الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعوى اليهود بالحق الديني باطلة

دعوى اليهود بالحق الديني باطلة
15 ابريل 2010 20:56
عندما نقرأ القرآن الكريم، فإننا نجد الآيات القرآنية تتحدث عن الإسلام رسالة السماء إلى العالمين منذ خلق الله آدم عليه السلام حتى نبينا محمد.. وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مثل قوله تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا} (سورة آل عمران، الآية67). القرآن الكريم يبين بأن إبراهيم عليه السلام لم يكن يهودياً ولا نصرانياً، ولكن كان حنيفاً مسلماً أي متحنفاً عن الشرك قاصداً إلى الإيمان(مختصر تفسير ابن كثير للصابوني 1 / 290-291). وقوله أيضاً : {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} (سورة آل عمران، الآية 68). فجميع الأنبياء رسالتهم واحدة، وجاؤوا لأقوام مختلفين، ثم ختم الله جميع رسالاتهم برسالة سيدنا محمد، والإيمان بهم جميعاً واجب، كما ورد في الآيات القرآنية. فكل نبي موجود في عصره، يحمل رسالة السماء إلى الأرض، والخير للبشرية، ثم يحملها من جاء بعده حتى وصلت إلى خاتم الأنبياء والمرسلين. وحيث إن سيدنا محمداً قد تسلم الراية من إخوته الأنبياء – في المسجد الأقصى المبارك ليلة الإسراء والمعراج - يوم صلى بهم إماماً، فهذا يعني أنه قد تسلم قيادة البشرية ومن بعده أمته وأتباعه إلى يوم القيامة. ومن المعلوم أن المسجد الأقصى شقيق المسجد الحرام، حيث جعله الله توأماً له: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (سورة الإسراء ، الآية 1)، كما أن البيت الحرام هو أول بيت وضع لعبادة الله {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} (سورة آل عمران، الآية 96)، والمسجد الأقصى المبارك هو ثاني مسجد وضع للعبادة بنص الحديث الشريف عندما سئل عليه الصلاة والسلام: (أي المساجد وضع أولاً ؟ قال المسجد الحرام، قال ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى: قلت وكم بينهما؟ قال: أربعون عاماً) (أخرجه البخاري). قال ابن حجر “قد روينا أن أول من بنى الكعبة آدم، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس” (فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني 6/471). وقد ذكر صاحب كتاب فتح الباري أن سيدنا آدم عليه السلام زار هذه الأرض المباركة وبنى المسجد وهو أول من بنى المسجد الأقصى المبارك وأسسه (فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني 6/471). وقال أيضاً: “وقد وجدتُ ما يشهد ويؤيد قول من قال: إن آدم هو الذي أسس كلاًّ من المسجدين، فذكر ابن هشام في كتاب “التيجان” أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس، وأن يبنيه، فبناه ونسك فيه”، ثم جاء إبراهيم فجدّد بناءها على القواعد، والأساس كان موجوداً قبل ذلك، وجدّد بناء المسجد الأقصى على هذا القول (فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني 6/471). وقد روي أن أوّل من بنى البيت (المسجد الحرام) آدم عليه السلام كما تقدّم، فيجوز أن يكون غيره من ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عاماً، ويجوز أن تكون الملائكة أيضاً بنته (بيت المقدس) بعد بنائها البيت (البيت الحرام) بإذن الله؛ ويؤيد ذلك ما روي عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه– أنه قال: أمر الله تعالى الملائكة ببناء بيت في الأرض وأن يطوفوا به، وكان هذا قبل خلق آدم، ثم إن آدم بنى منه ما بنى وطاف به، ثم الأنبياء بعده، ثم استتم بناءه إبراهيم عليه السلام) (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 2- 4/138). كما نلاحظ بأن الإسراء بنص الآية كان من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. إذاً الذي أطلق اسم المسجد الأقصى على تلك البقعة من الأرض هو الله عز وجل، والله هو أحكم الحاكمين، وأعدل العادلين، ومن المعلوم أن المسجد الأقصى المبارك قد وضع بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، فكيف يعطي الله هذه الأرض لغير أهلها؟ أليس هو القائل في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) (صحيح مسلم بشرح النووي باب “تحريم الظلم” 8/347). فالله هو الذي أرسل جميع الأنبياء والمرسلين، واختار خاتمهم محمداً ليتسلم الراية منهم يوم صلى بهم إماماً في المسجد الأقصى المبارك ليلة الإسراء والمعراج، إذا هذه الأرض أرض إسلامية ولا حق فيها لغير المسلمين، وبذلك نعرف أن المسجد الأقصى المبارك مبني وموجود بعد المسجد الحرام بأربعين عاماً. وأما زعمهم بأن تأسيس الكيان الصهيوني تحقيق للنبوءة التوراتية التي تقول: إن الله وعد إبراهيم -عليه السلام- بأن يعطي لنسله أرض فلسطين وكذلك وعد ابنه إسحاق وحفيده يــعـقـوب -الذي سموه إسرائيل- وسموا فلسطين أرض الميعاد. فكل ذلك وَهْمٌ كبير.. فإنّ أولى الناس بإبراهيم هو الرسول والذين اتبعوه كما ورد في القرآن: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِين}(سورة آل عمران الآية 68).. فالإمامة لا تنتقل بالوراثة.. {قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (سورة البقرة الآية 124) ثم أليس إسماعيل جد نبينا -عليه السلام- من نسل إبراهيم؟ فلماذا فهم اليهود إنّ النبوءة لا يدخل فيها إسماعيل -عليه السلام- وهو الابن البكر لإبراهيم عليه السلام؟ (قال ابن عباس: ولد له إسماعيل وهو ابن تسع وتسعين، وولد له إسحاق وهو ابن مائة واثنتي عشرة سنة) (صفوة التفاسير للشيخ الصابوني 2/100) إن الله عز وجل يعطي الأرض ويورثها للمؤمنين الصالحين من عباده {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (سورة الأنبياء الآية 105). يقول صاحب صفوة التفاسير في تفسير الآية التي ذكرناها سابقاً {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ...} (سورة آل عمران الآية 68)، (إن أحق الناس بالانتساب إلى إبراهيم عليه السلام أتباعه الذين سلكوا طريقه ومنهاجه في عصره وبعده، {وَهَذَا النَّبِيُّ} أي محمد {وَالَّذِينَ آمَنُواْ ...} أي المؤمنون من أمة محمد فهم الجديرون بأن يقولوا نحن على دينه لا أنتم {وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} أي حافظهم وناصرهم، (صفوة التفاسير للشيخ الصابوني 1/209). فالمسلمون أتباع محمد هم المؤهلون لوراثة أرض النبوات، أرض فلسطين الحبيبة – أعادها الله لأصحابها-، ومن فضل الله أن المسلمين قد حكموا هذه البلاد منذ أربعة عشر قرناً من الزمان، ونشروا فيها العدل، والمحبة، والتسامح، وسيبقون فيها بإذن الله حتى يرث الله الأرض ومن عليها. إنّ منطق استيلاء اليهود على فلسطين لا يسنده شرع ولا يقره دين، وكل تبرير لهم ما هو إلا اختلاق وكذب. إذاً نخلص إلى القول بأنه لا يوجد حق ديني لليهود في فلسطين، حيث إن هذا الزعم لا يقوى أمام التحقيق العلمي. الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©