دائماً ما تسعى الإمارات لتتصدر جميع المنصات إقليمياً، وتحقق مراكز متقدمة في مجالات مختلفة، وها هي اليوم تتربع الإمارات في مجال السياحة العلاجية على مستوى دول المنطقة، وهذا ليس بغريب على رؤية القيادة الرشيدة للمستقبل، فسعي الدولة الدائم لتبني أحدث التكنولوجيات في القطاعات الطبية تتماشى مع رؤية الحكومة الاستشرافية للمستقبل، والتي شجعت العديد من الشركات لتسريع وتيرة تطورها في مجال تقديم خدمات رعاية ذات جودة عالية، عبر استخدام التقنيات بطريقة فعالة ومسؤولة.
اليوم ولله الحمد أصحبت المرافق الصحية في أرجاء الدولة كافة تتميز بأحدث الأجهزة التقنية الخاصة، وتتقدم على الكثير من الدول الأجنبية، ويعكس ما تشهد الإمارات زيادة في أعداد مزودي خدمات الرعاية الطبية، الذين يركزون على توفير الخدمات التخصصية والعامة، ويدعم هذا التوجه بنية تحتية متكاملة شُيدت وفق معايير عالمية لتعزيز قطاع السياحة العلاجية محلياً، علاوة على ذلك النظام الموحد والفعال الخاص بقطاع التأمين الطبي في إمارات الدولة، كل هذه العوامل تصب في اتجاه توفير بيئة متكاملة صديقة للمريض لجعل السياحة العلاجية هنا ضمن اهتماماته.
ويعد هذا القطاع صناعة ناجحة، واستثماراً اقتصادياً فعالاً للغاية لبناء المنتجعات الطبية ومراكز الاستجمام الصحية، ولعل أبرز العوامل التي تجعل من هذا القطاع حيوياً: وجود المراكز الطبية المتطورة فنياً بشكل كبير، فضلاً عن الموارد الوفيرة للاستثمار في قطاعات خدمات الرعاية الصحية المتطورة.
وتشير الدراسات الأخيرة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تنفق ما يقرب من 30 مليار دولار على العلاج في الخارج سنوياً، لذا يجب أن يكون هناك بعض الاستراتيجيات لتوفير هذه الأعباء الضخمة، ولعل إحدى الوسائل الترويج للسياحة العلاجية، ودعم هذا القطاع بجميع التشريعات والسياسات اللازمة التي تساعد على خلق بيئة مواتية للنمو.
ومن جانبها، تواصل دبي وضع إجراءات جديدة لجذب أعداد قياسية من السياح الذين يقصدونها للعلاج، حيث توفر مجموعة متنوعة من المرافق المعتمدة دولياً، يعمل فيها أكثر من 35 ألف متخصص، من 110 جنسيات مختلفة، فضلاً عن المنطقة الحرّة لمدينة دبي الطبية، ويُتوقع أن يزيد العدد بحلول عام 2020، وتخطط هيئة الصحة بدبي لجذب 500 ألف سائح علاجي سنويًا إلى المدينة، وهي استراتيجية تغذي الفرص لمجال الرعاية الصحية المزدهر في الإمارة.
خالد الغيلاني
عدد اليوم
