اطلاق «آي باد 2» في أسواق 27 دولة ابتداء من 11 مارس الجاري

بعد أن درجت شركة “آبل” على إطلاق مفاجآتها المدوّية فرادى خلال السنوات الماضية، فلقد خرجت يوم الأربعاء الماضي “بمفاجأتين” معاً عندما ظهر مؤسسها وصاحبها ومديرها التنفيذي ستيف جوبس لأول مرة منذ ستة أسابيع بعد أن كان قد أعلن عن اعتكاف صحّي مفتوح بسبب مضاعفات ناتجة عن كبده المزروع؛ وتمثّلت الثانية في أنه جاء ليعلن عن الإطلاق الرسمي للجيل الثاني من الكمبيوتر اللوحي “آي باد” تحت اسم “آي باد 2”؛ وهو الذي انتظره هواة الغوص في مجاهل الأجهزة الإلكترونية المتطورة طويلاً. جاء في تقرير نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” أمس، إن سعر سهم “آبل” ارتفع بأكثر من 2? بعد دقائق قليلة من ظهور جوبس. وعندما أخرج جوبس الجهاز الجديد من غلافه وراح يشرح مزاياه، بدا كالساحر. وكان أول ما أشار إليه هو رقّة الجهاز ونقص سمكه بالمقارنة مع الجيل الأول؛ كما أنه يتفوّق بتجهيزه بمعالج جديد مزدوج النواة يمكنه زيادة قوة الأداء في معالجة الرسوم بمعدل تسعة أمثال الجيل الأول. وقال جوبس في لفتة تتعلق بشرح سبب ظهوره غير المتوقع أمام جمهور “آبل” ورجال الصحافة والإعلام: “كنّا منشغلين بالعمل الدؤوب على إنتاج هذا الجهاز الجديد خلال الفترة الماضية، ولم يكن في وسعي أن أفوّت مثل هذه المناسبة على الإطلاق”. ومن المنتظر أن يتم طرح الجهاز في أسواق 27 دولة يوم 11 مارس الجاري. وجاء في التقرير أن معظم التعديلات والإضافات التي استأثر بها “آي باد2” كانت متوقعة وخاصة منها كاميرتا الفيديو الأمامية والخلفية للربط بين أجهزة “آي باد” وكمبيوترات “آبل” وأجهزة “آي فون” و”آي بود” بتقنية مؤتمرات الفيديو. ومن التقنيات المثيرة الأخرى التي يحملها “آي باد2”، الغلاف الذكي smart cover الذي يحمي الشاشة ويحتوي على قطعة مغناطيسية تجعله يلتصق بإطار الجهاز عندما يكون مغلقاً؛ ولو نسي صاحب الجهاز إغلاقه فإن الغطاء ذاته يتولّى عملية الإغلاق؛ ويضاف إلى ذلك أن الغلاف يتألف من مادة ليفيّة خاصة تساعد على تنظيف سطح الشاشة بمجرّد ملامستها. ويباع الغلاف كخيار إضافي بمبلغ 39 دولاراً. وخسر “آي باد2” ثلث سماكته بالمقارنة مع جيله الأول؛ وأصبح أخفّ منه. وقال جوبس إن سعره لن يختلف عن سعر جيله الأول الذي يبلغ 499 دولاراً لنسخة الـ32 جيجا بايت و829 دولاراً لنسخة الـ64 جيجابايت. ويذكر أن “آبل” باعت العام الماضي 15 مليون جهاز “آي باد” وحصدت عن طريقه 85? من عوائد السوق العالمية الناشئة للكمبيوتر اللوحي. وعمدت يوم الأربعاء الماضي إلى تخفيض سعر نسختي الجيل الأول من “آي باد” بمبلغ 100 دولار لكل منهما. وتوقعت شركة “فوريستير” المتخصصة بدراسة أسواق الإلكترونيات، أن يستحوذ “آي باد2” على 80? من سوق الكمبيوتر اللوحي في الولايات المتحدة هذا العام، وأن تبيع منه “آبل” 20 مليون جهاز في العالم أجمع. وفسرت ذلك بارتفاع أسعار الأجهزة المنافسة. إلا أن شركة دراسات أخرى تدعى “بايبر جيفراي” توقعت أن تبيع “آبل” 27 مليون جهاز “آي باد” خلال عام 2011 فيما توقع آخرون أن يتجاوز الرقم 37 مليون جهاز. وكانت شركات رائدة مثل “موتورولا” و”ريسيرتش إن موشن” و”سامسونج”، وأخرى أقل شأناً وجديدة على الأسواق، قد عمدت إلى إطلاق أجهزة كمبيوتر لوحية تستغل القدرات العالية لنظام التشغيل “جوجل أندرويد”. وأشار جوبس إلى أن تفوّق “آي باد2” يكمن في العدد الضخم من الوظائف والتطبيقات التي يمكنه تشغيلها والتي يصل عددها إلى 65 ألفاً ويمكن الحصول عليها مجاناً أو بأسعار منخفضة من مخزن آبل الافتراضي “آب ستور” app store فيما لا يزيد عدد التطبيقات في أجهزة الكمبيوتر اللوحية المنافسة عن 100.