الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الكوادر الإدارية الرياضية عملة نادرة

الكوادر الإدارية الرياضية عملة نادرة
15 مايو 2008 01:38
هو ملف شائك لكن من يريد صالح الرياضة الإماراتية عليه أن يفتحه وأن يقرأه وأن يدلي فيه بدلوه·· صعب أن نتكلم عن سلبياتنا لكن الواقع يقول إن هذا هو ما نحتاجه، نحتاج إلى المكاشفة وإلى الوقوف في مواجهة الذات لنعرف أين نحن وماذا نريد، وبعد مسيرة حافلة وطويلة لابد وأن نسأل الآن: أين نقف، وماذا قدمنا، وما هو واقعنا، وكيف السبيل إلى الحفاظ على ما حققناه وإضافة المزيد؟ الآن علينا أن ننظر إلى المسافة التي قطعناها، والأخرى التي أمامنا، ونوازن ونقارن، لنخوض المسافة الباقية بروح جديدة وفكر جديد، فالباقي من الطريق مختلف وآليات القادم ليست كما سبقها· جلسة ''الإنجاز الرياضي والحس الوطني'' التي شهدها ملتقى الهوية كانت بمثابة مصباح كشف لنا الطريق، وهل هو وعر مليء بـ''المطبات'' التي تعوق المسيرة، أم أنه سهل وسيمضي بنا إلى حيث نريد·· والآن نحن نساهم ·· نتحاور·· نشرّح واقعنا الرياضي في سلسلة نأمل أن تحقق الهدف·· وهل لنا من هدف إلا الإنجازات؟· ما مبررات إلغاء قسم التربية الرياضية؟ وأين النجوم القدامى من الإدارة؟ المحمود: خطة لمجلس أبوظبي الرياضي لإعداد جيل إداري عـلى مستــوى الطموح أبوظبي - ولازال الملف مفتوحا، ولازالت التحديات تفرض نفسها على الساحة، فإذا كانت الإمارات قد اختارت العام الحالي لتكون الهوية عنوانه، فليس أقل من أن تطرح كافة قضايا الوطن بلا مواربة وبشفافية تامة سعيا إلى ما يتطلع إليه الوطن، وحتى تستمر مسيرة التنمية والنهضة· والتحديات المطروحة لا تعني أن الساحة الرياضية بلا إنجازات، بالعكس·· الإنجازات كثيرة، وإحصاء السلبيات في عدة أمور أمر جيد، وهناك دول أخرى تبلغ التحديات والسلبيات فيها مدى لايمكن معه حصرها، وإذا كنا نريد أن نواصل العمل وفق أهدافنا التي ننشدها، وطموحاتنا التي لايحدها سقف، فعلينا أن نتحدث في التحديات قبل الإيجابيات فما حققناه هو أرضية للمزيد، والقادم يحتاج لآليات وفكر جديدين· وفي عام الهوية يصبح الحديث عن الكوادر الوطنية الرياضية في مقدمة الأولويات، ومع الإقرار بالدور الذي يلعبه الوافدون من كل الجنسيات، إلا أن هذا لايمنع أن تكون للوطن كوادره خاصة، الذين يرتقون سلم الإدارة ليصبحوا قادة المسيرة الرياضية في المستقبل· وخلال جلسة''الحس الوطني والإنجاز الرياضي'' طرح إبراهيم عبد الملك قضية ندرة الكوادر الوطنية وعزوفها عن دخول الحلبة الرياضية كأحد التحديات التي تواجه الرياضة الإماراتية، والتي يجب العمل على إيجاد حل لها، سعيا إلى مشاركة أبناء الوطن في تسيير دفة الرياضة نحو الأهداف المنشودة· الشارع الرياضي أقر بهذا التحدي·· شخّص أسبابه، وطرح عددا من الحلول، حيث يرى الكثيرون أن تواضع المردود المادي السبب الأول وراء الإحجام عن دخول الحلبة الإدارية من قبل الإداريين، إضافة إلى عدم وجود خطط ثابتة وواضحة في هذا الصدد، وأيضا عدم وجود أكاديميات أو كليات متخصصة، وقسم التريبة الرياضية الذي كان