، إبنه عادل جمع الزجاجات الفارغة وملأها بالزيت والبنزين وعندما دُهشت أمه من تصرفه فزعة قال لها: أريد أن أحطم السجن وأُخرج أبي! واليوم مضت سنة وأربعة أشهر على سجن حامد، أراد أن يدفع هو الآخر بالأمور إلى نهاياتها لعل شيئاً بعد ذلك يقع!! تلك القسمة الباهرة عنوان ما رواية ''تلك العتمة الباهرة'' للطاهر بن جلون فقد امتازت بأنها تستند إلى الواقع، ذلك أن أحداثها مستقاة من معاناة حقيقية لسجناء من العسكر اتهموا بمحاولة انقلابية ضد الملك، وحَكم عليهم خصومهم وهم في أشد حالات الغضب بالسجن عشر سنوات، غير أنهم مكثوا في السجن عشرين سنة، دخلوا السجن وكان عددهم 58 متهماً، ولم يخرج منهم أحياء سوى ،28 كان سجنهم في سجن تازمامارت السري والسيء الصيت فضحية إنسانية يندى لها الجبين، بل إن خروجهم لم يتم إلا بعد أن فضح أمر السجن وثارت حوله إحتجاجات عاصفة، ولعلّ الصرخة في هذه الرواية تبدأ من العنوان نفسه ''تلك العتمة الباهرة'' وهي ضربة موفقة للكاتب، وبن جلون بعد ذلك عالم نفساني وأديب مطبوع، شديد الوضوح، أبكته هذه الرواية التي أصابته بالأرق والكوابيس ومن هنا قال عنها:'' إنها الرواية التي كتبتها أكثر بأعماقي والتي كبدتني أكثر جسدياً·'' بدأت الأحداث بعد أن قاد الجنرال أوفقير سنة 1971 إنقلاباً فاشلا ضد الملك، ووجد مجموعة من الجنود أنفسهم ضحايا أوامر بحراسة القصر الملكي بالرباط، حيث وجهت لهم فيما بعد تُهم الإشتراك بإنقلاب عسكري دون أن يدركوا الحقيقة إلا بعد فوات الأوان، لتبدأ رحلة العذاب المميت لآدميتهم، ولكي نلقي الضوء على ما عانوه نستقي بعض ما جاء في الرواية على لسان أحد أبطالها· وزعت على كلٍ منا بطانيتان رماديتان طُبع على كلٍ منها الرقم ،1936 أكان ذلك تاريخ نسجها أم أنه إشارة خاصة بالمحكومين بالموت البطيء، كانت بطانيات مسمومة، وفي الواقع كان القبر زنزانة يبلغ طولها ثلاثة أمتار وعرضها مترا ونصف المتر، أما سقفها فوطيء جدا يتراوح بين مئة وخمسين ومئة وستين سنتمتراً، كم راودني إحساس بأن الأرض سوف تنشق وتبتلعني، فمنذ ليلة العاشر من تموز 1971 توقفت سنوات عمري، لم أتقدم في السن ولم أجدد صباي، من يومها فقدت سنّي فلم يعد بادياً على محياي، الواقع أني ما عدت هناك لكي أمنح عمري وجها، إذا وقفت ناحية العدم هناك حيث لا وجود للزمن، متروكا للريح· هكذا بدت ملامح الذكريات لأحد السجناء في سجن تازمامارت، بعد أن أعتقل هو ورفاقه على يد وحدات الحرس الملكي من ضباط بدّلوا مواقفهم بما تمليه عليهم وجهة الرياح المؤاتية، كنا أجساداً تشعر بالبرد في قيظ ذلك الصيف· كانت أيدينا مكبلة وراء ظهورنا، مكدسين في الشاحنات إلى جانب الموتى والجرحى، أين كنّا ؟! ·· في مشرحة المستشفى العسكري في الرباط، في الوقت الذي كان يصرخ فيه البعض محتجاً: أي انقلاب هذا!·· شعار ممزوج بدمنا:'' الله، الوطن، الملك·'' بينما بقى الآخرون صامتين لأنهم يدركون أن هذه الصرخات ذاهبة مع الريح! هناك، ما عادت لنا أسماء، ما عاد لنا ماضٍ أو مستقبل، جُردنا من كل شيء، لم يبقَ لنا سوى الجلد والرأس·· ليس جميعنا، فالرقم 12 كان أول من فقد عقله، وسرعان ما أصبح غير مبال·· أحرق المراحل! كما مات حميد بعد أن ضرب الحائط برأسه مراراً وأطلق صرخة متمادية، من المؤكد أنهم ألقوا بنا هناك لكي نموت، كانت مهمة الحرّاس تقضي بأن يبقوا علينا في حال الإحتضار أطول مدة ممكنة، وبعد أن أمضينا سنة في تلك الحفرة كان السؤال الذي يُحيّر كلّ واحد منا:'' دور مَنْ منا الآن؟!'' فالحياة أصبحت وراءنا، وأتذكر