الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بزوغ شمس «العصر الذهبي» لشراء الديون المتعثرة

بزوغ شمس «العصر الذهبي» لشراء الديون المتعثرة
2 مارس 2012
زاد المستثمرون من رغبتهم في قطاع الديون مع التركيز على أوروبا، في وقت تعاني فيه شركات المنطقة ارتفاع مستويات الديون ومن إحجام البنوك التي تبحث عن بناء احتياطات رؤوس أموالها، عن تقديم الائتمانات. وتزداد التوقعات حول مدى طرح البنوك الأوروبية لأصولها عند مواجهتها للمصاعب المتعلقة بالمتطلبات التنظيمية للملاءة المالية. وتقول جاليا فيلموخاميتوفا، مديرة استراتيجية محفظة التعثر الأوروبية في صندوق “جي أل جي” لإدارة التحوط، “من المتوقع استمرار تعثر الشركات الأوروبية في غضون الأشهر والسنوات القليلة المقبلة نتيجة لتدابير التقشف التي تنتهجها الحكومات ولانخفاض الناتج المحلي الإجمالي ولصعوبة الحصول على التمويل. وهناك حجم غير مسبوق من الديون المستحقة خلال السنوات الثلاث المقبلة التي ربما تعوق إتاحة الائتمان. وسيكون في مقدور شركات قليلة جداً إعادة تمويل ديونها من خلال تدفق السيولة التشغيلية، لذا من المتوقع أن تسعى معظمها للحصول على رؤوس أموال خارجية أو ربما تعلن إفلاسها ببساطة”. كما من المرجح تعثر بعض الأصول المصرفية، حيث بدأت البنوك بالفعل في التخلص من الأسهم الخاصة في الأسواق الثانوية وفي تحديد قروض الرهن العقاري وكذلك في هيكلة الأوراق المصرفية التي تخطط إلى عدم ضمها لميزانياتها. ومن المنتظر أن يتم تداول نحو تريليون دولار من الأصول المتعثرة خلال السنوات القليلة المقبلة. ويشير بنك “مورجان ستانلي” إلى تنامي المخاطر الناجمة عن تقليص البنوك الأوروبية لأصولها ما بين 1,5 إلى 2,5 تريليون يورو خلال السنوات القلية المقبلة، والتي تشكل 3,5% من تقلص مجموع الأصول المصرفية. وفي مثل هذا المناخ، تبرز بداية ما يمكن أن يطلق عليه العصر الذهبي للديون المتعثرة. ومن المتوقع توفر فرص ضخمة في الاستثمارات المتعثرة وفي تلك التي تواجه الضغوطات في أوروبا. ويقوم مستثمرو الديون المتعثرة بشراء سندات وقروض الشركات التي تعاني الانهيار بقيمة اسمية متدنية. ولهؤلاء حق المطالبة بأصول المقترضين كما يمكنهم جني أرباح كبيرة من خلال تسوية عمليات التسييل أو عبر قبول حصة المساهمين في الأعمال التجارية التي أُعيدت هيكلتها. ومع ذلك، يعتمد جزء كبير من هذه العملية على عاملي التوقيت والسعر. لذا، هل هذا هو التوقيت المناسب للديون الأوروبية المتعثرة؟. ويقول جيم كينان، مدير تقديم الديون المالية في “بلاك روك”، أكبر مؤسسة لإدارة الأصول في العالم “كانت التوقعات كبيرة لاقتناص فرص ضخمة في الديون المتعثرة التي دخلت إلى الأسواق في شهري أكتوبر ونوفمبر من العام الماضي، وذلك قبل تدخل عملية إعادة التمويل طويلة الأجل التي قدمها “البنك المركزي الأوروبي” التي ساعدت البنوك للحصول على تمويل طويل الأجل بأسعار فائدة منخفضة. وفي حين شهدت الأشهر الستة الماضية زيادة في عدد الشركات الأوروبية المتعثرة، ليس من المؤكد استمرار ذلك على مدى الأشهر القليلة المقبلة قبل أن تؤول إلى المستثمرين. ومن الضروري أن يكون الشراء بالسعر المناسب للحصول على أرباح كافية عند البيع بالنسبة لمدراء الصناديق الباحثين عن أرباح تتراوح بين 15 إلى 20%، على الرغم من إمكانية زيادتها بقدر كبير في الأسواق غير المستقرة. ويعتبر بيع الإكراه واحدا من أفضل السيناريوهات للمستثمرين حيث يسمح للمشترين بتحديد أسعارهم التي عادة ما تكون أقل من القيمة العادلة. ويقول دامين ميلر، مدير المحفظة في مؤسسة “ألسينترا” للاستثمارات الائتمانية، إن “الوقت والسعر مناسبان للديون المتعثرة في أوروبا. وفي ظل الانخفاض النسبي لمعدل التخلف في سداد الديون، لا خيار سوى النمو. وبدأ جسر فجوة الأسعار بين المشترين والبائعين التي كانت تمثل إحدى العقبات في الماضي. كما أُجبرت البنوك على خفض أسعار الأصول التي ترغب في بيعها”. ومن المتوقع أن تكون معظم الاستثمارات الأميركية في الخارج بالتركيز على الفرص التي توفرها الشركات الأوروبية. ونجحت مؤسسة “أفينو كابيتال” الأميركية العاملة في استثمارات الديون المتعثرة، في جمع نحو ملياري دولار لصندوقها الثاني الذي يركز على سوق ديون الشركات وعلى أزمة الديون السيادية في أوروبا. ويفضل مديرو الصناديق وضع أموالهم في أوروبا في الأجزاء الأكثر سيولة من الديون المتعثرة، وكذلك في الأوراق المالية القابلة للتداول مثل الشركات والمؤسسات المالية الأوروبية. وزادت صناديق المعاشات الأوروبية الكبيرة من مخصصاتها للديون المتعثرة. ويقول سيمون بيري، مدير تطوير الأعمال في “ألسينترا”،: “يخاطر المستثمرون بتعرضهم للديون المتعثرة بجزء قليل من محافظهم لا يتعدى ما بين 2 إلى 3% من المحفظة الكلية”. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: «حسونة الطيب»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©