الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعد العبدالله الصباح في ذمة الله

سعد العبدالله الصباح في ذمة الله
14 مايو 2008 02:58
أعلنت الكويت وفاة أميرها الرابع العشر الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح الذي انتقل إلى رحمته تعالى مساء أمس عن عمر يناهز 78 عاما بعد صراع طويل مع المرض· وفيما يلي نص البيان الذي أصدره الديوان الأميري الكويتي·· بسم الله الرحمن الرحيم '' يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي''·· صدق الله العظيم·· ينعى الديوان الأميري ببالغ الحزن والأسى إلى الشعب الكويتي الوفي الأمير الوالد صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء أمس·· ولقد تحمل رحمه الله مسؤولياته الوطنية منذ مطلع شبابه وحملها بكل أمانة وإخلاص وخدم وطنه وأهله طيلة حياته وضحى من أجلهما فكسب المحبة والوفاء في قلوب مواطنيه جميعا · هذا وسوف يشيع جثمانه الثرى الكريم في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الاربعاء· رحم الله صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الأبرار والصديقين وحسن أولئك رفيقا ·· إنا لله وإنا إليه راجعون''· وقد أمر امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بإعلان الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام خلال هذه الفترة· وكان الشيخ سعد عاد إلى الكويت بعد أن قضى رحلة علاج في الهند للتعافي من مرض الزهايمر الذي يعاني منه قبل مدة طويلة· إلا أن الشيخ رجع من هذه الرحلة العلاجية متعبا وواهناً· ومنذ أن اجريت له عملية في القولون سنة ،1997 شهدت حالته الصحية تراجعا ما اضطره لزيارة بريطانيا والولايات المتحدة مرارا لإجراء فحوصات ولتلقي العلاج· ويعتبر رحيل الشيخ سعد حدثاً حزينا على الكويتيين، الذين ينظرون إليه بشكل أبوي، وتجمعهم معه عدد كبير من الذكريات السعيدة والحزينة، أشهرها مرحلة غزو الكويت وتحريرها بعد ذلك، حيث كان الشيخ سعد وليا للعهد آنذاك· ويتذكر الكويتيون خصالا كثيرة للشيخ سعد· منها طريقته البسيطة في الحديث والتعامل مع الناس وشخصيته الطيبة والمحبة، أما أهم المواقف التي يتذكرونها عنه، فهو موقفه من الغزو الكويتي، ونشاطاته السياسية المستمرة حتى تحرير الكويت· ويحظى الشيخ سعد بشعبية واحترام كبيرين من قبل الشعب الكويتي· وتعرف العالم على الشيخ الراحل سعد من خلال أحاديثه البسيطة واستقبالاته، ونظراته الشاخصة، ولم يدل الشيخ سعد إلا بقليل من كثير يختزنه لوسائل الإعلام· رحيل الشيخ سعد سيحزن الكثيرين وسيجد الكويتيون صوراً كثيرة في ذاكرتهم عن الشيخ يتصفحونها وهم يودعونه الوداع الأخير· إلى ذلك أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي فيصل الحجي أن انتخابات مجلس الأمة ستجرى في موعدها المحدد يوم السبت المقبل 17 مايو الحالي· ونفى الحجي في رده على سؤال لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ما تردد في شأن إمكانية تأجيل الانتخابات نظرا لوفاة الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح قائلا إن ''الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد يوم السبت المقبل'' · وأعرب الحجي عن الأمل لجميع المرشحين بالتوفيق وان تتم العملية الانتخابية بكل سهولة ويسر وأن يديم الله على الكويت ''هذه الأجواء الديمقراطية'' ويحفظ البلاد وشعبها من كل مكروه· ساهم في تعزيز القدرات الدفاعية والأمنية لبلاده الأمير الوالد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات الكويت (كونا)- ولد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح عام 1930 وهو الابن الأكبر للشيخ عبدالله السالم أمير الكويت الاسبق وتلقى علومه في المدرسة المباركية · وعين في مشارف الخمسينات في دائرة الشرطة العامة عام 1949 ولكفاءته تم إيفاده إلى المملكة المتحدة لدراسة علوم الشرطة فمكث أربع سنوات وعاد عام 1954 متخرجا