الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تلوث الهواء ينشر الأمراض الفتاكة داخل جسم الإنسان

تلوث الهواء ينشر الأمراض الفتاكة داخل جسم الإنسان
7 يناير 2013 09:52
دبي (الاتحاد) - تعلن منظمة الصحة العالمية كل عام، عن ملايين من الأشخاص يموتون سنوياً، بسبب تلوث الهواء ومنهم 1.5 مليون شخص يموتون من الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة، كما توضح الدراسات الوبائية أن أكثر من نصف مليون في إحدى الدول الخارجية، يموتون كل عام بسبب الإصابة بالأمراض القلبية الرئوية، والتي يسببها استنشاق الجسيمات الناعمة الملوثة للهواء. ووفقاً لما ذكره الخبير البيئي الدكتور إسماعيل الحوسني، فقد أدت الأبخرة الصناعية المتسربة من مصنع في دولة أخرى، إلى قتل ما يزيد عن عشرين ألف شخص في الحال وإصابة من مائة وخمسين ألفا إلى ستمائة ألف شخص آخرين في أماكن متفرقة بأجسامهم، ولقد توفي منهم ما يقرب من ستة آلاف شخص تأثراً بإصاباتهم حسب المصدر. الآثار الصحية وحول هذا الأمر المهم ذكر الدكتور إسماعيل الحوسني أن الآثار الصحية الناجمة عن ملوثات الهواء يمكن أن تتنوع ما بين التغيرات البيوكيمائية والجسدية الطفيفة، إلى الإصابة بصعوبة في التنفس، أو أزيز الصدر، أو الكحة أو الحالات المرضية الخطيرة، التي تصيب الجهاز التنفسي والقلب، وقد يترتب على الإصابة بهذه الأمراض زيادة استخدام الأدوية الطبية، وزيادة عدد الحالات التي تعرض على الأطباء، أو التي تستقبلها غرفة الطوارئ، أو التي تدخل إلى المستشفيات، بالإضافة إلى زيادة عدد الوفيات في سن مبكرة. إن الآثار التي يحدثها سوء نوعية الهواء على صحة الإنسان لا يزال من الصعب إحصاؤها، ولكن تلوث الهواء يؤثر بشكل أساسي على الجهاز التنفسي والجهاز الدوري، ويعتمد رد فعل الفرد لملوثات الهواء على نوع الملوث الذي يتعرض له الشخص، ودرجة التعرض والحالة الصحية العامة لهذا الفرد، بالإضافة إلى الجينات المكونة لجسمه، ولقد أوضحت إحدى الدراسات الاقتصادية الجديدة، التي أجريت حول الآثار الصحية الناتجة عن تلوث الهواء والتكاليف المرتبطة بذلك، في حوض لوس أنجلوس ووادي سان جاكوين في شمال كاليفورنيا. الموت المبكر ويكمل: جاء في النتائج أن ما يزيد على 3,800 شخص يموتون سنويا في سن مبكرة، وذلك بما يقرب من 14 عاماً أقل عن معدل العمر الطبيعي لهم، ويرجع ذلك إلى أن مستويات التلوث قد تجاوزت بشدة المعايير الفيدرالية المسموح بها، وإن العدد السنوي للوفيات التي تحدث في سن مبكرة، تعتبر أعلى بكثير من الوفيات التي تحدث نتيجة حوادث تصادم السيارات في المنطقة نفسها، والتي يقل معدلها عن 2000 شخص كل عام، ويعد عادم الديزل أحد العوامل الرئيسية التي تساعد في تلوث الهواء، بتلك الجسيمات المادية الناتجة عن الاحتراق، وفي العديد من الدراسات التجريبية التي أجريت على مجموعة من الأشخاص، فإنه عن طريق التعرض لكمية مسموح بها من عادم الديزل داخل حجرة مخصصة لذلك، كان لذلك النوع من العادم دور في الإصابة بالخلل الوظيفي الحاد في الأوعية الدموية وزيادة تكون الجلطات. وقال: قد يكون ذلك رابطاً ميكانيكياً مقبولاً للعلاقة التي تم وصفها سابقاً بين تلوث الهواء بالجسيمات المادية، وانتشار الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والوفيات الناتجة عن ذلك، كما تبين أن هناك علاقة بين تلوث الهواء والتليف الكيسي، حيث أوضحت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة واشنطن على مدار عامي هما 1999 و2000، أن المرضى القريبين من تلوث الهواء بالجسيمات المادية تزداد خطورة تعرضهم لتفاقم مرض الالتهاب الرئوي، وانخفاض الوظائف التي تقوم بها الرئة ولقد تم فحص المرضى قبل الدراسة لمعاينة كميات من أنواع معينة من المواد الملوثة مثل بكتريا الزائفة الزنجارية، أو آثارها الاجتماعية والاقتصادية. حماية البيئة وتم وضع المشاركين في الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، بالقرب