موجودا بالجامعة تم إلغاؤه دونما سبب واضح، والعديد من الرؤى التي يناقشها التحقيق التالي: في البداية أكد محمد المحمود أمين عام مجلس أبوظبي الرياضي أن المجلس وضع خطة طموح لتأهيل الكوادر الوطنية للقيام بدورها في المرحلة المقبلة، مشددا على ضرورة أن يساهم الإداري المواطن في المسيرة خاصة في ظل الاحتراف القادم، ومشيرا إلى أن هذا الاحتراف نفسه هو الذي سيمثل الدافع للكوادر الوطنية لدخول المجال الرياضي حيث سيكون العائد موازيا لحجم العمل· أضاف أن الخطة التي وضعها المجلس تتضمن تنظيم دورات ووضع برامج وإيفاد بعثات للخارج لدراسة علوم الإدارة الحديثة والاطلاع على تجارب الدول في هذا الصدد وتأهيل الإداريين للقيام بواجباتهم بعد ذلك، مشيرا إلى أن الإقبال كان كبيرا على أول البرامج التي نظمها المجلس وشهد انضمام 53 دارسا يمثلون أول دفعة من دفعات أخرى قادمة ستحتل مكانتها مع الوقت وتساهم في المسيرة الرياضية الإماراتية المقبلة على عصر جديد· وأشار إلى أن هناك خطة أخرى موازية لتطوير الكادر الموجود بالفعل حتى تتحول الأندية إلى محترفة ويواكب العاملون فيها أيضا النقلة التي سيشهدها الأداء الرياضي في فترة لن تعترف إلا بالعمل الجاد والمحترف الذي يساهم في تحقيق التطلعات· هيئة الشباب بدأت خطة التطوير عبد الملك: المرحلة المقبلة تحتاج إلى فكر جديد بدأت الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة خطة التطوير الإداري في استجابة سريعة وواقعية لورقة العمل التي طرحها إبراهيم عبد الملك أمين عام الهيئة في ملتقى الهوية، وإذا كانت الهيئة تولي اهتماما بتأهيل كوادر وطنية حديثة للدخول في حقل العمل الإداري الرياضي فإن الاهتمام بالعناصر الموجودة حاليا يعد بمثابة النصف المكمل للخطة، حيث تم تنظيم ورشة عمل لتقييم أداء الموظفين بمركز إعداد القادة سعيا إلى الارتقاء بمستويات الأداء الفني والإداري· ومن جانبه أكد إبراهيم عبد الملك أمين عام الهيئة ان طرحه لنقطة الكوادر الوطنية وإحجامها عن العمل الرياضي لم يأت من فراغ، وإنما من خلال معايشة أفرزت كافة التحديات التي قام بطرحها، مشيرا إلى أن العنصر البشري يعد الأساس في أي عملة تنموية، وأن الكوادر الوطنية يجب أن تتصدى للعمل الرياضي، خاصة وأن الإمارات ذاخرة بالكفاءات من النجوم السابقين والشباب الطامحين للمشاركة في المسيرة· اضاف أن خطوة تقييم أداء الموظفين هي واحدة من خطوات عديدة تهدف الى رفع مستوى أداء الموظفين انطلاقاً من الرؤى والأهداف التي تم إدراجها ضمن الاستراتيجية الرياضية· وقال: سبق هذه الخطوة العديد من الخطوات الرامية الى ترتيب وتهيئة موظفي الهيئة لمواجهة العمل الإداري بأسلوب يستند إلى الوعي والدراسة لضمان نجاح أهدافنا نحو تطوير ومواجهة تحديات المرحلة المقبلة التي نشعر معها بالكثير من التفاؤل· عبد الله الغيلاني: التطوع لا يتماشى مع عصر الاحتراف أكد عبد الله الغيلاني أمين السر المساعد لنادي بني ياس أن لغة التطوع التي سادت لفترة طويلة ولا زالت هي الأكثر شيوعا لم تعد تتماشى مع عصر الاحتراف لكرة القدم، وعلينا وفق المعطيات الجديدة