السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

متحدثون في جلسة العمل: «الحوار» يمنع الالتباس بين التدين الصحيح والغلو

10 مارس 2014 00:54
محمد يونس، فارس المهداوي (أبوظبي)- ناقشت الجلسة المسائية لمنتدى «تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، مفهوم «تدبير الاختلاف وثقافة الحوار» على حجم اهتمام العالم الإسلامي تشريعاً بما يفضي إلى التعايش السلمي بين مجتمعات هذا العالم، كما كان على مدى قرون كثيرة. وأبرز مدير الجلسة معالي الدكتور فيصل بن معمر، مدير مركز الملك عبدالله لحوار الأديان، اهتمام الإسلام بالسلم المجتمعي والتعايش بين الناس على اعتبار أن الاختلاف سنّة إلهية غايتها تبادل الثقافات والأعراف لتعميم الفائدة وتطوير المجتمعات، لذلك قال الله عز وجل أن لو شاء ربك لجعلها أمة واحدة. وتحدث بن معمر عن أهمية الحوار فقال «إنه يدفع إلى منع الالتباس بين التدين الصحيح وبين الغلو، وبين التوجه نحو مصالح عليا وخدمة المجتمع وبين أغراض محدودة وضيقة، لافتاً إلى أن الحوار يجعل الاختلاف مدخلا لتطوير المفاهيم والأداء وما يعنيه ذلك من نفع عام وبكل الأوجه». ودعا إلى ضرورة تواجد استراتيجية متناغمة واقعية بين البيت والمسجد ووسائل التربية والتعليم ومناهجها، مشيراً إلى أنه بعكسه سيجد المتطرفون نوافذ كثيرة يتسللون من خلالها ويصعب إغلاقها، مؤكداً حاجة الأمة إلى توسيع دائرة الاعتدال ونبذ التطرف وحماية مجتمعاتنا من منتهزي الفرص وتجار الفتوى. واختتم الدكتور فيصل بن معمر حديثه بالدعوة إلى ضرورة أن تكون علاقاتنا الإسلامية أساسها الكتاب والسنة وأن يكون توجهنا مرتبطاً بالأصل ومتصل بالعصر. ثقافة الحوار وتناول المتحدث الثاني الدكتور فهمي جدعان من المملكة الأردنية الهاشمية في المحور الأول «تدبير الاختلاف وثقافة الحوار» موضوعاً بعنوان «من الاختلاف إلى التواصل في حدود الاجتماع الإسلامي»، وأوضح أن الحرية وإغراءات الإرادة والهوى والطبع من أسباب الاختلاف ودوافعه، وافترض أن نكون نحن المسلمين من أكثر الأمم التي تعاني من محنة الاختلاف منذ انتهاء عصر النبوة والاقتتال بين المسلمين المختلفين ثم عصر الملك العضود. وأشار الدكتور جدعان إلى أنه بات ينظر إلى الدين الإسلامي في المقياس الكوني الذي تشكل القوى الإعلامية التي تسيطر عليها قوى كبرى، بات ينظر إليه على أنه دين طارد ويبعث على الكراهية والنفور وذلك لأن هناك من حول دين الرحمة إلى مسرح للدم والكراهية والنفور والفتن، واقتصر مفهوم الاختلاف عبر هذه النظرة على التباعد والإقصاء. وبين جدعان أن للاختلاف مشروعيتين؛ إحداها شرعية والأخرى عقلية، وفي الشرعيتين لا تطلق اليد ليمارس العنف غير المبرر عبر فتاوى يطلقها بعض فقهاء الفتنة وقلة من خطباء المساجد، حيث يفضي ذلك لأمرين خطرين، أحدهما على الدين الإسلامي وصورته في العالم، والآخر خطر على الاجتماع الإسلامي. وأوضح المتحدث كيف تبنت القوى المتطرفة رؤية حولت الدين إلى أيديولوجية، والاختلاف إلى دمار ودم، متساءلاً: من هم المختلفون؟ ومن هم الذين يهددون السلم الاجتماعي للمسلمين؟ وربما وضع يده على إجابة ملموسة حيث قال: إنهم من يحاولون إنفاذ مبدأ الحاكمية والدولة الدينية باستخدام الترهيب والعنف إلى أقصاه الأبعد. واختتم بن جدعان ورقته ببيان شروط نجاح الحوار وخفض مستوى الرفض فيها، وذكر منها، ترسيخ قيم الاستماع واحترام الآخر المختلف معنا، إضافة إلى الفضول في معرفة الغير وتوفير فضاء مناسب من الحرية في التغبير. التعددية وكانت ورقة الدكتور محمد السماك من لبنان عن قضيتين إحداها التعددية والأخرى عن التحولات والمتغيرات في عالمنا الإسلامي، وقال إن الحوار مع الآخر يؤدي إلى الاعتراف والتعرّف على الآخر وعلى الذات، وبالاكتشافين معا تتكامل المعرفة ومن خلال هذا التكامل تتسامى العلاقات الإنسانية بين الأفراد والمجتمعات، لافتاً الانتباه إلى أن 84% من سكان العالم يدينون بدين ما ويعيشون بدول ومجتمعات مختلفة، لافتا إلى أن هذا التداخل بين الأديان إما أن يؤدي إلى الصدام أو إلى التعايش بشكل إنساني وكريم. قتامة المشهد كان آخر المتحدثين الدكتور هاني فحص، من لبنان، الذي أبرز حقيقة قتامة المشهد الإسلامي وحجم الدم المراق وتغليب بعض الدول لمصالحها على حساب شعوب أخرى، وقال، إن هناك الآن مذهبية مصطنعة لا أساس لها في مجتمعنا الإسلامي، وأشار بوضوح في كلمته لدول بعينها تساهم بإراقة الدم البريء في سوريا وغيرها بحجج غير صحيحة، مستغلة حب الناس للرموز الدينية، ومستخدمة بدهاء أسلوب تحميلهم تعسفا مجريات تاريخية قديمة من منطلق أبلسة الآخر، كما أشار المتحدث إلى ضرورة عدم تمكين الحاكم المستبد الظالم ضد شعبه، وإن كان من بد لدعمه فيكون بالنصح والموعظة بالإصلاح الحقيقي وليس المشاركة بالقتل. ودعا‏? ?فحص? ?في? ?نهاية? ?حديثه? ?إلى? ?ضرورة? ?لقاء? ?عقلاء? ?من? ?كل? ?الأطراف? ?المتباينة? ?وتعزيز? ?ثقافة? ?الحوار? ?بين? ?أبناء? ?أمتنا? ?لمنع? ?الأورام? ?الخبيثة? ?من? ?التغلغل? ?بجسد? ?الأمة?.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©