الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المناخ يحدث تغيراً طارئاً في الجنس البشري

10 مارس 2014 01:07
باريس (أ ف ب) - يعتقد علماء أحياء أن الجنس البشري الآن في مرحلة تطور لم يسبق لها مثيل في المائتي ألف عام المنصرمة، جراء التغير المناخي، وإنْ كان لا يصح اعتبارها مرحلة تحول جيني. ويقول العالم الفرنسي جان فرانسوا بوفيه «إنها المرة الأولى في التاريخ، التي يكون فيها تغير المناخ والبيئة عاملاً أساسياً في تطور الجنس البشري يتقدم على عملية الاصطفاء الطبيعي»، وأضاف: «إنه ليس تطوراً بالمعنى الذي تحدث عنه داروين، بل هو نوع من التطور العكسي». ويتطرق بوفيه في كتابه «كيف سيكون شكلنا في المستقبل»، إلى التغيرات الطارئة على الجنس البشري في مجالات عدة منذ عقود التي تكون في بعض الأحيان تغيرات جذرية. فمتوسط الطول مثلاً بين الفرنسيين، ازداد بمعدل خمسة سنتيمترات خلال ثلاثة عقود، كما أن نسبة البدانة تضاعفت خلال خمس عشرة سنة، لتصيب 15% من السكان. وهذا النوع من التغير لا يستثني أي منطقة في العالم، وكذلك البلوغ المبكر الذي ينتشر في العالم، لا سيما لدى الإناث. وقد أظهرت دراسة أُجريت أخيراً في الولايات المتحدة أن عشر الفتيات البيض وربع الفتيات السود يصلن إلى عمر البلوغ الجنسي في سن السابعة، لكن هذا البلوغ المبكر يتزامن من تدهور في الخصوبة يصيب الذكور والإناث على حد سواء، على مستوى العالم كله. فما هي الأسباب وراء ذلك؟. يقول العالم الفرنسي «لا شك في أن هناك عوامل وراثية مسؤولة عن ذلك، لكنها ليست الوحيدة»، مشيراً إلى أسباب أخرى، منها استخدام المبيدات الزراعية، وتناول المضادات الحيوية التي تزداد الشكوك حول مسؤوليتها عن السمنة، ويضيف «هناك طفرة كيميائية أطلقها الإنسان باتت اليوم مسؤولة عن التغيرات التي تطرأ على جنسه. فهذه المواد، التي غالباً ما تسبب الاضطراب في نظام الهرمونات في جسم الإنسان، لها آثار تمتد على مدد طويلة قد تصل إلى مئات السنوات، ولا يمكن حالياً توقع كل نتائجها». ويعكف الطب حالياً على إيجاد حلول لبعض الظواهر، مثل العقم، فقد تم إنتاج خلايا منوية من خلايا جذعية، وجربت هذه التقنية على الفئران، وبذلك يتوقع أن تنتهي هذه المشكلة في العقود المقبلة. ويقول بوفيه «حتى وإنْ كان الإنسان عقيماً، سيكون بمقدوره أن ينجب، بمن في ذلك النساء». وبفضل التقدم الطبي، ارتفع متوسط عمر الإنسان، لكن الحياة بصحة جيدة لم تعد في متناول الكثير من الناس، كما أن «الطب الوقائي»، الذي يرتكز على العناصر الوراثية لتحديد الأمراض، لا يبدو أنه قادر على تغيير هذا الواقع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©