حين وضعوني في جراب مصنوع من مادة متينة، أوتيت من سرعة الخاطر ما جعلني أتلو الفاتحة، والتذكر هو الموت، فَمنْ يستدعٍ ذكرياته يمت توا· بعدها، كأنه يبتلع قرص السم· ولكن لا شيء يحول دون فوران الذاكرة، وحيث تلوح الذكريات وتراودني أبذل ما أوتيت من قدرات لكي أُخمدها، ولكني تذكرت سجن القنيطرة، ذلك السجن الذي يُعتقل فيه السياسيون، فهو بالرغم مما قيل عنه يشبه أن يكون بشرياً· حين نقلونا من سجن القنيطرة ليلا معصوبي الأعين، توقعنا أن يتلقى كلٌ منا رصاصة في مؤخرة رأسه، صورة جلية للاعدام بلا محاكمة، ويبدو أنها منحة لا نستحقها، إذ ينبغي أن نعاني على مَر الثواني، أوجاع الجسد الفاني، حتى لا يصير الموت كأنه الخلاص!·· كأنه الخلاص!!·· الخلاص بالموت ولكن بعضنا أراحه الموت من لسعة عقرب أو مجموعة عقارب احتفلت على جسده مجتمعة· كنا ندرك أن العالم قد نسينا، فكرنا بالإنتحار طبعا! وبالاضراب عن الطعام الذي تسبب بازاحة بعضنا عن الوجود، ماجد تمكن من الانتحار، رغم ضيق المكان، ولكن بالمقابل لم يكن هناك شيء يجدي نفعا، ولا معنى البتة من قولنا: ''إني مريض''· عربة المجانين أما رواية ''عربة المجانين'' لكارلوس ليسكانو فهي حكاية سجنه الذي إمتد إلى ثلاث عشرة سنة بدأت وله من العمر 23 سنة· فليسكانو من مواليد سنة 1949 في مونتفيديو عاصمة الأورجواي، سُجن لأسباب سياسية بعد إتهامه بالإنضمام إلى حركة التوباماروس اليسارية· وخلال فترة سجنه تُوفيت أمه وإنتحر أبوه، مما ترك أكبر الأثر في نفسه، وطبعاً لم يُسمح له بالكتابة وهو في السجن، لذلك تحايل ودون بعض أفكاره ، خبأها وهرّبها في قيثارة رفيق له في سجنه، وحين أُطلق سراحه وجد القيثارة تنتظره في بيت شقيقته الوحيدة وهي تحوي سبعة مخطوطات له أهمها روايته ''عربة المجانين''· ليتمكن بعدها من نشر صدى تجربته في السجن بطريقة روائية مشوقة ورائعة، قبل أن يهاجر إلى السويد ويمكث هناك عشر سنوات أخرى· جروني من فراشي، حافي القدمين، عارياً، إلا من سروالي، غطوا رأسي بجراب سميك، وكبلوا يديّ وراء ظهري، ثم أوقفوني على الرصيف قبل أن يرموا بي في مؤخرة شاحنة صغيرة وينطلقوا بي! ها قد مرت أيام عديدة وأنا في ثكنة للجيش، مقنعاً حتى الكتفين، وسروالي وألبستي الداخلية وحذائي مبللة تماما· أنا في الثالثة والعشرين من عمري، لا أعلم في أي يوم نحن، ولا كم الساعة، أعرف أننا في ساعة متأخرة من الليل، أُعدت للتو من قاعة التعذيب، حيث تُسمع صرخات العديد من المعَذّبين الذين يتوالون على قاعة التعذيب طوال الليل، وهناك تبدأ فصول الجحيم! وجوه تغيب وأنا في السجن جاء أبي، كانت عيناه محمرتين، أخبرني أن أمي ماتت، وأضاف أنه في الواقع هو من كان عليه أن يموت، وأنه لم يعد يريد العيش بدونها، ستُدفن ولن أكون حاضراً، أردت أن أغرقَ في الليل لأتمكن من التفكير بأمي، لن أراها أبدا، لن يعود بإمكاني أن أتشاجر معها أو أُضاحكها، ساءت حال أبي كثيرا وأفرط في الشراب، لم يعد يأتي لرؤيتي، أُخبرت فيما بعد أنه إنتحر، كنت أعلم بأنه سيفعل ذلك، ما كنت أتساءل عنه هو متى وأين؟! كثيرا ما ردد:'' لم أعد أريد العيش من دون أمك·'' وفي عتمة الليل أدرت وجهي إلى الحائط وتتالى شريط الذكريات، طوال الليل! أكره أبي لأنه إنتحر، لأنه لم يفكر بي وفي حاجتي إليه· إنتحاره كان شهادة حب لأمي بعد أن انهار عالمه من دون المرأة التي عاش معها 28 سنة، فضلا عن أن إبنه سجين وإبنته في بوينس أيرس· في سنة 1985 بعد أن خرجت من السجن ذهبتُ وشاهدتُ المكان الذي انتحر فيه أبي، أدركت