من وكالة حماية البيئة وأثناء هذه الدراسة، تم رصد 117 حالة وفاة مرتبطة بتلوث الهواء، أما الاتجاه العام الذي تمت ملاحظته فهو أن المرضى الذين يعيشون بالقرب من أو في داخل المدن الكبيرة والعواصم، من أجل أن تكون الخدمات الطبية في متناولهم، وجد أن نسبة الملوثات ترتفع في جهازهم التنفسي، بسبب زيادة الملوثات المنبعثة في المدن الكبرى، أما مرضى التليف الكيسي الذين هم في الأساس مصابون بانخفاض في وظائف الرئة، فإن التعرض اليومي للملوثات مثل دخان السيارات ودخان السجائر والاستخدام الخاطئ لأجهزة التسخين المختلفة من الممكن أن يضيف بشدة عبئاً إلى الخلل الذي يصيب وظائف الرئة. وقال الحوسني: أيضاً يجمع مرض انسداد الشعب الهوائية المزمن بين مجموعة من الأمراض، مثل الالتهاب الشعبي المزمن وانتفاخ الرئة وبعض أنواع الربو، وفي الدراسة التي أجريت في 1960 و1961 في أعقاب حادثة الضباب الدخاني، تأثر المئات من مواطني لندن وبعض المدن القريبة، مثل مثل مدن جلوسيستر، بيتربورو ونورويش، وعند المقارنة بالأشخاص القادمين من المدن البعيدة، لوحظ أن الحالات القادمة من لندن بها نسبة أكبر من الأعراض الحادة التي تصيب الجهاز التنفسي، ومنها الكحة والبلغم وضيق التنفس، بالإضافة إلى انخفاض كفاءة وظائف الرئة، من حيث الحجم الزفيري الأقصى ومعدل قوة التنفس وزيادة تكون الصديد والنخامة، ولقد كانت الاختلافات أكثر وضوحاً بين الحالات التي كانت أعمارها تتراوح ما بين 50 و59 عاماً. الإفرازات الزائدة وحددت الدراسة نطاقها في العمر وعادات التدخين، ومن ثم خلصت إلى أن تلوث الهواء على المستوى المحلي، هو السبب الأساسي للاختلافات التي تمت ملاحظتها، ومن المعتقد أن الكثير من الأمراض مثل التليف الكيسي تظهر بشكل أكبر عند العيش في البيئات التي يغلب عليها طابع المدن بشكل أكبر، وذلك لما يحتويه من مخاطر شديدة على صحة الإنسان، ولقد أظهرت الدراسات أن المرضى الذين يعيشون في المدن يعانون من الإفرازات الزائدة من المخاط، وانخفاض الكفاءة الوظيفية للرئة، بالإضافة إلى المزيد من التشخيصات الخاصة بالالتهاب الرئوي المزمن وانتفاخ الرئة. أما بالنسبة للآثار الناجمة عن التلوث على الأطفال، فإن في العديد من المدن الموجودة في مختلف أنحاء العالم، والتي ترتفع فيها نسبة التعرض لملوثات الهواء، من الممكن أن يصاب الأطفال الذين يعيشون فيها ببعض الأمراض مثل الربو والالتهاب الرئوي، وبعض أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، بالإضافة إلى انخفاض معدل المواليد، ولقد تم أخذ بعض التدابير الوقائية للحفاظ على صحة الشباب في بعض المدن مثل نيودلهي بالهند، حيث أصبحت السيارات تستخدم الغاز الطبيعي المضغوط، الذي يساعد في التخلص من الضباب الدخاني الكثيف. الأطفال أكثر عرضة لمخاطر التلوث أوضحت أبحاث منظمة الصحة العالمية أن أكبر نسب تلوث بالجسيمات المادية، تكون في الدول التي تعاني من تدهور الاقتصاد وارتفاع معدل الفقر والكثافة السكانية، وعلى الرغم من أن قوانين الاهتمام بالهواء النظيف، إلا أن المواد الملوثة قد وجد أنها ضمت الأوزون والجسيمات المادية وثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين، وأول أكسيد الكربون والرصاص، وعادة ما يكون الأطفال أكثر عرضة لمخاطر تلوث الهواء، نتيجة لأنهم دائماً ما يكونون خارج المنزل، كما أن منافذ التهوية بالنسبة لهم تكون أصغر حجماً. وبالنسبة للآثار الصحية في المناطق النظيفة نسبيا، تم اكتشاف آثار تؤثر على الصحة وربما تكون خطيرة، ويرجع ذلك، إلى أن هذه الآثار يمكن أن تحدث على مستويات منخفضة للغاية، ومن المحتمل أن يستنشق عدد كبير من الأشخاص مثل هذه الملوثات، ولذا لا بد من تكثيف أجهزة رصد نسب الملوثات في الهواء، وتبني حلول تساهم في عدم إصابة الإنسان بتلك الآثار التي في حال استمرارها ستكون نتائجها مبالغ طائلة تنفق على العلاج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©