الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موسكو تعرض الحوار وواشنطن تحذر من ضم القرم

موسكو تعرض الحوار وواشنطن تحذر من ضم القرم
10 مارس 2014 01:04
عواصم (وكالات) - طغى التدخل الروسي بـشبه جزيرة القرم على مجريات الأحداث في الأزمة الأوكرانية، حيث حذرت الولايات المتحدة روسيا من أن ضم القرم يعني انتهاء الجهود الدبلوماسية، بينما أبدت موسكو استعدادها للتفاوض مع السلطات الأوكرانية الجديدة. وجاء التحذير الأميركي أثناء اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرجي لافروف. وأوضح مسؤول في الخارجية الأميركية أن كيري دعا لافروف إلى ممارسة أعلى درجات ضبط النفس، وأبلغه أن «استمرار التصعيد العسكري والاستفزاز في القرم أو في سواها من المناطق الأوكرانية وكذلك الإجراءات الروسية الرامية إلى ضم القرم، من شأنها أن تغلق الباب أمام الدبلوماسية». وأضاف المسؤول الأميركي في بريد إلكتروني مقتضب تلقته وكالة فرانس برس أن كيري طالب لافروف بأن تمارس روسيا «أعلى درجات ضبط النفس»، مؤكدا له «جاهزية الولايات المتحدة للعمل مع شركائها وحلفائها في سبيل تسهيل إجراء حوار مباشر بين أوكرانيا وروسيا». وبحسب المصدر نفسه فقد اتفق الوزيران على التحاور مجددا في الأيام المقبلة. وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت في وقت سابق أن لافروف وجون كيري ناقشا عبر الهاتف الوضع في أوكرانيا. وجاء في بيان مقتضب للخارجية الروسية أن الاتصال تم بمبادرة من كيري واتفق المسؤولان «على متابعة اتصالاتهما المكثفة لإفساح المجال أمام التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية». بدوره، عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة أوروبيون تباحث معهم هاتفيا بشأن الوضع في أوكرانيا مجددا عن «قلقهم الشديد إزاء الانتهاك الواضح للقانون الدولي من قبل روسيا». من جهتها، قالت الرئاسة الفرنسية -في بيان صادر عقب اتصال هاتفي بين الرئيس فرانسوا هولاند وأوباما- إن فرنسا والولايات المتحدة تنويان اتخاذ إجراءات جديدة ضد روسيا في حال عدم تحقيق تقدم باتجاه إيجاد تسوية في أوكرانيا. وأضاف البيان أن «إجراءات جديدة ستتخذ وستؤثر بشكل كبير في العلاقات بين المجتمع الدولي وروسيا» إذا لم تقم موسكو بسحب قواتها التي أرسلتها إلى القرم منذ نهاية فبراير الماضي» وإذا لم يتم القيام بكل ما هو ممكن لنشر مراقبين دوليين» في أوكرانيا. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثات هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن السلطات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم بأوكرانيا «شرعية». وقال الكرملين في بيان إنه خلال هذه المحادثات شدد بوتين «خصوصا على أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الشرعية في القرم تستند إلى معايير القانون الدولي»، لافتاً إلى أن بوتين بحث أيضاً الاستفتاء المقرر إجراؤه في القرم في السادس عشر من الجاري. وأعلنت رئاسة الحكومة البريطانية من جهتها أن بوتين أبلغ كاميرون خلال الاتصال الهاتفي برغبته في التوصل إلى «حل دبلوماسي» للأزمة في أوكرانيا. وقالت إن كاميرون اتصل ببوتين لحضه على «خفض حدة التصعيد» في أوكرانيا وأن بوتين وافق على أن «استقرار أوكرانيا» من مصلحة الجميع. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن روسيا «أخطأت في الحسابات بشكل كبير» بسبب تدخلها في أوكرانيا ويمكن أن تواجه عواقب اقتصادية كبيرة إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي. وكان أوباما وميركل قد شددا في وقت سابق على أهمية اتخاذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة موقفا موحدا في مواجهة ما وصفاه بالتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا. وبموازاة ذلك، أكد لافروف أن بلاده مستعدة للحوار مع الحكومة الأوكرانية الحالية والدول الغربية للوصول إلى حل للأزمة في أوكرانيا بالوسائل السياسية، وإجراء «حوار متكافئ» مع شركائها الدوليين بشأن الموقف في هذا البلد. ونفى