الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علماء ومفكرون: المنتدى علامة فارقة لترسيخ مفاهيم الدين الحنيف وتأكيد مظاهر السلم والانفتاح على الآخر

علماء ومفكرون: المنتدى علامة فارقة لترسيخ مفاهيم الدين الحنيف وتأكيد مظاهر السلم والانفتاح على الآخر
10 مارس 2014 18:02
أبوظبي (وام) - أكد عدد من العلماء والمفكرين والأكاديميين المشاركين في منتدى «تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» الذي انطلقت أعماله صباح أمس في أبوظبي، أهمية انعقاد المنتدى في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها بعض المجتمعات المسلمة، واعتبروه علامة فارقة ومهمة لفتح صفحة جديدة لترسيخ مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف، ومظاهر السلم والأمن والانفتاح على الآخر. وأجرت وكالة أنباء الإمارات «وام» عدداً من اللقاءات مع نخبة من المشاركين وضيوف المنتدى، فمن جانبه توجه الدكتور علي راشد النعيمي مدير جامعة الإمارات وأحد المتحدثين في المنتدى، بالشكر الجزيل لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، على مبادرة سموه ورعايته للمنتدى. وقال النعيمي إن المنتدى يتناول قضية في غاية الأهمية، قضية كان يجب أن تكون من المسلمات في واقعنا عند المسلمين وغير المسلمين في نظرته للإسلام، لكن للأسف تم اختطاف الإسلام وتقديمه لغير المسلمين بصورة مشوهة وتنشئة بعض الأجيال على الإسلام المشوه الذي لا يبرز سماحة الإسلام الحنيف ورحمته وعدالته. وأضاف أن انطلاق المنتدى بحضور نخبة من كبار علماء الإسلام، ممثلة في شيخ الأزهر ومفتي مصر وعدد كبير من علماء العالم الإسلامي والمقيمين في العالم الغربي، يأتي لتدارس قضية أساسية، وهي كيف تم تصوير الدين الإسلامي على أنه دين الإرهاب ودين قتل ودين دم. وأوضح أن هناك بعض أصحاب الأصوات العالية الذين تمكنوا من أجهزة وسائل الإعلام المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي، وقاموا بالترويج لهذه الأفكار التي في مجملها أدت إلى اختطاف الإسلام وإبرازه في قالب أساء لهذا الدين، وقال «اليوم جاء دور علماء الأمة في تحمل مسؤوليتهم نحو الدين ونحو العالم والأجيال وإبراز الدين على حقيقته وتفهمه للآخر». وأكد النعيمي أهمية التركيز على قضية كيفية معالجة مناهج التعليم وما يتعلق بأجهزة الإعلام وإعادة تصحيح المفاهيم الأساسية التي يتم تشويهها على مدار العقود الماضية، لافتاً إلى أن جماعات الإسلام السياسي في مجمل من اشتغل بها قد عملت على تطويع الإسلام لتخدم أجندتها الخاصة. بدوره، توقع الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق، أن ينجح المنتدى في تحقيق أهدافه الرامية لتعزيز مبادئ الإسلام السمحة، خاصة في ظل وجود عدد من العلماء والمفكرين والأكاديميين من مختلف دول العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن هذا المنتدى الذي يعد منبراً مهماً للحوار، سيشهد مناقشات لجميع القضايا بسلبياتها وإيجابيتها لتحقيق السلم في مجتمعتنا. وقال «إن الإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة، وعلى طول التاريخ، ونوه بوسطية الأزهر»، لافتاً إلى أن العوامل الخارجية هي التي أثرت على مجتمعتنا في المرحلة الراهنة. وشدد العلامة الشيخ هاني الفحص من لبنان، على أهمية الإصغاء للآخر وإدارة الحوار والاختلاف، مؤكداً أن المنتدى يمثل منصة مهمة في هذا الوقت الحرج للحوار للخروج برؤية مشتركة حول المعضلات التي تواجه مجتمعاتنا المسلمة، وقال «لا يوجد حل إلا أن نلتقي وننظم اللقاءات لتتراكم، وننتج مشروعنا الحضاري برؤية عميقة لحل المعضلة». وأكد أهمية الشراكة الدينية والمذهبية بين المختلفين، ووصف ما يدور حالياً في بعض المجتمعات الإسلامية بـ «الكارثة». وقال «هيبة الدين تتراجع للأسف الشديد، ما يستدعي تنظيم لقاءات بين العقلاء تحت مظلة العيش المشترك والسلم الأهلي»، مؤكداً أهمية دور الدول في تعزيز مثل هذه الحوارات وتنظيمها برحابة صدر ووفقاً لرؤية منفتحة مع الآخر. وحول توقيت انعقاد المنتدى في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة، قال الدكتور أحمد بن شبيب الظاهري مدير مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية: «إن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان كان حريصاً على عقد هذا المنتدى لنجتمع على كلمة سواء، لنفهم بعضنا ونناقش ونفكر للخروج بمبادرات للاسترشاد فيها للوصول لما هو أفضل». وأعرب عن أمله في أن يعقد المنتدى سنوياً ليصبح منصة تجمع المؤسسات والعلماء تحت منارة واحدة وهدف واحد واجتهادات عديدة، وطرح أفكار جديدة والالتزام بها، ويجب أن تكون المصلحة العامة هي الأهم وليس المصلحة الخاصة. وحيت الدكتورة عبلة الكحلاوي عميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة بجامعة الأزهر، دولة الإمارات العربية المتحدة على خطوتها الجريئة والرائدة، وقالت إن الإمارات استطاعت أن تجمع نخبة العلماء والمفكرين في المنطقة لدق ناقوس الخطر لما يدور حالياً في عالمنا الإسلامي من حروب وتشرذم وفتنة. وشددت الدكتورة الكحلاوي على أهمية دور وسائل الإعلام في نشر الثقافية الإسلامية الصحيحة، ونوهت بأهمية دور المؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم العربي والإسلامي، على رأسها الأزهر الشريف ووزارات الأوقاف ودورها في تعاليم الدين الصحيح، مؤكدة أهمية تأسيس جهات مختصة تخرج الدعاة وفق شروط صارمة أهمها الثقافة الموسوعية. من جهته، أثنى الدكتور عبدالله علي سالم من جامعة نواكشوط، على مبادرة دولة الإمارات بتنظيم المنتدى، وقال «إنها محاولة جديرة بالاهتمام لإبراز سماحة الدين الإسلامي وإرشاد المسلمين إلى الطريق الأقوم، فالإسلام هو دين السلم والمسالمة حتى مع أعداء المسلمين، فما بالكم بعلاقة المسلمين فيما بينهم»، معربا عن تمنياته بأن ينجح المنتدى الذي انعقد في المكان والوقت المناسبين. معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية قال الدكتور أحمد بن شبيب الظاهري، مدير مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية: «إن مشاركتنا تأتي في إطار الحرص على إظهار العمل الخيري بأسلوب عصري وفق نظام مؤسسي وعلمي»، مشيراً إلى أن المؤسسة تشارك اليوم بجناح على هامش المنتدى لتقديم معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية لمجموعة من العلماء من مختلف الأقطار الإسلامية، وتقع في 41 مجلداً مع مجلد آخر يحتوي على الأسطوانة الإلكترونية للموسوعة. وأوضح أن الموسوعة تعد الأولى من نوعها، حيث تم إنجازها بالاشتراك بين مجمع الفقه الإسلامي، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، واستمر العمل فيها 15 سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©