الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

افشوا السلام.. رسالة الإمارات إلى شعوب العالم

افشوا السلام.. رسالة الإمارات إلى شعوب العالم
10 مارس 2014 00:55
محمد يونس، فارس المهداوي (أبوظبي) - أكد مسؤولون وعلماء دين مشاركون في منتدى «تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية»، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تطرح رسالة قوية إلى العالم عبر المنتدى مفادها: «افشوا السلام»، لافتين إلى حاجة المجتمعات العربية والإسلامية إلى تحقيق هدف هذا المنتدى في ظل الصراعات والمشاحنات التي تشهدها الكثير من بقاع عالمنا العربي والإسلامي اليوم. وقالوا في تصريحات لـ «الاتحاد»، إن الإمارات تواصل عبر هذا المنتدى النهج الحكيم والمعتدل الذي وضعه مؤسس الدولة وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويسير عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وثمن معالي الدكتور منير التليلي وزير الشؤون الدينية بجمهورية تونس، مبادرة الإمارات لعقد منتدى «تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية» برعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، في ظل الظروف التي تعيشها أمتنا العربية والإسلامية، حيث استطاعت الإمارات جمع حشد كبير من كبار علماء المسلمين تجاوز 250 عالماً من شتى أنحاء العالم لتدارس مواجهة الصراعات الفكرية والطائفية في بلاد المسلمين، لبعث رسالة قوية للعالم مفادها «افشوا السلام». وقال معاليه «نحن في أشد الحاجة اليوم لوقفة كاشفة مع هذه القضية التي أصبحت تؤرق شعوبنا الإسلامية وتشوه ديننا الحنيف»، مؤكدا أنه علينا أن نستلهم من نبع الإسلام الصافي الطرق والوسائل التي يمكن بها استعادة قيم الإسلام التي تحث على السلام إلى رحاب الأمة، مشيراً إلى أن السُنة والسيرة النبوية الشريفة تقدم لنا نماذج رائعة لتغليب قيم السلم والسلام حتى لو تطلبت التنازل عن بعض الحقوق من جانب أحد الأطراف لتغليب المصلحة العليا، ففي صلح الحديبية تنازل الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن بعض صفاته الشرعية التي اكتسبها من رب العزة، من أجل الحفاظ على دماء الناس، في إشارة إلى اعتراض قريش على وصف «محمد رسول الله». وأضاف «إن شيئاً من هذا التنازل عن الحقوق عايشناه في تونس عقب ثورتها في عام 2011، حيث رأينا بعض الأحزاب التي كانت تحكم باسم الشرعية، تغلب مصلحة الوطن العليا على المصالح الحزبية من أجل تحقيق التوافق بين أبناء الوطن، وحقن دماء المسلمين». وقال معاليه «إن مبادرات الإمارات في تعزيز السلم وإشاعة روح التفاهم والتسامح، إنما تنبع من نهج أصيل وضعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله»، مؤكداً أن هذا النهج لا يتجلى في مؤتمرات أو دعوات طيبة فحسب، وإنما تمارسه الدولة من خلال سياستها المعتدلة الحكيمة في علاقاتها الخارجية. وفي هذا السياق، قال معاليه «إنه خلال لقائه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، عبر عن سعادة الحكومة التونسية بعودة سفير دولة الإمارات إلى تونس، وهو يؤكد متانة العلاقات بين الدولتين الشقيقتين». وأكد الدكتور كمال إمام الأستاذ بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، أهمية المنتدى الذي يأتي في موعده وفي مكانه في ضوء الانقسامات التي تسود العالم الإسلامي. وأشار إلى أن تزايد وتيرة الصراع والعنف بين التيارات المختلفة، أوجد مناخاً مأزوماً لا يكاد يتسع صدره لفقه الخلاف، حيث يقف صاحب كل رأي في مواجهة الآخر ليس بقوة الدليل، وإنما بلغة الحرب. وقال إن الإسلام يبتغي في شريعته ومقاصده وأحكامه، السلام الحقيقي على مستوى الفرد من خلال سلام الإنسان مع نفسه، وكذلك على مستوى المجتمع، موضحاً أن الإسلام يجعل من كل ذلك مصدر تنوع وتكامل بن الآراء وليس مصدر خلاف تتحارب فيه التيارات والأفكار. وشدد على أن الإسلام دين السلام للبشرية يقوم على التعارف بين البشر، والاعتراف بأنهم خلقوا وبينهم اختلافات، ليس فقط عل المستوى المادي، وإنما أيضاً على المستوى الفكري والثقافي، مطالباً بضرورة تعزيز ثقافة التعارف بين المسلمين. ويشير الدكتور كمال إمام إلى أن هذا الهدف لا يتحقق إلا بامتثالنا لتعاليم ربنا تبارك وتعالى، وفي مقدمتها التيسير على الناس، ورفع الحرج، والعمل بكل جهد من أجل الوصول إلى مجتمع الطمأنينة الذي هو أيضاً مجتمع الإنجاز والإنتاج والتكامل، موضحاً أن مجتمع الطمأنينة الذي أشار إليه قوله تعالى: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، يتحقق برعاية حقوق الله التي تتطلب منا رعاية حقوق الإنسان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©