خسارة بشرية

نسمع مصطلح الخسارة المادية في حياتنا الاقتصادية والإعلامية كثيرا وربما لا نعطيها أي أهمية أو لا نشعر بقوة ألمها على من تقع عليهم مثل هذه الخسارات والحسرات· لأن أغلبنا في هذا السن متفرغون للمرحلة الدراسية لا نذهب للعمل من أجل كسب الرزق، وإنما اعتمادنا الكامل على أولياء الأمور لذلك لا نشعر بجفاف الريق والجهود الضخمة في السعي من أجل الحصول على النتيجة في نهاية الشهر· لكن هناك خسارة من نوع آخر نواجهها جميعا في مختلف مراحل الحياة في مختلف بقاع الأرض في العالم وهي '' خسارة البشرية '' فكم إنسان لقيناه في حياتنا وسعدت النفس بمودته فترة من الزمن ثم لأسباب دنيوية فقدناه، ثم انتقلنا لمرحلة عمرية مختلفة وقابلنا أناسا جددا في حياتنا حتى انبهرنا بمحبتهم وتعاهدنا للتواصل مدى الحياة حتى يأتي ريح سوء التفاهم ويخرب بيت الثقة الذي بنيناه ويبدأ الفراق بين الطرفين وتبدأ شرايين الجسم تتقطع غضبا وقهرا من الطرف الآخر· وهكذا سنقابل مئات الناس في حياتنا يأتون ويذهبون· وقليل جدا منهم من يستمر معنا على طول العمر، هم الذين أحبونا بصدق القلب وبكامل الإخلاص ويصدقونا في اليسر والعسر، ومن إذا كثرت خطاياهم في البرايا رأيناهم كالظل لروحنا وكسحاب على رؤوسنا وبلسم لقلوبنا· لكن من يسمع لنصائح الكبار في السن يتعلم منهم أنه لا يوجد إنسان في الكون سيستمر لك، فإما تأتي المنية وتأخذه منا، وإما ان تأتي لحظة الوداع فيغادر إلى حيث رزقه ووطنه· وإما أن يتزوج فيفترق عنا، وإما ينتقل لسكن آخر أو عمل آخر فيبعد عنا، أو يحدث خلاف بيننا فتقل المحبة، أو تنقطع العلاقة فتنتهي العشرة· مريم حاجي محمد جامعة الإمارات