الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيل تعترف رسمياً بتدمير منشأة «الكبر» بسوريا في 2007

إسرائيل تعترف رسمياً بتدمير منشأة «الكبر» بسوريا في 2007
22 مارس 2018 21:23
القدس (أ ف ب) اعترف الجيش الإسرائيلي أمس، بمسؤوليته عن غارة جوية استهدفت في عام 2007 منشأة في شرق سوريا. يشتبه بأنها كانت تؤوي مفاعلًا نووياً تطوره دمشق سراً، في إعلان وصفه وزير المخابرات الإسرائيلي بأنه بمثابة تحذير لإيران. وليل 5-6 سبتمبر 2007، أسفرت غارة جوية في منطقة الكُبر بمحافظة دير الزور السورية عن تدمير منشأة صحراوية، قالت الولايات المتحدة لاحقاً إنها كانت تضم مفاعلًا نووياً يبنيه النظام السوري سراً بمساعدة من كوريا الشمالية، في اتهام نفته دمشق مؤكدة أن المنشأة المستهدفة ليست سوى قاعدة عسكرية مهجورة. وتعتبر هذه المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل صراحة مسؤوليتها عن تدمير المنشأة السورية. وأثار إعلان الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الغارة، علامات استفهام حول ما إذا كانت إسرائيل تريد بهذه الخطوة توجيه تحذير إلى إيران ومنشآتها النووية. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إن الغارة بمثابة رسالة إلى «أعداء» إسرائيل. وأضاف «أن دوافع أعدائنا ازدادت في السنوات الأخيرة، لكن قوة جيشنا وسلاحنا الجوي وقدراتنا الاستخباراتية ازدادت منذ 2007»، مضيفاً «على الجميع في الشرق الأوسط أخذ هذه المعادلة في الاعتبار». وأشار وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس بدوره، إلى إيران بالاسم قائلاً «قرار الحكومة الإسرائيلية قبل 11 عاماً بتدمير المفاعل النووي بسوريا، والعملية الناجحة التي تلته توجهان رسالة واضحة: إسرائيل لن تسمح أبداً بحيازة دول تهدد وجودها مثل إيران، للسلاح النووي». وفي 1981، دمر سلاح الجو الإسرائيلي مفاعل تموز النووي في العراق رغم معارضة واشنطن حينها. وقال الجيش الإسرائيلي أمس «ليل 5-6 سبتمبر 2007، بدأت العملية في الساعة 22,30 حين أغارت أربع طائرات إف-16، و4 إف-15 على الموقع، قبل أن تعود بعد أربع ساعات في تمام الساعة 02,30 من فجر اليوم التالي، إلى قواعدها سالمة». وقالت الوثائق «إن الطائرات انطلقت من قاعدتي حاتسريم ورامون في النقب في الجنوب وحلقت بداية على ارتفاع منخفض غرباً ثم شمالًا قرب قبرص، ثم اتجهت للمنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا، فحلقت على ارتفاع عال ولدى اقترابها من المفاعل أسقطت عليه قنابل بوزن 17 طناً». وأضاف الجيش أن «المفاعل كان قريباً من الاكتمال، ونجحت العملية في إزالة تهديد وجودي ناشئ لإسرائيل والمنطقة بأكملها من القدرات النووية السورية». وقالت الإذاعة الإسرائيلية «إن القرار اتخذ في بيت رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت بمشاركة مسؤولين اثنين». وأوضح بيان الجيش أن الاستخبارات العسكرية والموساد كانت حصلت على معلومات حساسة عام 2004 بأن هناك خبراء أجانب يساعدون سوريا في نشاطات نووية. ووفرت المادة التي رفعت عنها السرية أمس، تفاصيل جديدة عن الغارة التي أطلقت عليها اسم «عملية البستان» ونفذت بفائق السرية. ومع أنها المرة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل بأن طائراتها الحربية نفذت الهجوم، لكن الولايات المتحدة أكدت منذ 2008 بأن الغارة شنتها إسرائيل وأن الموقع المستهدف كان مفاعلاً نووياً سرياً قيد البناء. ونفت دمشق حينها هذه الاتهامات، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت في 2011 أنه «من المحتمل جداً» أن يكون موقع الكبر أخفى خلف جدرانه مفاعلًا نووياً يجري بناؤه بمساعدة من كوريا الشمالية. ويستذكر قائد أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت الذي كان حينها قائداً لمنطقة الشمال العسكرية، الاجتماع الذي عقد مع ضباطه لإطلاعهم على العملية قبل تنفيذها بقليل. ويقول إيزنكوت «لم أعطهم التفاصيل الدقيقة للهدف أو طبيعته، لكني قلت إنه سيكون هناك هجوم كبير خلال الساعات الـ24 أو 48 المقبلة، وهناك احتمال ضئيل بأن يؤدي إلى حرب». وأشار رئيس الأركان إلى أن الرسالة من الضربة التي نفذت عام 2007، ومن الغارة الإسرائيلية عام 1981 ضد مفاعل نووي في العراق، هي «أن إسرائيل لن تقبل بناء قدرات يمكن أن تشكل تهديداً لوجودها». واختتم «هذه هي الرسالة من عام 81، ومن عام 2007، وهي رسالة المستقبل لأعدائنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©