برتبة ضابط· وحين عاد الشيخ سعد من بعثته الدراسية عام 1954 عين نائبا لدائرة الشرطة وبقي في هذا المنصب حتى 1959 وكانت البلاد على وشك استقلالها آنذاك حيث صدر مرسوم أميري بتعيينه نائبا لدائرة الشرطة والأمن العام بعد دمجهما· وتولى رئاسة هذه الدائرة في عام 1961 ثم قدر له أن يكون أول وزير للداخلية عام 1962 فكانت له بصمات واضحة على صعيد الكثير من التشريعات والقوانين الخاصة بالإقامة والجنسية وشروط منحها ومنع التسلل· وعمل الشيخ سعد على استقرار النظام السياسي في مواجهة التيارات المتطرفة التي أخذت تجتاح الكويت وغيرها من أقطار الخليج العربي منذ عقد الستينات · وفي عام 1964 تولى وزارة الدفاع فشكل المجلس الأعلى للدفاع وقام بجولات خارجية بهدف عقد صفقات تسليح الجيش وتعزيز القدرات الدفاعية للكويت وعمل على تنويع مصادر السلاح· وفور توليه الحكم خلفا للشيخ صباح السالم الصباح في 1977 بادر المغفور له الشيخ جابر الاحمد الى تزكية الشيخ سعد العبد الله الصباح ليكون وليا للعهد وتحديدا في 31 يناير 1978 وبعدها بأيام وتحديدا في 8 فبراير من ذات العام صدر أمر أميري بتعيينه رئيسا لمجلس الوزراء · وفي 16 فبراير 1978 كلف بتشكيل الحكومة وكانت هذه هي الوزارة العاشرة في تاريخ الكويت· وقدر للشيخ سعد ان يتولى رئاسة الحكومة في ظروف محلية واقليمية ودولية بالغة التعقيد فبذل جهودا كبيرة لمواجهة هذه الظروف والتحديات وعمل على تعزيز قدرات الكويت الدفاعية والامنية ورفع كفاءتها البشرية والمادية· وساهم الشيخ سعد في إصدار الكثير من التشريعات المتعلقة بالاسكان والتجنيس وإيجار المساكن والوظائف العامة والضمان الاجتماعي· واجتهد في تحديث المرافق العامة وزيادة الخدمات في المجالات كافة وعني بشؤون الثقافة ودعم المؤسسات التي تقوم بالبحث العلمي وعمل على دعم صندوق احتياطي الاجيال المقبلة وحرص على تحقيق العدالة وتطوير التشريعات وحرص كذلك على معالجة مشكلة الجنسية والتجنيس فصدر قانون للجنسية الكويتية وجوازات السفر والإقامة عام 1959 وأولى مشكلة الاسكان جل اهتمامه واهتم ببرامج الرعاية الاسكانية وحاول ان يضع الحلول الصائبة لمشكلة العمالة الوافدة واهتم في الوقت نفسه بتنمية العمالة الوطنية ولم يدع الازمات الاقتصادية والحوادث الإرهابية تشغله عن توجيه عناية فائقة لنهضة البلاد العمرانية· وخلال توليه رئاسة الحكومة واجه ولي العهد الكثير من الازمات الاقتصادية التي كان أولاها انخفاض سعر النفط واتخذ الكثير من الخطط المدروسة لاحتواء أزمة انخفاض العائد النفطي وظل رغم الأزمة على سياسة تقديم المساعدات المالية الخارجية للدول الصديقة والشقيقة· وقام الشيخ سعد إثر تقلده ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء بزيارات رسمية الى مختلف دول العالم بدءا بمنطقة الخليج تعزيزا للروابط الاخوية التي تربط الكويت بشقيقاتها في الدول الخليجية· ووضح اهتمام الشيخ سعد بأهمية دعم الروابط الامنية بين الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي وكانت له مواقف حاسمة ضد أي عدوان تتعرض له إحدى دول المجلس فقد دان الحوادث الارهابية التي وقعت في البحرين عام 1982 وكانت له مواقف مساندة للسعودية خلال الاضطرابات الأمنية التي تعرضت لها في أحداث الحرم المكي عام 1979 و أثمرت الجهود التي بذلها سموه في توثيق الروابط بين الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي بصفة عامة· وعند حصول الغزو العراقي على دولة الكويت عمل الشيخ سعد خلال فترة الاحتلال على رعاية مصالح المواطنين والمقيمين في الكويت وأعلن ضمان الحكومة لكل الودائع والمدخرات المصرفية والتزام الدولة تسديد جميع مرتبات الموظفين في القطاع الحكومي بأثر رجعي وكذلك بسداد مكافأة نهاية الخدمة لجميع الذين غادروا البلاد من غير الكويتيين وعمل على رعاية الكويتيين في الخارج وبذل جهودا كبيرة في دعم الصامدين ورجال المقاومة في الداخل وزار دولا كثيرة