الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بنجالور عاصمة التكنولوجيا الهندية تعاني شح المياه

بنجالور عاصمة التكنولوجيا الهندية تعاني شح المياه
21 مارس 2018 21:47
بنجالور (أ ف ب) تمر يومياً أكثر من ألف شاحنة صهريج أمام متجر ناغراج الصغير، مخلفة سحب الغبار في طريقها لتزويد منازل ومكاتب بالمياه في بنجالور عاصمة التكنولوجيا المتطورة في الهند. في «سيليكون فالي» جنوب الهند، التي عرفت نمواً سكانياً كبيراً في غضون ربع قرن، لا تزال الأبراج السكنية الجديدة تنبت هنا وهناك، مع أن المدينة تعجز عن تأمين ما يكفي من المياه الجارية للمقيمين فيها. ويضطر الكثير من السكان إلى الاعتماد على خزانات تعبأ من آبار ضخمة. ويؤدي هذا الاستغلال المفرط إلى تراجع مقلق في المياه الجوفية ما يهدد بأن تصبح بنجالور أول مدينة هندية كبرى تحرم نهائيا من هذا العنصر الحيوي. ويوضح ناغراج (30 عاماً) الذي انتقل إلى ضاحية باناتور قبل عقد من الزمن وشهد تحولها جراء التوسع المدني العشوائي «لدينا نقص هائل في المياه. الوضع سيكون صعباً للغاية في المستقبل. من المستحيل تصور كيف سيؤمنون المياه وكيف سيعيشون. حتى لو حفرنا على عمق 450 متراً لا نعثر على الماء». وكانت بنجالور تلقب في ما مضى ب «مدينة الحدائق»، إلا أن هذا الزمن ولى منذ مدة. وكانت المدينة الصغيرة يومها تمتاز بمساحاتها الخضراء ورغد العيش فيها، وكان يأتي إليها المتقاعدون لتمضية أيام هانئة. إلا أن الفورة في الشركات المعلوماتية الهندية وهي تتخذ في غالبيتها في بنجالور مقراً لها، اعتباراً من مطلع التسعينيات حوّلت المكان بشكل جذري. وانتقل عدد سكان المدينة من 3 ملايين في عام 1991 إلى نحو 10 ملايين اليوم، إذ إن الازدهار الاقتصادي كان يجذب العمال من كل أرجاء البلاد. وقد نضبت الكثير من البحيرات التي كانت تشتهر بها المدينة وحلّ الإسمنت محل النبات المائي. وتشهد بحيرة بيلاندور الكبيرة على آفات هذه المدينة، فهي ملوثة بمواد كيميائية، بحيث تندلع فيها النيران تلقائياً من وقت إلى آخر. وأحيانا تفرز البحيرة رغوة كيميائية ترغم السلطات على نصب حواجز لمنعها من الانتشار على الطريق. ويقول ت.ف. راماشاندرا الخبير في البيئة في معهد «إنديان إنستيتوت أوف ساينس»، «المدينة تنازع. في حال استمرت وتيرة النمو والتوسع الحضري الراهنة فسيعم الإسمنت 94% من المدينة بحلول عام 2020». ويضطر أكثر من نصف المدينة من الآن إلى اللجوء إلى عمليات حفر وإلى شاحنات صهاريج لتعويض النقص في المياه الجارية. والشهر الماضي، اضطرت المحكمة العليا إلى التدخل. فلتلبية الحاجات الكبيرة لمركز التكنولوجيا المتطورة في الهند، أمرت أعلى هيئة قضائية في البلاد بتعديل اتفاق لتقاسم مياه نهر كوفيري بين كارناتاكا التي تضم بنجالور وولاية تاميل نادو المجاورة. ويأتي الجزء الأكبر من المياه البلدية من هذا النهر الذي تتنازع على موارده المنطقتان وهو يعبر كارناتاكا أولاً، ومن ثم تاميل نادو ليصب في خليج بنغال. وقبل سنتين، أدى حكم قضائي أمر كارناتاكا بتمرير كميات أكبر من المياه بسبب جفاف يهدد المحاصيل في الولاية المجاورة، إلى أعمال شغب قاتلة في بنجالور. واضطرت مئات الشركات إلى إغلاق أبوابها خلال هذه الاضطرابات. ويرى راماشاتدر أن المتساقطات السنوية قد تكفي لتأمين حاجات المدينة لو اعتمد نظام فعال لجمع مياه الأمطار حاملاً على غياب رؤية شاملة حول هشاشة الوضع الراهن. لكن كما في المناطق الهندية الأخرى، ما من حوافز تدفع المواطنين إلى الاقتصاد في استهلاك المياه. فرغم سنوات من الجفاف، لا تزال المياه الجارية مدعومة بشكل كبير فيما يفتقر استخدام المياه الجوفية إلى إطار تنظيمي. ويقول أ. ر. شيفاكومار العالم في مجلس كارناتاكا العلمي والتكنولوجي، إن «في بنجالور تكلف كمية توازي ألف زجاجة مياه معالجة ونظيفة ست روبيات» أي نحو 7 سنتات من اليورو. ورغم ذلك لم يستخدم شيفاكومار وعائلته أي قطرة من المياه البلدية منذ انتقالهم إلى بنجالور قبل 23 عاماً. فهم يستخدمون نظاماً لجمع مياه الأمطار بفضل مزاريب تنقل المياه إلى خزانات موضوعة تحت المنزل. وهو نظام وضعه أيضاً في محطات للقطارات والحافلات وجعلته السلطات إلزامياً الآن للمساكن الجديدة. ويقول العالم، إن «الجيل الجديد يظهر اهتماماً كبيراً بالبيئة وإجراءات حفظها. وهذا سيؤدي بطبيعة الحال إلى إحراز تقدم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©