الوزير الروسي في مؤتمر صحفي مع نظيره الطاجيكي سراج الدين أصلوف في موسكو أن تكون روسيا سبباً في الأزمة الأوكرانية، وحث الدول الغربية على عدم تصوير موسكو على أنها أحد أطراف الصراع في أوكرانيا. واعتبر لافروف أن الأزمة في أوكرانيا نشأت «بشكل مصطنع ولأغراض جيوسياسية»، مشددا على ضرورة أن يكون الحوار نزيهاً ومن دون محاولة لإظهار روسيا على أنها طرف في النزاع، وفق تعبيره. كما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن الحلف يقف «إلى جانب أوكرانيا» ويطلب من روسيا الوفاء «بالتزاماتها الدولية»، وذلك في مقابلة تصدر الاثنين في ألمانيا. من جانب آخر، قال نائب بارز في البرلمان الروسي إن بلاده مستعدة لمنح مساعدات بقيمة مليار دولار لشبه جزيرة القرم التي تستعد لإجراء استفتاء للانفصال عن أوكرانيا أو عدمه. وصرح النائب بافل دوروخين نائب رئيس لجنة الصناعة في مجلس النواب الروسي (الدوما) للصحفيين في مدينة سيمفروبول عاصمة القرم بأن «الحكومة الروسية خصصت مبلغاً كبيراً من المال يصل إلى نحو 40 مليار روبل لدعم تطوير البنية الصناعية والاقتصادية في القرم». وأعلن نائب رئيس وزراء جمهورية القرم الذاتية الحكم، رستام تيميرجالييف، أن سلطات كييف قامت بفصل الأنظمة الإلكترونية لقسم القرم في خزينة الدولة، وتجمدت حسابات الجمهورية. ولكنه أضاف أن تصرفات سلطات كييف لن تؤثر سلباً في دفع الأجور ومعاشات التقاعد في القرم، مشيراً إلى أن حكومة الأخيرة تقوم بالوقت الحالي بفتح حسابات بسرعة في المصارف الروسية، وأن الوضع في هذا المجال لم يخرج عن السيطرة. ودعا رئيس المجلس الأعلى (البرلمان) لجمهورية القرم الذاتية الحكم، فلاديمير قسطنطينوف، سكان شبه الجزيرة إلى المشاركة في الاستفتاء المزمع إجراؤه في 16 من الشهر الجاري. وقال قسطنطينوف أمام حشد من المتظاهرين تعدى العشرة آلاف شخص من سكان شبه الجزيرة الداعين أمس إلى المشاركة في الاستفتاء المقرر إجراؤه في 16 مارس لديّ أخبار سارة من موسكو. وأضاف أن أشقاءنا في روسيا سيقبلون بنا، موضحاً أنه من أجل حدوث ذلك، علينا المشاركة في الاستفتاء. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن القائم بأعمال وزير الدفاع الأوكراني إيهور تينيوخ قوله إن قوات أوكرانية تجري مناورات في قاعدة لكن لا توجد خطط لإرسال قوات إلى منطقة القرم. يأتي ذلك في وقت منع فيه نحو أربعين رجلا يرتدون زياً عسكرياً موكب بعثة المراقبين العسكريين الأوروبيين من دخول شبه جزيرة القرم، بعدما أطلقوا النار في الهواء دون أن يصاب أحد، مما أجبر المراقبين على العودة أدراجهم. كما تعرضت طائرة استطلاع أوكرانية لإطلاق نار أثناء تحليقها قرب القرم، وقال متحدث باسم حرس الحدود الأوكراني إن الطائرة كانت تقوم بمهمة مراقبة، وأضاف أن أيا من أفراد الطاقم لم يتعرض لأذى. ويزور رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك الولايات المتحدة الأربعاء المقبل فيما يواصل الغربيون مساعيهم الحثيثة لإيجاد مخرج للأزمة. إلى ذلك، اندلعت مواجهات أمس في سيباستوبول بالقرم بين أنصار موسكو ومؤيدي كييف إثر تجمع لمؤيدي البقاء في أوكرانيا في الذكرى المئوية الثانية لولادة الشاعر الأوكراني تاراس شفتشنكو. وهاجم نحو مئة شخص يحملون الهراوات قوات الأمن التي كانت تحمي تجمعاً في ذكرى ولادة شفتشنكو شارك فيه نحو مئتي شخص في تحرك نادر في شبه الجزيرة الأوكرانية. وتجمع المتظاهرون المؤيدون لاستقلال أوكرانيا أمام تماثيل شفتشنكو فيما تجمع المطالبون بالتقارب مع موسكو أمام تماثيل لينين. وفي كييف تجمع آلاف الأوكرانيين في حديقة تاراس شفشتنكو قبل أن يتوجهوا نحو الميدان، مركز حركة الاحتجاج. وخلال التجمع، أكد رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك أن بلاده لن تتنازل «عن شبر واحد من أراضيها» لروسيا. ورغم أجواء التوتر في منطقة القرم الانفصالية نزل مئات الأشخاص إلى الشارع للتعبير عن دعمهم لكييف في شوارع سيمفيروبول وكذلك في سيباستوبول مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©