وأرسل الكثير من المبعوثين لدول أخرى وكان يترأس مجلس الوزراء في اجتماع يومي ويؤكد ان العدوان سيتم دحره وان الشرعية حتما ستعود· وكان للشيخ سعد دور كبير في إعادة بناء الكويت بعد التحرير حيث عمل على إصلاح ماتهدم خلال فترة الاحتلال وإزالة آثاره بعد تحرير البلاد في 26 فبراير 1991 وعودة القيادة الشرعية واعلان حالة الطوارئ وتعيينه حاكما عرفيا عاما من قبل الامير· وتحمل الكويتيون الكثير في هذه المهمة الوطنية واستطاعت الحكومة بدعم الشعب تجاوز آثار العدوان بتجديد البنية التحتية بالكامل ومعاودة دورها الفاعل على الصعيدين العربي والدولي · بعد وفاة أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح تم تطبيق أحكام الدستور الكويتي والذي ينص على المناداة بولي العهد أميرا على البلاد حيث أصبح الشيخ سعد أمير الكويت الرابع عشر في 15 يناير 2006 ، إلا أنه كانت هنالك شكوك حول قدرة الشيخ سعد على تولي الحكم بسبب مرضه الذي أبعده عن الحياة العامة لعدة أعوام· وفي محاولة غير موفقة لبعض أفراد الأسرة الحاكمة لاحتواء الأزمة، لم يقبل الشيخ سعد وعائلته بالتنازل فعرض الأمر على البرلمان الكويتي وفقا لما يقتضيه الدستور وقانون توارث الإمارة· وتم الموافقة بالإجماع في جلسة سرية على عزله عن الحكم، وتم اتخاذ هذا الإجراء بلحظات قبل وصول كتاب الشيخ سعد إلى البرلمان والمحتوي على نص التنازل في 24 يناير ·2006 وقد عرفت الصحافة الكويتية هذه الحادثة بأزمة الحكم لعام ·2006 لقب الشيخ سعد بعد عزله بشكل غير رسمي بالأمير الوالد، إلا أن هذه الصفة ليس لها أي مرجع دستوري أو قانوني لكنها مقبولة بشكل واسع في الكويت حفاظا على دوره ومقامه في المجتمع· تأجيل المباراة النهائية لكأس أمير الكويت الكويت (كونا)- أعلن عضو اللجنة الانتقالية المؤقتة لإدارة شؤون الاتحاد الكويتي لكرة القدم عبدالحميد محمد تأجيل المباراة النهائية لمسابقة كأس سمو أمير الكويت الـ 46 لكرة القدم إلى إشعار آخر لتزامنها مع وفاة سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح· وعبر عبد الحميد محمد في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أمس عن حزنه العميق والأسرة الرياضية الكروية لوفاة سمو الأمير الوالد داعيا الله أن يتغمده بواسع رحمته وفسيح جناته· واضاف عبد الحميد محمد أن الفقيد كانت له بصمة واضحة في تطور ودعم الرياضة الكويتية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص مما جعل لها مكانة مرموقة وحضورا متميزا في مختلف المحافل والتجمعات الرياضية· وتزامن الإعلان عن وفاة الأمير الوالد مع انتهاء الشوط الأول للمباراة النهائية لكأس سمو أمير الكويت التي جمعت نادي العربي مع نظيره نادي السالمية· وكان الشوط الأول لهذه المباراة انتهى بالتعادل الايجابي بهدف لكل منهما حيث سجل هدف السالمية مهاجمه فرج لهيب في الدقيقة الـ 24 فيما عادل النتيجة للعربي لاعبه علي مقصيد في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الإضافي لهذا الشوط· ورفع المسؤول الرياضي بالإصالة عن نفسه وبالانابة عن أعضاء اللجنة الانتقالية للاتحاد الكويتي لكرة القدم خالص التعازي إلى القيادة السياسية والى عامة الشعب الكويتي متمنيا للفقيد الرحمة وللجميع الصبر والسلوان· وأوضح محمد أن اللجنة ستعقد اجتماعا في المرحلة المقبلة مع المسؤولين في الجهات الحكومية وممثلي فريقي العربي والسالمية للتنسيق حول إقامة الموعد الجديد للمباراة النهائية إلى جانب قانونية احتساب النتيجة مبينا أن استكمال الشوط الثاني للمباراة أو إلغاءها سيتم الإعلان عنه مستقبلا· وكان القادسية أحرز المركز الثالث لهذه المسابقة بعد فوزه على نظيره الصليبيخات بنتيجة خمسة أهداف مقابل هدفين في اللقاء الذي أقيم بينهما اليوم على ملعب نادي العربي والذي سبق موعد إقامة المباراة النهائية لكأس أمير الكويت·
المصدر: الكويت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©