أن نكون محترفين في كل شيء، مشيرا إلى أن الحديث عن أزمة ندرة الكوادر الوطنية له جانبان، الأول يتمثل في ضرورة إعداد كوادر وطنية للمستقبل خاصة وأن الكوادر موجودة بالفعل لكنها فقط تحتاج للكشف عنها وإعدادها للمستقبل لتتولى قيادة الدفة· أما الشق الثاني من وجهة نظر عبد الله الغيلاني فيتمثل في ضرورة تأمين الجانب المادي للراغبين في دخول مجال الإدارة، مؤكدا أنه لو وجد نظام مالي ثابت وكاف يحفظ حقوق العاملين في هذا المجال ويشعرهم بقيمتهم الحقيقية فإن الكثير من المواطنين سيدخلون مجال الإدارة الرياضية· وقال: نحن الحين معظمنا يعملون كمتطوعين، ولهم أعمالهم الأخرى، والعمل الرياضي يكون في أوقات الفراغ بينما هو فعليا يحتاج إلى تفرغ للتركيز والإبداع فيه، لاسيما في ظل تفاوت القدرات، وبالتالي يصبح التفرغ مع تأمين العائدات المالية ضرورة إن كنا نريد دعم هذا المجال· منير بن حبيب:قلة الطموح سبب الإحجام عن الإدارة الفنية يرى الدكتور منير بن حبيب المدير الفني لاتحاد السلة جانبا آخر من المشكلة، وهو أنه إذا كان هناك توجه نحو المشاركة في القيادة الرياضية فهو يتمثل بشكل بالغ في التوجه للإدارة أكثر من الجانب الفني، مشيرا إلى أن قلة الطموح هي السبب وراء هذه الظاهرة، حيث إن الإرتقاء في السلك الإداري سريع، ومن السهل أن يبدأ اللاعب السابق كإداري لفريقه ثم يجد نفسه بعد عام أو اثنين اصبح مديرا أو مشرفا على الفريق، بينما في الإدارة الفنية يحتاج الأمر من 10 إلى 15 عاما يقضيها ما بين مدرب مساعد ثم مدرب ثم إلى المنتخب· أضاف أن هذه الظاهرة موجودة بوضوح في الفرق الجماعية وتمثل ظاهرة بحاجة إلى دراسة حتى نحث الشباب المواطنين على الإقبال على الإدارة الفنية، وهذا لايمنع أهمية التوجه الإداري لكن التركيز على شق دون الآخر يجعل المعادلة ناقصة· مدير اتحاد المبارزة:يجب أن نتخلى عن مفهوم الـ بارت تايم أكد إبراهيم خالد مدير اتحاد المبارزة أن عدم الإقبال من شباب المواطنين على العمل الإداري يعود إلى ضعف المردود المادي من وراء العمل، خاصة وأن معظم العاملين في هذا الحقل يعملون'' بارت تايم'' أي لبعض الوقت، وهو مفهوم لابد من التخلي عنه في ظل متطلبات المرحلة المقبلة· اضاف أن بقية الجهات الأخرى غير الرياضية تعطي إدارييها رواتب لا يحصلون عليها إذا ما عملوا في الإدارة الرياضية، وبالتالي لابد من وضع منظومة إدارية متكاملة تضع هذا الحقل جبنا إلى جنب مع بقية المهن الأخرى إن لم تزد عليها، خاصة وأن الإدارة الرياضية ليست بالعمل السهل أو الهين كما يتصور البعض· مديرو أندية:التفرغ شرط النجاح مديرو الأندية من أكثر الناس إحاطة بهذه المشكلة وجذورها، ومعظمهم من الإداريين المواطنين اصحاب خبرات ونجومية، وقد أتاح لهم العمل في الأندية الوقوف على بعض أسباب المشكلة التي تشكل معرفتها البداية لوضع العلاج، وقد أكدوا جميعا وجود حالة من الإحجام عن دخول المجال الرياضي، وبعضهم حمّل هيئة الشباب نفسها المسؤولية لعدم وفرة البرامج الخاصة بهذا القطاع، ويرى الجميع أن التفرغ شرط رئيسي للإداري حتى يمكنه أن يحقق النجاح· في