حجم العزلة الهائلة التي أحاطت به في ذلك اليوم، والآن من دون أبويّ أبدأ الحياة في عالم آخر· أبدو وحيدا في هذا الكوكب·· لقد وهبا الحياة لإبن نذرَ نفسه للكتب· خيارات زائفة عن تجربة السجن يتحدث ليسكانو بصورة مؤثرة جدا: إذا وصلت الوجبة في موعدها نأكلها في موعدها، إذا وصلت متأخرة نأكلها متأخرة، إذا لم تصل في موعدها ولا متأخرة لا نأكل· هذا هو ما تبقى لنا من حرية، بقية لا تساوي شيئا، بالنسبة للسجين العيش هو مقاومة ليوم إضافي، تتملكنا غريزة الحيوان في الأدغال! ما التعذيب؟!·· أهو الجَلدْ أم الدولاب أم الخازوق؟·· في الأسابيع الأخيرة قبل وصولي إلى هنا كان القمع يجري في الهواء الطلق في مونتفيديو، ويمكن تلمسه، كان الجيش والقوات البحرية والقوات الجوية في دوريات ليل نهار، مسَلحين، متوعدين، يثيرون الرعب والترويع، وكان العُنف مُفرَطا، يمكن قراءة ذلك في الصحافة وسماعه في الإذاعة· أثناء الليل تُسمع صرخات الرجال والنساء، ويُسمع نباح الكلاب التي يُحرّضها العسكر على المُعَذّبين لترويعهم، ويخوض السجين معركتين غير متكافئتين، واحدة منها ضد الجّلادين وهم كُثر، وهو لا يعتمد على جسده للدفاع عن نفسه، فهو بلا يدين ولا يرى، وبالكاد يتنفس ويعمل الوقت والتعب والألم والضعف الجسدي ضده· في هذا الجانب ليس للسجين شيء يربحه، ويخسر كل شيء· ومع القوة الجسدية والذهنية والحظ والحنق والكراهية قد يتعادل الطرفان!·· ولكن ماذا في المرة القادمة؟!·· يصبح الجلاد سيء المزاج، ويتعب· يتصبب عرقا، ويتوسخ وتخور عزيمته فيبدأ بالشرب ويفقد السيطرة ويضرب من أجل الضرب، بلا مهنية، يقضي لياليه إما في التعذيب أو في الشارع لتوقيف الناس وينشغل عن بيته وعائلته· أما معركة السجين الثانية فمع نفسه، يتكلم أو لا يتكلم!·· وفي الحالتين فهو خاسر، لا مكان للتعادل هنا، شقاء إنساني على الدوام·· شقاء المعذّب وشقاء الجلاّدين· فالروائح الكريهة والبول على الثياب واللعاب، وفضلات الطعام على اللحية، والشعر الكث الذي لم يُغسل منذ أسابيع، والجلد الذي يبدأ بالتهدل لغياب الشمس وانعدام النظافة، أشياء تثير التقزز والنفور· لا أحد يطيق وجود شخص في حالٍ كهذه إلى جانبه، ولكن لا بد أن يطيق المرء ذاته، لأن كرامته تتوقف على مقاومته، ولأن ما يريده جلاّده هو أن يتقزز السجين من نفسه، وأن يكون مجردا من المقاومة إلى درجة الاعتقاد بأنه لا يساوي شيئا· وأعتقد أن كل جلاّد يطور مهارته، وله في ذلك تقنياته، يتعلم استعمال الأدوات، والماء والكهرباء والدبوس، ويتعلم كما نعلم استخدام أية أداة على مادته التي هي جسد المعَذّبين· أوقات للرفض لقد كنت واحداً من أولئك الآلاف من الشباب الأميركيين اللاتينيين الذين اعتقدوا بأنه لا يمكن إستئصال الجوع والبؤس والاستغلال إلا بعنف مضاد!،· وسأظل مؤمناً بأن ثمة أوقاتا يحق للمرء فيها أن يقاوم ويتمرد بعنف ضد العنف والبؤس وانعدام الحرية، ولن أكف أبدا عن الإيمان بالكائن البشري، بالجانب المشرق منه، القادر على أعمال من التضامن والتضحية تفوق الوصف، وهذا يجعله يتحمل الألم، ألم حتى الموت، وفكرة الموت كحل لوضعنا الذي لا يُطاق دائمة الحضور في ذهن كل واحدٍ منا، فالألم الجسدي هو بوابة الولوج إلى معرفة الذات· وهذا هو الدرس الذي تعلمته وتعلمناه في تلك الزنزانات وأنا في انتظاري لعربة المجانين، العربة التي ستقلني ذات يوم في الرحلة العبثية نحو الحرية·· وسأكتب·· كان السجن·· وكان التعذيب·· وكان القتلى بالآلاف··
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©