الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد كاظم يعبر عن ارتباطه بالبيئة والمكان من نافذة

محمد كاظم يعبر عن ارتباطه بالبيئة والمكان من نافذة
14 مايو 2008 02:24
تلقى الفنان التشكيلي الإماراتي محمد كاظم دعوة من متحف فيترا السويسري للمشاركة في المعرض التشكيلي السويسري الدولي الذي سيقام في مطلع يونيو القادم، وهو معرض يقام بالتوازي مع ''سوق بازل للفن'' ويضم أعمالا فنية تعنى بالبيئة من جهة، وتقارب الفن المعماري من جهة ثانية، وتأتي مشاركة محمد كاظم هذه بتنسيق من هيئة دبي للثقافة والفنون و''فلنج هاوس'' بدبي· ويشارك في اختيار الفنانين لهذا المعرض فنانون عالميون، ومنهم مدير بينالي الشارقة جاك برسكيان· وعن مشاركته في متحف سويسرا قال كاظم إنه سيشارك بعمل من الفيديو آرت والصور التوثيقية بعنوان ''نافذة'' والذي أنجزه بين العامين 2003 و ،2005 وحول طبيعة العمل يقول كاظم ''إنه عمل يرتبط بانتمائي للبيئة التي أعيش فيها، فهناك الكثير من العناصر التي تتطور وتدخل في البيئة، واعتقد أن الفنان الحقيقي هو الذي يستطيع رصد التغييرات البيئية بطريقة متناسقة ( هارمونية) بحيث يضعها في سياق فكرة العمل، فهذه النوعية من الأعمال تنتج بطريقة متناسقة، ليس شرط أن يكون التناسق فقط في اللون إنما هناك تناسق في تركيبة الفكرة، وبرغم اختلاف العناصر والمواد في عمل''نافذة'' حيث تكون العمل من فيلم مدته دقيقتين، وصور فوتوغرافية توثيقية، وعمل تركيبي، إلا أن هذه الأعمال تحتاج إلى نوع من الاقتران والتناسق، وخاصة مفهومه للأشخاص المعنيين في مجال الفن البصري''· وبالتوقف عند هذا العمل نجد أن كاظم يقسمه أربعة أقسام، أولها بالتصوير الضوئي، إذ يصور نفسه جالساً أو واقفاً أمام نافذة في بيته يطل منها على برج من الأبراج المحيطة، وهو يصور المشهد من زوايا مختلفة وفي أوقات متعددة، حتى يمنح العمل أثر الزمن على الشخص وعلى العمال الذين يحكي حكايتهم، هؤلاء العمال الذين يحملون سحنات غريبة، ويصورهم الفنان في لحظات بؤس وتعب أمام برج مخيف، ليقول لنا نحن المشاهدين، وليقول لنفسه ربما بصفته مراقباً لهم، إنهم يعانون بسبب هذا البرج الذي صعد على أكتافهم وبجهدهم، ويحتاجون اليه في الوقت نفسه· في القسم الثاني ثمة صور فيديو ترصد بعض عناصر المكان، وفي الثالث نرى صناديق زجاجية تحوي قفازات ورملاً، ويأتي القسم الرابع عبارة عن خبر منشور في صحيفة عن عامل صيني يفصل من عمله بسبب رسالة حب كتبها لحبيبته· ويروي كاظم قصة عمله الموسوم بجيراني، فيقول ''مثل أي قصة أدبية قصيرة، تكون علاقتي بجيراني، أو لنقل علاقة الجيران ببعضهم في المجتمع المدني الحديث، (دبي نموذجاً)· البنايات الشاهقة من ناحية، والأحياء الأفقر في خلفية المشهد؛ السيارات الفارهة، والسيارات الكبيرة لنقل العمال من وإلى بيوتهم بعد العمل، وللمصادفة تنقل أيضا البهائم بكل أنواعها في سيارات مثل سياراتهم، فما هي علاقتي بجيراني المطحونين هؤلاء؟ يقع بيتي بجانب أحد بيوت العمال، والذي يسكنه أكثر من عشرة، أسمعهم في أوقات معينة يتكلمون بلغتهم غير المفهومة لي، هذه الأوقات تحدد لي ساعات عملهم وساعات راحتهم، أشم رائحة طبيخهم، وأسمع أصوات حياتهم، شجار، مناقشات، كنس، ترتيب، غسل ملابس، ومن ثم يختفون· على حبال غسيلهم، يتركون مع ملابسهم المغسولة والمتروكة للهواء الشمس، صمت البيت ويذهبون· ألتقط صوراً لحبال الغسيل، صورا لشخصيات لا أراها، ولا أسعى لرؤيتها، حفاظاً على خصوصية عالمهم، وخصوصية الصورة التي التقطتها أيضاً، فما أريد أن أقدمه لا يسعى لانتهاك الفن، أريد أن أترك في هذا العمل شيئاً غير مكتمل، أن أرصد الحبال والملابس من آن إلى آن، حتى أبني نسقاً من الدلالات، يعمل بدوره على تحقيق ''وثيقة ضد''، ضد مَن؟ هذا ما يشهد عليه هذا العمل، دون أن يتفوه بكلمة· أغلب جيراني من الآسيويين، وتوضح الملابس أنهم عمال، كما يمكن منها رصد طبقتهم، وقيمة رواتبهم، والكيفية التي يتأنقون بها في أيام إجازتهم، وبالتالي أقصى قدرة للحلم لديهم· وهكذا نتابع الميزة الخاصة بعمل محمد كاظم وهي عمق الارتباط بالبيئة والمكان المحيط والإنسان الذي فيه، وعن ذلك يقول كاظم ''أحاول أن أتفاعل مع بيئة مباشرة من خلال استخدامي للصورة الفوتوغرافية كتوثيق، وقد يكون استخدام كاميرا الفيديو عاملا أساسيا للاستفادة من عناصر الحركة، والصوت كجزء مكمل للعمل، وفي بعض الأحيان إذا كانت الأدوات التقليدية تسهم مع الفكرة فاستخدمها بشرط أن تكون جميع هذه العناصر تقدم افتراضا فنيا حول الزمن، أو الأمور التي تواكب الزمن· على كل فنان أن يحمل رؤية بصرية للمشاهد·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©