البداية يرى عبد الله ناصر المدير التنفيذي لنادي الوحدة أن السؤال عن الكوادر الوطنية من الإداريين يجب أن يوجه للهيئة العامة للشباب وللجهات الرياضية المعنية·· ماذا فعلوا لتفعيل وتطوير الكادر الإداري الوطني، ولماذا لاتتبنى المجالس الرياضية والهيئة خطة بإنشاء فرع خاص أو إدارة خاصة بهذا الشأن· أضاف أن الذين اختتموا مشوارهم مع الكرة بحاجة إلى أن نفتح المجال أمامهم سواء في الإدارة أو التدريب أو المجال الطبي والعلاج الطبيعي بالتنسيق مع الجامعات' وليس بالإمكان أن نلوم الناس ونقول إنهم أحجموا عن العمل الرياضي إلا إذا تمت هذه الأشياء، أما أن ألوم الشباب دون أن أوفر لهم البيئة الصالحة لاستيعابهم فهذا غير مقبول· وطالب مدير نادي الوحدة ببرامج متخصصة سواء تعليمية أو تطويرية، مشيرا إلى أن الاستراتيجية أصبحت واضحة الآن، والأهداف التي نعمل من أجلها أصبحت واضحة، ولابد من العمل الآن على إعداد الكوادر القادرة على تنفيذ هذه الاستراتيجيات· وتساءل حسن طالب المدير التنفيذي لنادي الوصل وعضو مجلس الإدارة عن السبب وراء إلغاء قسم التربية الرياضية بالجامعة، بالرغم من أنه مع الوقت كان مؤهلا لتخريج جيل من الإداريين والمدربين المؤهلين، مشيرا إلى أهمية أن يكون الإداري ملما بآليات العصر· وأكد مطر سرور المدير التنفيذي لنادي الشباب أن أزمة نقص الكوادر الإدارية مشكلة يلمسها ويعاني منها كمسؤول إداري عن أحد الأندية، وأن طرح هذا التحدي لم يأت من فراغ، وإنما من حقائق على أرض الواقع· أضاف أنه في السابق كان الجميع يعملون كمتطوعين، والآن صار استقطاع وقت من الزمن بدون مقابل أمرا ليس ميسورا ولا يمكن أن تطلبه من أي فرد، وبالتالي لابد أن يتحول الوقت المستقطع من شخص ما إلى مادة مجزية تجعله يقبل على العمل الإداري· وطالب سرور بضرورة تأسيس الإداري المحترف قبل الزج به في ميدان العمل، وحين ندفع به يجب أن نشعره بقيمته الحقيقية من خلال التقييم المادي، كما أنه لابد من دراسة المجالات التي نحتاجها بالضبط لتخريج إداريين متخصصين فيها· ولفت أحمد حارب المدير التنفيذي للأهلي الانتباه إلى نقطة هامة، وهي أن الكثيرين ممن يتطلعون للعمل الرياضي يظنونه ترفيها بينما الواقع يقول إنه بحاجة إلى جهد كبير وتعب، والغريب أن المقابل المادي لا يعادل حجم العمل المبذول على اعتبار أن معظم إداريينا غير متفرغين· أضاف أن عدم التفرغ في حد ذاته ليس في صالح الرياضة لأنه يعني أن الإداري له عمل آخر يأخذ منه الكثير من الجهد والوقت ، وبالتالي يأتي إلى النادي منهكا مرهقا بعد أن تستهلك كل الطاقة التي لديه، فكيف سيقدم كل ما لديه·· لابد من التفرغ خاصة في عصر الاحتراف الذي لا يعترف بأنصاف الحلول· أما علي العامري مدير نادي الشعب فيرى أن الكفاءات والمواهب موجودة وهناك رياضيون مؤهلون لدخول الحقل الإداري والتفوق فيه، غير أنه لابد من التجديد لكل عمل أو على والاطلاع على تجارب الدول المتقدمة في هذا الميدان ودراستها للاستفادة منها حتى يصبح الإداريون مؤهلين وفق أحدث النظم والأساليب·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©